قال الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير السيدة العذراء "المحرق" بأسيوط، إن الدير مقام على كنيسة أثرية تعود إلى القرن الأول الميلادي، وهي مرتبطة مباشرة بالعائلة المقدسة.
وأوضح الأنبا بيجول، في تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن المكان الذي تتواجد فيه الكنيسة اليوم كان في الأصل بيتًا مهجورًا في الصحراء، بُني بالطوب اللبن ومسقوف بالجريد، حيث أقامت العائلة المقدسة بعد هروبها من مدينة بيت لحم بفلسطين؛ على إثر قرار الوالي هيرودس بقتل كل أطفال المدينة.
وأضاف أن العائلة المقدسة وجدت في المكان الأمن والأمان، ما جعلها تقيم فيه أطول فترة من رحلتها، إذ استمرت إقامتها نحو ستة أشهر وخمسة أيام، ضمن رحلة استمرت حوالي ثلاث سنوات وبضعة أشهر، قائلا إن المكان أصبح يُعرف بـ"القدس الثاني" لما يمثله من ملاذ آمن للعائلة المقدسة.
وتابع: "تحول البيت المهجور فيما بعد إلى كنيسة أثرية، ثم إلى دير منذ القرن الرابع الميلادي، حيث سكن الرهبان المكان، وتم تطويره وتوسيعه تدريجيًا حتى وصل إلى صورته الحالية".
وأضاف الأنبا بيجول، أن الكنيسة الأثرية تحمل بركة خاصة، حيث دشنها السيد المسيح بنفسه، مشيرًا إلى ارتباط المكان بنبوءات من العهد القديم قبل ميلاد المسيح، وتحديدًا نبوءة النبي إشعياء في القرن الثامن قبل الميلاد، التي تشير إلى وجود مذبح وعمود للرب في وسط أرض مصر، وهو ما يتطابق حرفيًا ومعنويًا مع موقع المذبح في الكنيسة الأثرية.
وأكد الأنبا بيجول، أن مصر كانت دائمًا أرض الأمن والأمان للعائلة المقدسة، فهي البلد الوحيد الذي لجأت إليه خارج فلسطين، مستشهدًا بتوجيه الملاك ليوسف النجار بالهرب إلى مصر لحماية الصبي يسوع وأمه.