أطلقت مكتبة الإسكندرية، اليوم، مشروع "أرشيف سليم بك حسن" رائد علم المصريات، وأحد أبرز رموز الجيل الأول من المصريين العاملين في مجال الآثار والحفائر، وتلميذ رائد المصريات أحمد باشا كمال، وأول من قام بتدريس علم المصريات في جامعة فؤاد الأول، ويُنسب إليه وضع أسس علم الحفائر وإدارة المواقع التراثية في مصر.
جاء الإعلان عن المشروع خلال أولى ندوات سلسلة "نعتز بتراثنا" التي تنظمها المكتبة بالتزامن مع فعاليات الدورة العشرين من معرضها الدولي للكتاب، وذلك بحضور السفير عمر أحمد سليم حسن، والدكتور إسماعيل أحمد سليم حسن، وأميرة صديق، مدير المشروعات بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، وقدّم الندوة الدكتور أيمن سليمان، مدير المركز.
وأكد سليمان أن إطلاق المشروع يأتي في إطار حرص المكتبة على صون وتوثيق تراث مصر العلمي والمعرفي، مضيفًا أن البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب يتضمن أربع فعاليات ضمن هذه السلسلة، بهدف إبراز رموز التراث المصري الممتد لآلاف السنين.
وأوضح أن أرشيف سليم بك حسن يُعد تجربة إنسانية فريدة، استغرق العمل عليها نحو عشر سنوات، ووجّه الشكر إلى أسرة الراحل على تعاونها في توفير الوثائق والصور والمخطوطات.
وفي كلمته، عبّر السفير عمر أحمد سليم حسن عن فخره بإطلاق المشروع قائلاً: "أقف بمشاعر فخر وامتنان لإحياء تراث جدي العالم الجليل، الذي كرس حياته لحماية حضارة مصر في زمن لم تكن فيه التكنولوجيا متاحة كما اليوم، حيث اعتمد على حواسه ومثابرته وجاب أنحاء مصر في ظروف ميدانية قاسية ليعيد الحياة إلى تاريخ الوطن".
وأشار إلى أن أبرز ما أنجزه سليم بك حسن موسوعة "مصر القديمة" في 18 جزءًا، والتي لا تزال مرجعًا أساسيًا في علم المصريات، إلى جانب دوره الريادي في حماية الآثار، خاصة ما يتعلق بآثار النوبة، حيث أعدّ عام 1954 تقريرًا مهمًا قدمه إلى منظمة اليونسكو، كان نواة حملة إنقاذ آثار النوبة العالمية.
من جانبها، قالت أميرة صديق إن الأرشيف يضم أكثر من 3140 وثيقة، تشمل مخطوطات بخط يد سليم بك حسن بالعربية والإنجليزية والفرنسية، وصورًا فوتوغرافية وخرائط، كما شمل المشروع تدريب عدد كبير من طلاب كليات الآثار والتاريخ على مدى أربع سنوات للمشاركة في تصنيف الوثائق.
وأوضحت أن أبرز محتويات الأرشيف تتناول حفائر هضبة الجيزة من 1929 إلى 1939، والتي شملت أكثر من 100 مصطبة، منها مصطبة الطبيبة "باسششت" من الدولة القديمة، والمجموعة الجنائزية للملكة "خنتاكوس"، بالإضافة إلى حفائر سقارة خلال موسم 1937-1938، ومخطوطة نادرة تنشر لأول مرة تتناول الطريق الصاعد لهرم "ونيس".
تُجدر الإشارة إلى أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يستمر حتى 21 يوليو، بمشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، ويقدم 215 فعالية ثقافية وفنية، بمشاركة نحو 800 مثقف وباحث ومبدع في مختلف التخصصات.