أعلن رسميا عن عرض فيلم "آخر المعجزات" في الدورة القادمة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، للمخرج عبد الوهاب شوقي، ضمن فعاليات مسابقة الأفلام القصيرة للدورة 46، ما يمثل خطوة إيجابية لصناعه، بعد تراجع مهرجان الجونة السينمائي عن عرضه في افتتاح الدورة الماضية، واستبداله بالفيلم القصير الحائز على السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي "الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا".
فيلم "آخر المعجزات" هو معالجة سينمائية لقصة قصيرة بعنوان "معجزة" للأديب نجيب محفوظ، والتي صدرت ضمن مجموعة قصصية باسم "خمارة القط الأسود" عام 1969، وتضم هذه المجموعة 19 قصة، وهو من بطولة خالد كمال، وأحمد صيام، وعابد عناني، وظهور خاص للفنانة غادة عادل، وإخراج عبدالوهاب شوقي، الذي شارك في التأليف مع مارك لطفي.
ما هي قصة معجزة المأخوذ عنها الفيلم؟
في جو غرائبي تدور حكاية القصة القصيرة "معجزة"، حول رجل يقضي وقتا في حانة لكي يشرب الخمر، ولكن مصيره يتحول إلى مأساة بعد موقف غير متوقع يٌدخله في متاهة.
تدور أحداث القصة حول شخص يجلس في حانة "فينيسيا"، يبحث عن الهروب من ذاته أو من الواقع، وهذا الشخص يبدأ بلعبة ذهنية أو خيال؛ يختلق أسماء لأشخاص غير موجودين مثل "محمد شيخون الماوردي"، يسأل الجرسون عنها ليتأكد من وجودها. ثم يتفاجأ بأن هناك اتصالاً هاتفيًا يسأل عن نفس الاسم، الأمر الذي يشجّعه على تكرار التجربة مع اسم آخر "زيد زيدان زيدون"، فيجد أن هذا الاسم أيضاً موجود بالفعل.
يبحث الرجل عن تفسيرات لهذا الموقف، ويسأل جميع من حوله، حتى يلجأ إلى شيخ، ويقنعه أن تفسير ذلك هو "كرامات" ورسالة نحو التوبة، لكن في النهاية يكتشف أن هناك شخصًا ما خدعه من البداية وأقنعه بأن ما يراه من أحداث غير متوقعة هي معجزة، في حين أنها مجرد ترتيب وتلاعب من شخص آخر.
من الممكن تفسير القصة، المُركزة حول موقف معين، في أن محفوظ يطرح تساؤلًا: "ما الفرق بين الصدفة والمعجزة؟وكيف الإنسان يختلط عليه الأمر؟، خاصة إذا أراد أن يؤمن بشيء خارجي يبرر له شعوره"، وذلك يمكن قراءته في سياق "الهشاشة النفسية"، "كيف يمكن لشخص أن يعطي للواقع قسطًا كبيرًا من التأويل حتى يعتقد أن جزءًا منه خارق؟".
والمكان في القصة جزء من المجموعة ككل، حيث تُرى الحانة "الخمارة" في هذه المجموعة كمكان موازٍ للواقع، حيث تهرب الذات من الضغوط وتقدم وهمًا بالسعادة، لكن هذا النوع من الهروب مؤقت، وسريعًا ما ينكسر أو يُكشَف زيفه.