محمد العزبي لـ«الشروق» بعد اعتزاله الكتابة: لم أعش تجربة الحب.. والصحافة منحتني الحياة «2-2» - بوابة الشروق
الأحد 16 يونيو 2024 7:07 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد العزبي لـ«الشروق» بعد اعتزاله الكتابة: لم أعش تجربة الحب.. والصحافة منحتني الحياة «2-2»

الكاتب الصحفي محمد العزبي - تصوير: أحمد عبد الجواد
الكاتب الصحفي محمد العزبي - تصوير: أحمد عبد الجواد
حوار- إسماعيل الأشول:
نشر في: الأحد 12 مارس 2017 - 11:05 ص | آخر تحديث: الأحد 12 مارس 2017 - 11:44 ص

• السادات شعر بالرعب عام 1977 وقال: الشيوعيون استولوا على البلد

• رقابة رؤساء التحرير ألعن من رقباء الحكومة.. وقبضة السلطة على الصحافة واحدة في كل العصور

• لم أكذب كثيرا.. ولم أنشر يوما ما أثار شعوري بالندم

• الموهبة لا تكفي وحدها لنجاح أي كاتب.. وإذا لم تكن الكتابة "نظيفة" فعليه العوض

• لم أعرف أبي.. وأمي أصرت على دخولي المدرسة رغم أميتها

• عشت حياتي راضيا.. وتأثرت بأسلوب هيكل وموسى صبري وبهجت مصطفى بدوي

• لابد أن تظل الصحافة هواية عند صاحبها حتى آخر العمر

• النظام الحالي يعمل بمبدأ "إطفاء النور" على كل ما هو "مزعج"

انطلاقا من أسباب قراره باعتزال الكتابة، بعد رحلة طويلة مع القلم ورائحة الحبر على صفحات الجرائد، يواصل الكاتب الصحفي الكبير محمد العزبي، في الحلقة الثانية والأخيرة، من حواره مع "الشروق" رواية جوانب شتى من تجربته الثرية، بعبارات تعكس اعتزاز صاحبها بكل خطوة قطعها في مشواره المهني.

كيف قاد الطفل، الذي فقد والده قبل أن يدخل الابتدائية، قاربه في بحر الكتابة؟ وبم شعرت والدته، الأمية التي أصرت على دخوله، وأخوته، المدرسة، حين ترك دراسة الطب؟ وما رؤيته لعلاقة الحكام بالصحافة منذ 1952 وحتى الآن؟ ما رسالته لشباب الصحفيين؟ وما صفات المقال الجيد من وجهة نظره؟.. علامات استفهام كثيرة يجيب عنها صاحب كتب "مسافر على كف عفريت" و"كُناسة الصحف" و"الصحافة والحكم" فيما يلي:

• عمر مديد قضيته مع القلم ورائحة الحبر، حتى أنك رفضت الخروج على المعاش عند سن الستين، فكيف توصلت إلى قرارك الأخير باعتزال الكتابة؟

رفضت الخروج على المعاش لأنني رأيت أنه لا يجب مزاحمة أصحاب المعاشات في معاشهم، طالما أنني مرتبط بالعمل وأحصل على أجري، لكنني أعلن اليوم، التوقف عن الكتابة، وأنا في أحسن حالاتي؛ فلا أواجه أية مضايقات، ورؤسائي في العمل من تلامذتي المحترمين، وزملائي يتواصلون معي بكل مودة وحب.

• أفهم أن قرار الاعتزال يعود لأسباب صحية فقط؟

نعم، ومن الأفضل للصحفي أن يسأل الناس عنه: لماذا لا يكتب؟ أفضل من أن يسألوا: لماذا يكتب؟
الأسباب الصحية الدافع الرئيسي، وحسمت القرار مع تاريخ ميلادي في 21 فبراير الماضي.

• لكن هذا القرار سيثير حزن أصدقائك؟

الأصدقاء يحزنون أيضا إذا توفانا الله. الحزن وارد، لكن عليهم أن يتفهموا "إني مش بتدلع"، فأنا متمسك بقلمي والحمد لله.

