قناة السويس.. محمد علي رفض حفرها خوفا من «طمع الغرب» وخلفاؤه مهدوا طريق الامتياز - بوابة الشروق
الأحد 16 يونيو 2024 12:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قناة السويس.. محمد علي رفض حفرها خوفا من «طمع الغرب» وخلفاؤه مهدوا طريق الامتياز

قناة السويس
قناة السويس
هاجر فؤاد
نشر في: الأحد 17 نوفمبر 2019 - 10:35 م | آخر تحديث: الأحد 17 نوفمبر 2019 - 10:35 م

تحتفل قناة السويس هذا العام بالذكرى الـ150 لافتتاحها، بعدما تعددت مشاريع ومحاولات وأفكار حفرها، والتي كان أولها في عهد الملك سيتي الأول عام 1300 ق.م، بينما كان أول من درس مشروع فكرة ربط البحرين المتوسط بالأحمر في العصور الحديثة هو لبيير، كبير مهندسي الحملة الفرنسية في مصر، لكنه وقع في نفس التقديرات السابقة والخاطئة، بأن البحر الأحمر يرتفع عن البحر المتوسط بنحو 9 أمتار؛ فتم إلغاء الفكرة، بحسب كتاب "على اسم مصر" للكاتبة ريم أبو عيد.

مشروع حفر قناة بين البحرين كان يدور في خلد كثيرين، لكن كانت هناك مصالح وطموحات وأفكار تأجج الاهتمام والجدل حول المشروع، إذ حضرت لمصر بعثات من أوروبا لتفحص مشروع القناة في عام 1847 واشترك معهم "بينان" مهندس الحكومة المصرية واثبتوا خطأ السابقين وأن البحرين في مستوى واحد، لكن محمد علي، شك في نجاح المشروع وخشى من أثره على مصر لو نفذ كونه سيجعلها مطمعًا للساعين إلى السيطرة على شريان المواصلات العالمية، بحسب كتاب "قناة السويس و يوميات التأميم" الصادر في عام 2011 للكاتب مجدي رياض.

ووفقًا للكتاب، رصف عباس باشا طريق السويس القاهرة بالأحجار عام 1849م، كما شييد قصر عند الكيلو 60 وأسماه البيت الأبيض، وبعد 3 سنوات عقد اتفاقًا عام 1851م مع روبرت ستيفنسون مخترع القاطرة البخارية؛ لإنشاء خط سكة حديد بين السويس والإسكندرية وهذا الخط تم استكماله في عهد سعيد باشا، كما أنشأ سعيد في الفترة من 1856 و1858 خطًا آخرًا من القاهرة إلى السويس مستكملًا بذلك الاتصال البري بين أوروبا والهند، الأمر الذي أغضب بريطانيا لتفضيل الحكومة هذا المشروع البري على مشروع حفر قناة السويس البحري.

وبالرغم من ذلك دارت عجلة الزمان وعاد الرواج التجاري والتبادل وازدهر دور الإسكندرية كميناء ومدينة تجارية جاذبة للاستثمار والتجار والسفن؛ واتجهت الأنظار إلى السويس كميناء ونقطة وصل لطريق الملاحة بالبحر المتوسط والذي يصل إلى البحر الأحمر والهند.

ووقفت إصلاحات محمد على وانفتاحه على الغرب وراء هذا الرواج، ولكن خلفائه وبصفة خاصة سعيد باشا الذى فتح الباب على مصراعيه للأجانب والمغامرين وأغدق عليهم بالتسهيلات والقروض من جهة، وأتاح لهم فرص الثراء والنهب وقبول مشروعاتهم الغث منها والسمين من جهة أخرى، كما أن رواج القطن المصري فتح شهية الجميع، مع تدهور التصدير للقطن الأمريكي إلى أوروبا بسبب الحرب الأهلية الأمريكية في ستينيات القرن الـ19.

كانت النتيجة الطبيعية لكل هذا وخلال ما يقرب من نصف قرن منذ الحملة الفرنسية وحتى نهايات حكم سعيد باشا وحكم الخديوى إسماعيل، هى عودة الإسكندرية إلى مكانتها كإحدى الموانئ القديمة والهامة بالعالم، وعودة الانبهار بالتمدن الغربي بالإضافة إلى عودة زحف الأجانب لمصر، ودخول أفضل وأسوأ عناصر أوروبا والبحر الأبيض من أصحاب بنوك ومرابون، وتجار ولصوص.

هذه التطورات، مهدت الطريق للامتياز فتكالبت الشركات المالية والبنوك والقناصل على سعيد باشا بمقترحات ومشاريع من الخدمات والطرق وشركات الماء وصولًا إلى مشروع حفر قناة السويس، ورغم انتشار الفكرة لدى جهات عديدة حول إمكانية شق قناة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط إلا أن المهندس فرديناتد ديليسبس هو الذي نجح في إقناع الحكومة المصرية بفكرة إنشاء القناة واقنع الوالي سعيد باشا بأن القناة سوف تعود بالخير على مصر.

وفي عام 1854م، استطاع ديليسبيس الحصول على عقد امتياز بإنشاء الشركة العالمية لقناة السويس البحرية من الوالي سعيد، أثناء رحلة بالخيل بين القاهرة والإسكندرية استمرت لأيام عبر الصحراء الغربية وبصحبة ١٠ آلاف جندي بمدافعهم وخيولهم؛ وكانت العودة إلى العاصمة في 25 نوفمبر من نفس العام، وما لبث الوالي سعيد أن أعلن عن وعده لديلسبس في صيغة فرمان بآخر نوفمبر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك