أدلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وبدأ بلينكن كلمته -التي نقلتها شبكة (سي إن إن) الأمريكية - بالتذكير بالسبب وراء التواجد الأمريكي في أفغانستان في المقام الأول، وهو تحقيق العدالة ضد من قاموا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وضمان عدم حدوث مثل هذه الهجمات مرة أخرى، مشيرا إلى أنه تم تحقيق ذلك الهدف منذ أمد بعيد.

وقال بلينكن إنه بعد قضاء 20 عاما في أفغانستان، وفقدان 2461 أمريكي لأرواحهم ووقوع 20 ألف إصابة وإنفاق 2 تريليون دولار أمريكي، كان الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا.

وأكد أن إدارة الرئيس بايدن ورثت اتفاقا توصل إليه الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان بسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية من أفغانستان بحلول مايو من هذا العام، وفي إطار هذا الاتفاق ضغطت الإدارة السابقة على الحكومة الأفغانية لإطلاق سراح 5000 معتقل من حركة طالبان، بينهم قادة بارزين بالحركة.

وأشار إلى أنه في المقابل، اتفقت طالبان على وقف شن هجمات ضد القوات الأمريكية وقوات الحلفاء، والامتناع عن تهديد المدن الكبرى في أفغانستان.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أنه بحلول شهر يناير عام 2021، أصبحت طالبان في أقوى مكانة عسكرية لها منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وكان لدينا أقل عدد من القوات الأمريكية في أفغانستان منذ عام 2001.

وأكد أنه نتيجة لذلك، تعين على الرئيس بايدن فور توليه مهام منصبه الاختيار بين إنهاء الحرب أو تصعيدها، مشيرا إلى أنه في حال عدم الايفاء بالالتزامات التي قطعها سلفه (دونالد ترامب)، كان سيتم استئناف الهجمات على قوات بلاده وقوات الحلفاء وستبدأ هجمات طالبان على المدن الكبرى في مختلف أنحاء أفغانستان.

ولفت بلينكن إلى أن هذا الأمر كان سيتطلب إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان للدفاع عن أنفسنا والحيلولة دون تولي طالبان زمام السلطة، وتحمل سقوط ضحايا، والبقاء في أفغانستان تحت النيران لأجل غير مسمي.

وقال إنه "ليس هناك أي دليل على أن بقائنا لمدة أطول كان سيجعل من قوات الأمن الأفغانية أو الحكومة الأفغانية أكثر قوة أو أكثر اعتمادا على الذات".

وأضاف أنه قبيل اتخاذ الرئيس بايدن القرار، أجرى اتصالات مستمرة مع الشركاء للاستماع إلى وجهات نظرهم، مؤكدا أنه فور إعلان الرئيس بايدن الانسحاب، دعمه الناتو بالاجماع.

وأشار إلى أن اهتمامه كان منصب على أمن الأمريكيين المتواجدين في أفغانستان، وفي مارس بدأ حث هؤلاء المواطنين على مغادرة البلاد، وتم تقديم عروض بالمساعدة كان من بينها دفع تذاكر الطيران.

وقال بلينكن إنه على الرغم من أن انهيار الجيش والحكومة الأفغانية في 11 يوما لم يكن متوقعا إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية خططت ونفذت خططا للطوارئ على نطاق واسع.

وأضاف أنه بفضل هذا التخطيط تمكنا من سحب سفارتنا ونقل الأفراد الأمريكيين المتبقين إلى المطار خلال 24 ساعة، وتمكنت القوات الأمريكية من تأمين مطار كابول وبدأ عمليات الإجلاء في غضون 72 ساعة.

ووصف وزير الخارجية الأمريكي عملية إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية ومواطني الدول الحليفة والشريكة خارج أفغانستان بأنها "جهدا استثنائيا" تم تحت أصعب الظروف التي يمكن تخيلها.

واختتم وزير الخارجية الأمريكي بأن الخارجية على تواصل مستمر مع الأمريكيين الذين يرغبون في مغادرة أفغانستان، مؤكدا أنه ليس هناك وقت محدد لإنهاء هذا الجهد وإنقاذ الأمريكيين الراغبين بالعودة، وعلى التركيز على مجابهة الإرهاب، ومواصلة دعم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني التي سيتم إيصالها عبر منظمات إنسانية مستقلة.