• كيف تنظر لتجربتك في بلاط صاحبة الجلالة اليوم؟

أنظر إليها بحب. وأزعم أنني لم أسىء إلى أحد ولم أكذب كثيرا.
عبرت عن نفسي بشكل مطلق في كل العهود، ونادرا ما وجهت التحية لرئيس أو وزير، ولم أدق الطبول أبدا.

• لم تنشر يوما ما أثار شعورك بالندم؟

لا .. قد أكون نشرت ما ثبت أنه خطأ مثلا، لكن إثارة شعوري بالندم معناه أنني كنت أفعل ذلك عن معرفة.

• قلت إنك لم تكذب كثيرا.. هذا التعبير قد يتوقف عنده الناس، تقصد أنه كان هناك القليل؟

كلنا نكذب قليلا، حتى المجاملة فيها جزء من الكذب، فأنا لكي أجعل العبارة جميلة قلت: لم أكذب كثيرا، ولو قلت لم أكذب أبدا فهذه عنتريات.

• هل قارنت نفسك في يوم من الأيام بمنافسيك من الكتاب؟

لا .. كلهم أحسن مني.

• لكن النرجسية تلازم الكاتب بين الحين والآخر؟

لا علاقة لي بهذا الكلام، وأنا أنظر، منذ سنوات، إلى أي كاتب، ليس في ضوء مكانته أو أسلوبه، وإنما من رائحة ما يكتب.. إذا لم تكن رائحة المقال نظيفة ومخلصة لوجه تعالي، فعليه العوض.

• ما المقال الجيد من وجهة نظرك؟

أن يكون صاحبه مخلصا فيما يقول وأن يكون عالما على قدر طاقته بالموضوع الذي يكتب فيه، وأن يستخدم جملا وألفاظا صادقة دون إساءة لأحد، وأخيرا أن يكون صادقا مع نفسه، وأن يكون مقروءا لدى عامة الجمهور.

أحب كتابة أشياء سهلة وحكايات وحواديت في المقال قدر الإمكان، فالكاتب يخاطب جمهورا واسعا وليس جمهورا من الأساتذة.

• ما الذي منحته لك الكتابة الصحفية؟

منحتني الحياة. عشت راضيا وواثقا من نفسي، بغض النظر عن شهرتي من عدمها أو نشر صورتي من عدمه أو حصولي على مناصب أو مزايا.
كنت سعيدا بتجربتي.

• وما الذي أخذته منك الكتابة الصحفية؟

علمتني ولم تأخذ مني.

• ألم تخصم من الوجه الأسري أو الاجتماعي في شخصية محمد العزبي؟

على الإطلاق، لا وقت عندي ولا رغبة في المجتمع بشكل يجعلني أرتاد المقاهي أو أنشغل في علاقات عامة لزيارة فلان أو مصادقة علان.
موجود وسط أولادي وأحفادي وأعرفهم جيدا. قد يشردون أحيانا لكنني موجود دائما.

• هل يكفي الكاتب أن يكون موهوبا لكي ينجح؟

لا.. يجب أن يكون الكاتب موهوبا، لأنه لا يوجد شىء اسمه كاتب غير موهوب، ونحن عرفنا صحفيين كانوا يكتبون أسمائهم بالبنط العريض ولا يعرفون إلقاء السلام.

العلاقات العامة مهمة، ودفعات الخريجين يبحثون عن بعضهم، وكتبت مرة عن دفعة عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق فيما يخص دفعة تخرجه بإعلام القاهرة.

• ماذا بعد الموهبة للكاتب؟

أن يكون مجتهدا، فالموهبة تفتح الباب، لكن لابد من الاجتهاد والإخلاص الجاد. الإخلاص يعني الصدق فلا تلعب بالكلام أو بالناس.

