غزة على أعتاب هدنة جديدة وترامب يؤكد اقتراب التفاهم مع حماس - بوابة الشروق
الخميس 3 يوليه 2025 9:34 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

غزة على أعتاب هدنة جديدة وترامب يؤكد اقتراب التفاهم مع حماس

القاهرة (أ ب)
نشر في: الخميس 3 يوليه 2025 - 10:23 ص | آخر تحديث: الخميس 3 يوليه 2025 - 12:15 م

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على شروط هدنة جديدة مع حركة حماس لمدة 60 يوما، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع الطرفين خلال تلك الفترة لمحاولة إنهاء أكثر من 20 شهرا من الحرب في غزة.

لكن لم يعلن أي من الطرفين رسميا حتى الآن قبوله للمقترح الذي أعلن عنه ترامب، الذي وجّه في الوقت نفسه تحذيرا إلى حماس بأن فرصها "ستتضاءل" إن لم توافق على العرض. ولم تتضح بعد الشروط التي وافقت عليها إسرائيل.

وتأتي جهود التوصل إلى الهدنة بعد ضربات جوية واسعة نفذتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة على مواقع نووية في إيران، الحليف الإقليمي الأبرز لحماس، وقبل أيام فقط من زيارة مقررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء ترامب.

تفاصيل غير واضحة

لا تزال المعطيات المتاحة بشأن اتفاق الهدنة المقترح محدودة، لكن يبدو أنه نسخة معدلة من إطار عمل طُرح في وقت سابق من هذا العام من قبل مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

وقال ترامب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن كلًّا من قطر ومصر تعملان على التفاصيل النهائية، ومن المقرر أن تسلما العرض النهائي إلى حماس.

ونقل مسئول مصري مطلع على المحادثات، لوكالة أسوشيتد برس (أ ب)، أن المقترح ينص على أن تطلق حماس سراح 10 محتجزين خلال فترة الهدنة، 8 في اليوم الأول واثنين في اليوم الأخير منها. في المقابل، ستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض مناطق غزة، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية الملحّة إلى القطاع.

وكانت الحرب قد اندلعت في 7 أكتوبر 2023 عندما شنّت حماس ومسلحون متحالفون معها هجوما واسعا على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر حوالي 250 آخرين. وتُقدر إسرائيل أن لدى حماس نحو 50 محتجزا، يُعتقد أن أقل من نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.

وبحسب المسئول المصري، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخوّل بالحديث لوسائل الإعلام، تم تجاوز عقبة كانت تعوق التوصل لاتفاق، وتتعلق بكيفية توزيع المساعدات.

وأوضح أن الجانبين وافقا على أن تتولى الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني قيادة عمليات توزيع المساعدات، إلى جانب استمرار عمل "صندوق غزة الإنساني" المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل.

حماس باتت أضعف

ووفقا للوكالة، "أدى تفكك شبكة الوكلاء الإقليميين التابعة لإيران، والذي تُوّج بالضربة التي تلقتها طهران خلال الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل، إلى إضعاف حركة حماس وعزلها إقليميا. وعلى الرغم من أن إيران كانت الداعم الأساسي للحركة، فإن نفوذها تراجع الآن، وهي منشغلة بمشاكلها الداخلية".

وفي الوقت نفسه، أوضح الرئيس الأمريكي لإسرائيل أنه يريد إنهاء الحرب مع حماس قريبا. فرغم دعمه المستمر لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وجّه ترامب انتقادات حادة لإسرائيل في الساعات الأولى من وقف إطلاق النار الأخير مع إيران، عندما ضغط على تل أبيب لتقليص ردها على الهجوم الصاروخي الإيراني. وقد يسهم هذا الضغط في دفع حماس نحو القبول باتفاق.

وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات إن هناك الآن "فرصة كبيرة" للتوصل إلى اتفاق. وأضاف: "المؤشرات التي تصلنا تشير إلى أن الأطراف أصبحت جاهزة".

وأشار الدبلوماسي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المحادثات، إلى أن خطاب ترامب الحاد تجاه إسرائيل "منح حماس قدرا من الثقة" بأن الولايات المتحدة ستضمن أي اتفاق مستقبلي وتمنع العودة إلى القتال.

المواقع العسكرية الإسرائيلية والمفاوضات المستقبلية

قال مسئول مصري إن إسرائيل لم توافق بعد على سحب قواتها إلى المواقع التي كانت تسيطر عليها في أوائل مارس، عقب انتهاء الهدنة السابقة. ومنذ ذلك الحين، سيطر الجيش الإسرائيلي على مساحات واسعة من غزة للضغط على حماس، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للعودة إلى تلك المواقع.

وقال مسئول إسرائيلي إن الاتفاق المقترح يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، يتضمن انسحابا جزئيا من غزة وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية للقطاع.

وأضاف المسئول أن الوسطاء والولايات المتحدة سيقدّمون ضمانات بشأن إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب، لكن إسرائيل لا تلتزم بذلك كجزء من الاتفاق الحالي.

من جهته، قال المسئول المصري إن حماس ستحتاج إلى مراجعة المقترح مع باقي الفصائل الفلسطينية قبل تقديم رد رسمي عليه.

أما بشأن مسألة من سيُدير غزة بعد الهدنة، فقال المسئول المصري إنه تم التوصل إلى تفاهم، إذ ترفض إسرائيل عودة حماس لإدارة القطاع، والمقترح ينص على أن تتولى إدارة غزة لجنة إسناد مجتمعي مكونة من شخصيات فلسطينية غير منتمية لأي فصيل سياسي.

ورغم هذه التطورات، قد تؤدي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تعقيد المساعي الجارية، إذ جدد موقفه المتشدد الأربعاء، قائلا: "لن تكون هناك حماس" بعد تنفيذ خطة الهدنة لمدة 60 يوما.

هدنة سابقة لم تصمد

وكان اتفاق وقف إطلاق النار السابق في يناير قد نص على ثلاث مراحل، لكن الطرفين لم يتجاوزا المرحلة الأولى.

وخلال تلك المرحلة، تم تبادل عدد من المحتجزين لدى حماس مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كما تمكنت المساعدات الإنسانية من الوصول إلى غزة.

وعندما انتهت المرحلة الأولى في أول مارس، أرادت إسرائيل تمديدها، في حين طالبت حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية كما هو منصوص عليه في الاتفاق.

وكان من المفترض أن تشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء المتبقين مقابل مزيد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

لكن هذه المرحلة كانت دائما الأصعب، لأنها كانت ستجبر إسرائيل على المفاضلة بين هدفين أساسيين للحرب: استعادة المحتجزين والقضاء على حماس.

وفي 18 مارس، انتهكت إسرائيل الهدنة بشن ضربات جوية جديدة، ما أدى إلى استئناف القتال.

وفي قطاع غزة، عبر السكان عن أملهم في أن تنجح الهدنة هذه المرة في إنهاء الحرب.

وتقول أسماء الجندي، التي تعيش في مخيم نازحين بمدينة دير البلح مع طفليها: "لقد سئمنا فعلا". وأضافت: "تم تهجيرنا وتجويعنا، وتعرضنا لكل أشكال العذاب في هذا العالم".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك