هنري العويط: إعادة الاعتبار إلى الفكر العربي هو البوصلة التي تُرشدنا إلى ميناء السلامة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:22 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هنري العويط: إعادة الاعتبار إلى الفكر العربي هو البوصلة التي تُرشدنا إلى ميناء السلامة

هنري العويط في مؤتمر «فكر 17» بالسعودية
هنري العويط في مؤتمر «فكر 17» بالسعودية
رسالة الظهران: شيماء شناوي
نشر في: الخميس 5 ديسمبر 2019 - 2:14 ص | آخر تحديث: الخميس 5 ديسمبر 2019 - 2:14 ص

في أمسية ثقافية كبرى ضمت حضور دبلوماسي وثقافي وإعلامي رفيع المستوى من مختلف أنحاء الوطن العربي، وعلى دندنات العود ونجوى الكمان، يشدوان بمقطوعات موسيقية متنوعة لكوكب الشرق أم كلثوم، والسيدة فيروز، انطلقلت فعاليات الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي "فكر 17"، الذي يُعقد هذا العام بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، تحت عنوان "نحوَ فكرٍ عربيّ جديد"، وذلك في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، في الفترة ما بين 2 و5 ديسمبر.

بدأت الفعاليات بكلمة الدكتور هنرى العويط، أمين عام مؤسسة الفكر العربي، الذي تقدم بالشكر للحضور وفي مقدمتهم الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، وأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وقال «العويط» إن عنوان المؤتمر "نحو فكرٍ عربيٍّ جديد" يثير مجموع من التساؤلات، أولها هل يمثل الفكر وإشكاليات تجديده قضية تندرج حقّاً في قائمة اهتماماتنا الملحة، وتحتل موقعاً متقدماً في سلم أولوياتنا؟ وهل يمكن أن يُعد الانصرافُ إلى البحث في أسئلة الفكر وتياراته ومناهجه ترفاً ذهنياً واستغراقاً في تنظيرٍ منقطعِ الصلةِ بالواقع؟.

وأضاف «العويط» أن من رأسِ الدواعي التي حملت مؤسسة الفكر العربي على اختيارِ موضوعِ المؤتمر، هو رغبتَها في إعادة الاعتبار إلى الفكر، فأننا اليوم أحوج ما نكون إلى أن نلتفت إليه، لأن الفكر في غمرة المتاهات التي يتخبط فيها عالمنا، هو البوصلة التي تدلنا على درب الهدى، والمنارة التي تُرشدنا إلى ميناء السلامة.

وتابع أمين عام مؤسسة الفكر العربي: قد يتساءل البعض عن الأسباب التي حدت بنا إلى أن ننعت الفكر الذي ندعو إلى تجديده بـ"العربي"، وعما نعنيه بالضبط بهذه الصفة؟ ولماذا نشرع باباً يُفضي بنا إلى إثارة مسألة العروبة والهوية العربية، وإلى فتح ملف العلاقات الملتبسة والمعقدة بين الأنا والآخر، وقد يتساءل البعض أيضاً عن مسوغ المناداة بتجديد الفكر العربي، ونحن نعرف أن تاريخنا حافل بهذا النوع من الدعوات، ولهم أقول لا يدعي مؤتمرنا أنه السباق إلى إطلاق هذه الدعوة، ولكن الحاجة إلى مراجعة الفكرِ العربي وتحديثه أصبحت الآن ضرورة مُلحة بخاصة أن منطقتنا العربية كغيرها من الأوطان، لا تستطيع أن تكون بمنأى عن التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، من تداعيات جسيمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية وغيرها.

كما لا يسعها أن تتجاهل إن ما اعتنقناه في العقود المنصرمة من نظريات وايديولوجيات شمولية، وما خبرناه من أنظمة وتجارب أثبتت فشلها في حل مشكلات دولنا وأزماتها، وإن ما يعصف حالياً بعدد من بلداننا من انقسامات ونزاعات وحروب تعرض نسيج مجتمعاتها ووحدةَ دولها وأراضيها للتفكك، وما يتهدد منطقتنا بأسرها من مخاطر مصيرية، يضاعف على الصعيد العربي من حدة التحديات العالمية ومن وطأتها، ويستدعي منا تبني نهج فكري جديد، واعتماد مقاربات جديدة، وصياغة رؤى جديدة، للتعامل الملائم والناجح مع الوقائع الجديدة، والتحديات الجديدة، والأسئلة الجديدة، والتطلعات الجديدة.

ولافت «العويط»: إلى أن هناك الكثير من الأسئلة الخاصة بمسألة تجديد الفكر العربي، ودواعي تجديده، وعناصره، ومقوماته، وسماته؟ وكيف يمكن أن يتجلى في المجالات المختلفة؟ وما موقعه وإسهامه في الفكر الإنساني، وما علاقته بالتراث؟ وهل تتضمن الدعوة إلى تبنيه وانتهاجه والمساهمة في بنائه مراجعة ونقداً لما سبقه، وحضاً على تغييره بصورة جذرية، أم تعني دعوة إلى تحديثه عبر آليات تطويره؟ وغيرها من الأسئلة سيطرحها من يتولى إدارةَ جلسات المؤتمر العامة والمتخصصة، وسيقدم المتحدثون فيها أجوبتهم عنها.

وأختتم أمين عام مؤسسة الفكر العربي، كلمته بتوجيه الشكر إلى جميعِ من ساهموا في الإعداد للمؤتمر وفي دعمه وتنظيمه، وإلى وسائل الإعلام التي تربطها مع المؤسسة اتفاقيات شراكة، وتدأبُ باستمرار على نقل رسالة المؤسسة والتعريف بنشاطاتها على أوسع نطاق، وتتولى تغطية وقائع المؤتمر على الصعيد المحلي والعربي والدولي.

ومن المقرر أن يختتم المؤتمر أعماله في اليوم الرابع والأخير 5 ديسمبر، بعرضٍ مفصّل لتقارير الجلسات المتخصّصة، ثم تُعقد ظهراً الجلسة العامّة الثالثة تحت عنوان "المثقّفون العرب ودورهم في تجديد الفكر العربي"، يليها اختتام أعمال المؤتمر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك