يضاف التفجير إلى سلسلة عمليات نفّذها الجانبان التركي والكردي على مدى أربعين عاماً من الصراع المسلح الذي تجاوز الحدود إلى كل من سوريا والعراق.
وبلغ الصراع بين الجانبين ذروته في تسعينيات القرن الماضي، إذ يعدّ الحزب كابوساً للحكومات التركية المتعاقبة، منذ نشأته في سبعينيات القرن الماضي.
تأسس حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" عام 1978 بخلفية ماركسية لينينية، بهدف تأسيس دولة كردية في جنوب شرق تركيا، ثم بات مطلبه الأولي استقلال المناطق الكردية داخل تركيا، وحصول الأكراد الأتراك على الحكم الذاتي.
ولقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم منذ اندلاع الصراع بين الطرفين، ودُمرت آلاف القرى الكردية في جنوب شرقي وشرقي تركيا، مما اضطر مئات الآلاف من الأكراد للنزوح إلى أجزاء أخرى من تركيا.
واعتقلت تركيا زعيم الحزب عبد الله أوجلان عام 1999، وهو مسجون منذ ذلك الحين.
ويطالب الحزب بالمزيد من الحقوق الثقافية والاجتماعية لأكراد تركيا الذين يُقدر عددهم بـ 15 مليون نسمة، إضافة إلى الإفراج عن أعضاء حزب العمال القابعين في السجون التركية.
وواجه الأكراد قمعاً لهويتهم العرقية وثقافتهم في تركيا على مر السنين، وأدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تركيا بأحكام تتعلق بالإعدامات الجماعية للمدنيين الأكراد، والتعذيب، والتهجير القسري، وتدمير القرى.
فيما تصنف دول عدة حزب العمال الكردستاني بالمنظمة الإرهابية، بسبب استهدافه آلاف المدنيين وتنفيذ هجمات انتحارية.
في ما يلي، استعراض لأبرز الهجمات التي تبناها حزب العمل الكردستاني في تركيا، أو نسبت له:
باشر "بي كي كي" تنفيذه عمليات عسكرية ضد الجيش والشرطة في تركيا، طالت مراكز للشرطة في منطقة سيرت، وقتلت جنوداً ومدنيين، وأوقعت إصابات أخرى في صفوفهم.
كما نفّذ كميناً قتل فيه ثمانية جنود في مقاطعة هكاري، لتشكّل تلك الهجمات انطلاقة لاشتباكات استمرت حتى عام 1991.
نصب عناصر الحزب كميناً بين مدينتي إيلازيغ وبينغول، قتل فيه 33 جندياً وأسر 22 لفترة قصيرة.
نفّذ الحزب هجوماً على سوق توابل على ضفة القرن الذهبي في إسطنبول ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وجرح 121 آخرين.
قتل 13 شخصاً في هجوم بقنابل المولوتوف على سوق في منطقة قاضي كوي.
قتل 6 أشخاص، وأصيب أكثر من مئة بجروح في هجوم للحزب في سوق أنافارتالار بأنقرة.
قنبلة في سلة مهملات وضعها الحزب في منطقة غونغوران بإسطنبول، أسفرت عن مقتل 17 شخصاً وإصابة 154 آخرين.
أصيب 15 ضابط شرطة و17 مدنياً بجروح في هجوم انتحاري استهدف مركز شرطة مكافحة الشغب في ساحة تقسيم بإسطنبول يوم 31 أكتوبر عام 2010.
تنفيذ هجمات خلال عيد الجمهورية التركية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 21 آخرين في ولاية بينغول شرقي تركيا.
كما وقع انفجار في شارع كورولار بالعاصمة أنقرة أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 34 آخرين.
في ذلك العام، انهار وقف إطلاق النار الذي استمر لعامين ونصف العام بين حزب العمال الكردستاني وتركيا.
وأعلن الحزب عن اغتيال ضابطي شرطة في جنوب شرق تركيا، "انتقاماً" لتفجير انتحاري ألقي باللوم فيه على تنظيم الدولة الإسلامية، وأسفر عن مقتل 32 شخصاً معظمهم طلاب.
واتهم الأكراد حينها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم تنظيم الدولة الإسلامية سراً في مواجهة مقاتلين أكراد في سوريا.
وقع هجوم بسيارة مفخخة أثناء مرور مركبات عسكرية في أنقرة، ما أدى إلى مقتل 29 شخصاً وإصابة 61 آخرين.
وأعلن تنظيم "صقور حرية كردستان" عن العملية.
وفي المدينة نفسها، قتل 36 شخصاً، وأصيب 125 آخرين، في هجوم بسيارة مفخخة على محطة حافلات غوفين بارك في ساحة كيزيلاي.
وبسيارة مفخخة أخرى استُهدفت حافلة للشرطة في ولاية ديار بكر، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 7 من عناصر الشرطة.
وفي عملية أخرى بديار بكر، قتل 16 مدنياً، وأصيب 23 آخرين.
وفي إسطنبول، استُهدفت حافلة شرطة في منطقة وزنجيلار، فقتل 12 شخصاً، وأصيب 36 بجروح
وقع انفجار في شارع استقلال وسط إسطنبول، أدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح أكثر من 80 آخرين.
وبينما اتهمت تركيا حزب العمال الكردستاني بالمسؤولية عن العملية، نفى الأخير ذلك.
في عام 2012، نفّذت جماعة تطلق على نفسها اسم "صقور حرية كردستان" هجوماً على حافلة تابعة للجيش التركي، ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة 12 آخرين.
وبينما رُبطت الجماعة بحزب العمال الكردستاني، تقول هي أنها انشقت عن "بي كي كي".
كما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تفجير سيارة في أنقرة عام 2011، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص.
وفي عام 2010 أعلنت الجماعة نفسها مسؤوليتها عن هجوم بقنبلة على حافلة للجيش أسفر عن سقوط خمسة قتلى وهجوم انتحاري أدى إلى إصابة 32 شخصا في إسطنبول.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن استهداف مطار صبيحة غوكتشن، ثاني أكبر مطار في إسطنبول، بقذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل شخص واحد، عام 2015.
وفي 2016، أعلنت الجماعة أنها نفّذت تفجيراً انتحارياً بمدينة بورصة في شمال غرب البلاد.
وكان التنظيم نفّذ في منتجع كوساداسي السياحي غربي تركيا عام 2005، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.