• من أبرز من أثروا في محمد العزبي في كتابة المقال؟

تأثرت بالأدباء كثيرا لأن الأديب يتعب فيما يكتبه. تأثرت بهيكل وإن لم أصدقه في بعض الأمور، وبموسى صبري رغم أنه كانت له مواقف حادة خاطئة، وبمصطفى بهجت بدوي، وقد كان كاتبا بالغ الصدق والشجاعة والبراءة فيما يقول، وأصدر كتابا روى فيه بالأسماء الخلافات الصحفية التي شهد عليها، وقرأت لكل الناس بما فيهم مصطفى أمين وفكري أباظة.

• كيف تنظر للحياة وأنت تحتفل بعيد ميلادك السادس والثمانين؟

عادة لا أحتفل، ويمر اليوم بهدوء، لكن "الفيسبوك" هو من فعل هذه الجريمة هذا العام بحيث عرف كل الناس بالمناسبة. ومن قال لك إنه عيد ميلادي؟.. أنا مولود في 31 يناير، لكنهم سجلوني بتاريخ 21 فبراير.

• كيف حدث ذلك؟

ولدت في قرية العزيزة بمركز المنزلة في محافظة الدقهلية، وكان كاتب المواليد بمكتب العمدة يجمع كل عشرين مولودا ليسجلهم مرة واحدة على ما يبدو، وعرفت فيما بعد أنني ولدت يوم 31 يناير بعدما سجلوني في 21 فبراير.

• كيف عرفت بذلك؟

من ورقة كان قد سجلها ابن عمي، بخط جميل وباللون الأحمر، وقد كان ناظر مدرسة، مكتوب فيها: ولد محمد يوم كذا.

الطريف أيضا أن جدتي لأبي أرسلت شخصا ليبلغ بميلادي ويسجل اسمي: محمد بهاء الدين، لكن الاسم لم يعجبه، فاختار اسما آخر وهو: محمد جاد الحق، فصرت محمد جاد الحق محمد العزبي.

• إلى أي مدى تأثرت بنشأتك في حي الحسين بالقاهرة وانتسابك لوالد كان أستاذا لأصول الدين؟

لم أعرف أبي، فقد مات قبل دخولي الابتدائية، وكان أستاذا في كلية أصول الدين، وكانت وقتها في شبرا، وكان من هيئة كبار العلماء، وكنا نستقبل في البيت بين الحين والآخر مشايخ يأتون للزيارة وتناول الغداء.

اللافت كان إصرار أمي، وهي لم تكن تقرأ ولا تكتب، على دخولنا، أشقائي وأنا، المدرسة، رغم نصيحة كل الناس لها بالعودة إلى البلد، أو إلحاقنا بالأزهر حيث كان من دون مصاريف.

دخلت المدرسة ومنها إلى الجامعة، وقهرتها حين لم أكمل دراسة الطب، لكنها عاشت حتى رأتني أعمل بالصحافة.

وكان لترك كلية الطب قصة، حيث تركتها، أنا وحمدي قنديل، لنبحث عن كلية سهلة لا تحتاج لحضور طلابها، فالتحقنا بآداب قسم صحافة، وأعتقد أن هذا القسم تم افتتاحه لتشجيع عددا كبيرا من الضباط بعد ثورة يوليو ليصبحوا صحفيين وإعلاميين كانت الثورة بحاجة إليهم، فكان بالقسم عدد كبير منهم.

• وماذا عن الحب في حياتك؟

عشت قصة إعجاب لكنه لم يكن حبا.

كنت جادا جدا، ولم أعرف طفولتي، وأذكر وأنا في الابتدائية أو الإعدادية أنني حين كنت أدخل بلدتنا وأذهب إلى الصلاة في الجامع أجد رجلا كبيرا لا أعرفه يستفتيني في أمر ما باعتباري ابن الشيخ، وكنت حين أمر على جماعة من دون إلقاء السلام، كانوا ينادونني، وينهرونني سائلين: "مقلتش ليه سلامو عليكم؟". قفزت سنوات من العمر الجميل، ولم يكن هناك حب بمعنى الورود وكذا.. "كانت حاجات بدائية".

