السينما وصورة العرب (7).. الموت قبل العار فيلم يصور الفلسطينيين إرهابيين وليسوا ضحايا للاحتلال - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 12:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السينما وصورة العرب (7).. الموت قبل العار فيلم يصور الفلسطينيين إرهابيين وليسوا ضحايا للاحتلال

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 17 مارس 2024 - 5:31 م | آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2024 - 5:31 م
تستعرض «الشروق» على مدار سلسلة تمتد 15 يومًا، حلقات تتضمن حديثا عن السينما الأمريكية وعلاقتها بتكوين صورة مشوهة عن العرب بعد أحداث 11 سبتمبر، وكيف تنهار هذه الصورة وتتفتت بسبب منصات التواصل الاجتماعي، من خلال كشف مدى مساهمة الحكومات الأمريكية في قهر الشعب الفلسطيني والمساعدة على إبادته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

فتبدأ تلك الحلقات من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل "جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، ورامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم"، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.

وقد كانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة، ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه.

* فيلم الموت قبل العار "Death Before Dishonor"

تدور الأحداث حول رقيب البحرية الأمريكية جاك بيرنز، الذي يتم إرساله في مهمة إلى إسرائيل -الكيان المحتل- ومن خلال القتال إلى جانب الإسرائيليين ومشاة البحرية الأمريكية، يهزم بيرنز المقاتلين الفلسطينيين الذين يتم تصويرهم أنهم "إرهابيون"، وأنهم يقتلون الأطفال.

وفي أحد مشاهد الفيلم، يسأل فلسطيني "إرهابيًا" كما يصوره الفيلم صبيًا جاسوسًا عما إذا كان يرغب في العودة إلى مشاة البحرية، أومأ الصبي بالموافقة وأرسلته الجماعات الفلسطينية إلى تفجير سفارة الولايات المتحدة في عملية انتحارية، ويركز مشهد الانفجار على علم أمريكا الذي يظهر ممزقا ومتضررا ودمية طفل وسط الرٌكام، ويتنهد السفير الأمريكي، ويسأل: " أي نوع من المتوحشين سيفعلون مثل هذا الشيء ثم يتركون الدم في كل مكان".

يحاول الفيلم خلق حالة من التعاطف مع الجانب المحتل في أغلب الوقت وفي المقابل صورة متوحشة للفلسطينيين.

ويمثل فيلم "Death Before Dishonor"، أول عمل سينمائي يخرجه تيري جيه ليونارد، وكان من المقرر أصلاً تصوير الفيلم في يوغوسلافيا، لكن المنتج لورانس كوبيك تلقى مكالمة هاتفية تحذره من القدوم إلى يوغوسلافيا، وبالتالي، تم نقل الموقع إلى إسرائيل، حيث كانت تكاليف الإنتاج أقل، تم تصوير الفيلم في تل أبيب والقدس ويافا المحتلتين، عام 1987، كما أن الفيلم البطولة الأولى للاعب كرة أمريكي معتزل يدعى فريد دراير، ولعب دور الزعيم الفلسطيني "الإرهابي" بحسب وصف الفيلم الممثل روكني تاركينجتون.

وبدأ تصوير الفيلم في 12 مايو 1986 في إسرائيل، وفقًا لمخطط إنتاج الموارد البشرية الخاص بالفيلم الصادر في 27 مايو 1986، كان للفيلم جدول تصوير مدته ستة أسابيع، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست بتاريخ 24 يوليو 1986، وميزانية قدرها 5 ملايين دولار، و افتتح الفيلم في 776 شاشة عرض في 20 فبراير 1987، وحقق 1.8 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى من إصداره.

وكتبت الناقدة في صحيفة نيويورك تايمز، جانيت ماسلين، "أن هذا الفيلم يصور أن الفلسطينيين إرهابيين لا قيمة لهم، وحثالة من الكاذبين".

هذه الصورة حول المسلمين والعرب لم تبدأ فقط من 11 سبتمبر وبعدها، بل قبل ذلك، فهذا الفيلم صدر في نهاية الثمانينيات، كما أنها استمرت في التنميط والانكماش حتى وقتنا الحالي، حيث "ما يقرب من ربع سكان العالم مسلمون، لكن 1.1٪ فقط من الشخصيات التي تم تصويرها في أفضل 100 فيلم أمريكي من حيث الإيرادات في الفترة من 2017 إلى 2019 كانت مسلمة، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها مبادرة الإدماج التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا أنينبرج وصدرت في عام 2021"، بحسب منصة ديدلاين.

ورسمت الدراسة التي تحمل عنوان "مفقودون ومشوهون: واقع المسلمين في الأفلام العالمية الشعبية"، صورة قاتمة "لمحو" المسلمين من 200 فيلم جماهيري تم إصدارها في أربع دول، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلاندا، وتفترض الدراسة أن تصويرهم النمطي كأجانب وغرباء يهددون أمن هذه الدول، ربما يكون قد ساهم في ظهور جرائم الكراهية ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضا
السينما وصورة العرب (6).. Rules of Engagement فيلم يصور أمريكا ضحية لليمنيين


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك