عقدت نقابة مزارعي القصب بمحافظة قنا، مؤخرا، عدة اجتماعات بعدد من القرى والمراكز بالمحافظة، لبحث المشكلات التي تواجه المزارعين في زراعة أهم المحاصيل الاستراتيجية وهي «قصب السكر»، مطالبين الحكومة بسرعة الموافقة على رفع قيمة توريد طن القصب بما لا يقل عن 800 جنيه للطن، بما يتناسب مع الزيادات الجديدة في ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة والانتاج والمحروقات والعاملين على هذه الزراعة.
وأكد اللواء مختار فكار رئيس نقابة مزارعي القصب لـ«الشروق»، أن النقابة عقدت عدة اجتماعات، وتم التواصل مع كبار المزارعين بكافة المراكز على 8 مطالب أساسية، وهي زيارة سعر التوريد من 500 جنيه إلى 800 جنيه على الأقل، وإعادة تبعية مصانع السكر إلى وزارة الاستثمار بدلا من وزارة التموين.
ورفع قيمة الري من 20 جنيه إلى 100 جنيه، ومنح المزارعين كمية من السكر بحد أدنى 50 كيلو، وكذلك تعديل العقود المبرمة بين المزارعين وشركات السكر والمعمول بها منذ 50 عامًا، وعدم تجاهل الحكومة مشاكل المزارعين التي تهدد بتوقف التوريد، وإعادة صرف مستلزمات السماد من بنوك التنمية بدلا من الجمعيات الزراعية، وإلزام المصانع بتحمل فوائد البنوك في حالة التأخر عن السداد للمزارعين.
وتعد محافظة قنا، من أهم المحافظات إنتاجًا لمحصول قصب السكر الذي يعد إحدى الزراعات الاستراتيجية، حيث تزرع مساحة 118 ألف فدان سنويًا بالمحافظة، بما ينتج نحو 400 ألف طن من السكر الخام، وتضم المحافظة 3 مصانع كبرى لانتاج وتكرير السكر، وهي (نجع حمادي، قوص، ودشنا).
وكانت الحكومة قد أعلنت منذ أشهر، عن رفع سعر طن القصب من 400 جنيه إلى 500 جنيه بزيادة قدرها 100 جنيه على كل طن، وهو ما قابله المزارعون بحالة من الغضب نتيجة لزيادة الأعباء عليهم خاصة بعد ارتفاع سعر كيلو السكر بداخل الأسواق إلى نحو 10 جنيهات.
وأشار «فكار»، إلى أن مزارعي القصب يواجهون الكثير من المشكلات بعد قرارات الحكومة بزيادة أسعار المحروقات وارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة والأيدي العاملة، إضافة إلى المشكلة الأبرز حاليا «الناولون» وهي عملية نقل محصول القصب من الأرض إلى مصانع السكر، والتي كانت تعتمد حتى وقت قريب على خطوط «الديكوفيل» الخاصة بمصانع السكر، ولكن بعد سرقتها وتهالكها، أصبح المزارعون يتحملون نفقة النقل وهي ما يصل إلى 2000 جنيه للفدان الواحد، رغم أن العقد بين شركات السكر والمزارعين ينص على قيام الشركة بنقله وليس المزارع.
وأضاف «فكار»، أن مزارعي القصب بالصعيد يواجهون أيضًا الكثير من المشكلات منها عدم تطهير المساقي الفرعية، وقيام الكثير من المزارعين بالاعتماد على الآبار الارتوازية التي تحتوي نسبة ملوحة عالية وتضر كثيرا بالأرض في ري أراضيهم، وتأخر صرف الأسمدة عن مواعيدها المحددة، إضافة إلى عدم وجود سلالات جديدة للقصب.
وقال «فكار»، إن «وزارة الزراعة لا تعرف شئ عن القصب، فمُزارع القصب في الصعيد يزرع المحصول مرة واحدة في العام، ولكن مزارعو الوجه البحري يزرعون 4 محاصيل في العام الواحد، لذلك لابد أن تتكاتف جميع جهود الدولة لمساعدة مزارعي القصب وتذليل المشكلات لهم بشكل أفضل من الموجود حاليا».