• كيف تنظر لواقع الصحافة المصرية اليوم؟

الصحف القومية التي يجب ألا تنتمي لأي اتجاه، تنتمي اليوم إلى الحكومة والسلطة، وأفلست لسوء إدارتها وبسبب النهب الذي قضى على كل إمكانياتها.

• ما أشكال هذا النهب؟

القضايا المرفوعة ضد رؤساء مجالس إدارات زمن مبارك، وكلهم أصدقائي، وهم بالنسبة لمن جاءوا بعدهم "حلوين أوي".

• وماذا عن الصحف الخاصة؟

الصحف الخاصة بالغة الحسن وقدمت تجارب ناجحة.

• لكن لديها مشكلات مالية طاحنة.

هذا يعود إلى بخل أصحابها، لأنهم يعرفون أنها لن تكسب، ولكنها تدافع عن مصالحهم.

المشكلة أن قنوات التلفزيون صارت مملوكة لرجال الأعمال، ولا يصح أن يقود رجال الأعمال الفكر.

• ماذا يحدث لو قاد رجال الأعمال الفكر؟

يصبحون حكام البلد.

• وهل يحكم رجال الأعمال البلد حاليا؟

لا أحد يحكم البلد الآن. الرئيس لا يحكم وإنما الأجهزة التابعة له. هل هذه الأجهزة مدربة وخبيرة في تخصصاتها؟ هل تقدم نصيحة مخلصة للرئيس حتى لو لم تكن على هواه؟ هذه النصائح ليست ذات خبرة، وهذه مشكلة، وانتقلنا من مرحلة تقديم نصيحة غير جيدة للرئيس، إلى تقديم نصيحة يحبها الرئيس، ووصلنا إلى تقديم نصائح يتصور أصحابها أن الرئيس يحبها.

البلد لا تسير بهذا الشكل.. عندك برلمان "حاجة تضحك"، ومن يقول أي شىء يتم إسقاط عضويته مع أن مهمة عضو البرلمان أن يتكلم.

ثم انظر إلى التسريبات المذاعة وعبد الرحيم علي وغيره، كلام عيب.

لو أن لديك تسريبا من الأمن حاسبني عليه في محاكمة لا أن تسخر من صاحبه.

ولدينا اليوم حكاية "طفي النور"، حيث كنا نسمع، في الحسين أيام حرب الألمان، متطوعين يمرون على البيوت كلما اشتدت الغارات، ويقولون: "طفوا النور". اليوم كل من لا يعجب السلطة تطفىء عليه النور من محمود سعد إلى دينا عبد الرحمن وإبراهيم عيسى وعلاء الأسواني وبلال فضل ويسري فودة.

انظر مثلا لقصة إبراهيم عيسى وبرنامجه على قناة "القاهرة والناس" المملوكة لطارق نور؛ تابعنا كلنا كيف تم منع معرض الأثاث لطارق نور بدعوى الأمن، وبعد رحيل عيسى عن القناة يعود المعرض في تاريخ آخر. هذا يعني أننا لسنا في دولة.

• كيف يمكن إصلاح هذا الوضع؟

أن يكون هناك قدرا كبيرا من سعة الصدر والإيمان بأننا جميعا وطنيون، وألا يتم تخوين الناس أو اتهامهم بأنهم إخوان.

كل التيارات يجب أن تكون ممثلة وتعبر عن نفسها والشعب صاحب الحكم. لا تسجني ولا تفصلني من البرلمان.

• ما الرسالة التي توجهها لشباب الصحفيين اليوم؟

قديما كان يعمل بالصحافة من يريد أن يفعل ذلك، وكثيرون تركوا الطب والعلوم وعملوا بالصحافة وتعبوا فيها. الآن، أعرف أن كثيرين جدا ممن يعملون بالصحافة يبحثون عن وظيفة أخرى، ولو ذهب أحدهم إلى صحيفة ثم وجد وظيفة أخرى بزيادة عشرة جنيهات في الراتب سيترك الصحافة ويذهب.

لابد أن تظل الصحافة هواية عند صاحبها حتى آخر العمر.

• ترى أنه لا يصح أن يكون العمل بالصحافة "أكل عيش"؟

أكل عيش طبعا مثل أي وظيفة، ويا حبذا لو كان هذا العيش "فينو"، لكن تداخل الإعلام والإعلان غير مقبول، ومن يقول إن الصحفي الذي يجلب الإعلانات راتبه ضعيف، يثير نفس مشكلة شرطي المرور الذي يقبض رشوة لنفس السبب.

«الصحافة والحكم»

• نشرت كتابا بعنوان الصحافة والحكم.. كيف تنظر لعلاقة السلطة بمهنة الصحافة منذ 1952 وحتى الآن؟

موقف الحكم في كل العهود من الصحافة واحد، مع اختلاف قبضة اليد؛ قوية وأخرى غشيمة وثالثة ذكية، وقبضة تسمح ببعض الحريات نتيجة الظروف.

العلاقة بين الصحافة والحكم صراع بين القط والفأر، فالصحافة دورها النبش والنقد، والحكم كتوم ويغلق الأبواب.

كان للسلطة بعد 1952 قبضة قوية؛ بدأت بفرض الرقابة على الصحف، حيث كان يسهر معنا رقيب في الجريدة ولا يتم نشر أي شىء دون الحصول على توقيعه بالموافقة على صفحة الجريدة نفسها.

وكان الرقيب يأتي حاملا قائمة بالأخبار الممنوع تناولها، وكنا نحب قراءة هذه القائمة لنعرف ما فاتنا من أخبار.

وفوجئنا ذات يوم بالقائمة تشمل منع النشر عن خبر القبض على لص في شقة بالزمالك، وحين بحثت وجدت أن اللص كان أخا غير شقيق لأشهر فنانة سينمائية في مصر في ذلك الوقت، ما يعني أن المجاملات وصلت حتى قائمة منع النشر في الصحافة.

• وماذا عن قبضة السادات؟

السادات ارتدى لباس الديمقراطية، لكن ظلت القبضة كما هي، وكان يحب صلاح حافظ رغم كونه شيوعيا، لكن حين قامت ثورة الغذاء في 18 و19 يناير 1977، شعر بالرعب وقال: "الشيوعيون استولوا على البلد"، ووصف ما جرى بانتفاضة الحرامية، لكن حافظ، وكان رئيسا لتحرير روزاليوسف، وصفها بأنها انتفاضة شعبية بسبب الغلاء.

اجتمع السادات بكل رؤساء التحرير في القناطر الخيرية، وسأل حافظ عما جرى، فقال: "يا فندم دول غلابة معندهمش أي اتجاهات وبيشتكوا من الغلاء"، فقال السادات: "سقطت في الامتحان يا صلاح.. سيب روزا اليوسف".

• وكيف ترى علاقة مبارك بالصحافة؟

مبارك اعتمد على رؤساء تحرير أبقاهم لعشرين سنة أو أكثر فأصبحت لهم مصالح، وصار هناك رقيب من داخل الصحف اسمه رئيس التحرير، وهذا ألعن رقيب لأنه يفهم اللعبة، بالإضافة إلى رقيب آخر خلقوه بداخلنا؛ رقابة ذاتية بأن نخاف أن نقول ما نريد دون أن يقول لنا أحد شيئا.

أرخى مبارك قبضته قليلا، لأنه كان مهتما بالحرامية، ولم يكن عنده مانع من ترك بعض الفقاقيع في الهواء، طالما أنه كان مسيطرا على المكاسب والأرباح.

أما القبضة الآن فهي من بيننا، وعبر مذيعي التوك شو، من يهددون الناس، ويشتمون النائب أنور السادات وغيره في هجمات ضارية بمنطق "إطفاء النور" على كل ماهو مزعج، من وجهة نظرهم.

اقرأ أيضا:

محمد العزبي لـ«الشروق» بعد اعتزاله الكتابة: هيكل قال لي «أنت تكتب بعاطفة.. والصحافة تحتاج إلى الأخبار» «1-2»



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك