فرق الحملة تجوب الشوارع لمساعدة «البؤساء» فى مواجهة الشتاء.. ومنسق «أطفال بلا مأوى»: إخصائى اجتماعى ونفسى ونشاط ومسعف فى كل وحدة
رمضان: «بتوع الشئون الاجتماعية ادونا بطاطين وأكل».. وعبدالرحمن: أبناء المنطقة لا يتركوننى أحتاج لشىء

فريق التدخل السريع يتعامل مع ٢١ شكوى فى القاهرة والجيزة.. ورصد 6 حالات بشوارع بنى سويف.. و40 ببورسعيد و47 فى المنيا

مع موجات البرد غير المسبوقة التى تشهدها مصر وتحذيرات خبراء الأرصاد من شتاء صعب، أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى، فرق التدخل السريع لمساعدة المشردين والأطفال بلا مأوى فى 12 من محافظات مصر على مواجهة ظروفهم المعيشية بالغة الصعوبة تحت شعار «إحنا معاك».
ورافقت «الشروق» إحدى فرق التدخل السريع لوزارة التضمان والتى تقدم البطاطين والأطعمة للمشردين وكبار السن، وتوفير أماكن مناسبة لفاقدى المأوى من الكبار والأطفال للإقامة فى دور الرعاية فى القاهرة والجيزة و10 محافظات.
والتقت «الشروق» فى جولتها عددا من المشردين، الذين حكوا قصص معاناتهم فى الشوارع، وتفاصيل حياتهم فى العيش دون مأوى، وكيف وصلوا إلى هذه الحال.
عم رمضان، البالغ من العمر 58 عاما، والذى بدأ حياته تبَّاعا على سيارة نقل، ولما تقدم به العمر لم يعد قادرا على العمل فقرر السائقون عدم الاستعانة به مرة.
اتخذ رمضان ميدان أحمد حلمى برمسيس مأوى له منذ 5 سنوات، وسبقها فى أماكن متفرقة خلال سنوات سابقة، وعن وجوده فى الشارع وسط هذه الظروف والطقس السيئ، قال: «أولاد الحلال كتير، ومصر مليانة بيهم، أدونى بطانية وهدوم، وكمان بتوع الشئون الاجتماعية ادونا بطاطين وأكل».
حال عبدالرحمن، الذى يجاور عم رمضان فى ميدان أحمد حلمى لا يختلف كثيرا، حيث ينام فى البرد قرب كوبرى الليمون، مستعينا ببطانية وملابس ثقيلة، حصل عليها من شباب فى المنطقة.
عبدالرحمن، البالغ من العمر 20 عاما، قال إنه حاول كثيرا أن يعمل لكن لم يجد فرصة لذلك، موضحا: «الناس بتخاف تشغلنى لما بتعرف أنى مليش حد وبنام فى الشارع، لكن أولاد الحلال من سكان المنطقة لا يتركونى أحتاج لشىء».
وتعامل الفريق مع شكوى خاصة بمشردة بمنطقة المعادى ونقلها إلى إحدى دور الرعاية، واستجاب لشكوى تبلغ بوجود مشرد بلا مأوى بمنطقة المطرية، فيما تعامل الفريق مع شكويين لمشردَيْن على كوبرى أكتوبر ونجح فى إقناعهما للانتقال إلى إحدى دور الرعاية.
وأمام بنك الإسكندرية بشارع رمسيس، أنقذ فريق التدخل السريع مشردا يفترش الشارع، كما نجح الفريق فى التعامل مع شكوى خاصة بسيدة موجودة أمام حديقة الطفل مدينة نصر، وبلاغ آخر عن وجود مشرد بشارع عمار بن ياسر عند الكلية الحربية، ووزع الفريق وجبات ساخنة على الحالات بمنطقة الدقى رفضوا الانتقال إلى دار للرعاية.
وقال ماجد زكى، أحد منسقى برنامج أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن الاجتماعى، إن الوزارة رفعت حالة الطوارئ لتوفير سبل الرعاية للفئات الأكثر احتياجا، ومن بينهم المشردون والأطفال بلا مأوى، وتم تخصيص 17 وحدة منتشرة فى 10 محافظات هى«القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الشرقية، السويس، المنوفية».
وأشار زكى إلى أن كل وحدة تضم إخصائيا اجتماعيا، وإخصائىَّ نشاط، ومسعفا، وإخصائيا نفسيا، موضحا أن الوحدات المنتشرة بالشوارع، هى الوحيدة فى الشرق الأوسط التى يتوافر ضمن فريقها إخصائى نفسى.
وأضاف زكى: «نملك فرقا مدربة على أعلى مستوى للتعامل الجيد مع الأطفال، ونوفر لهم جميع صور الدعم، وندمجهم فى مؤسسة الرعاية، أو دمج أسرى»، مشيرا إلى وجود الفريق يوميا مع أطفال الشوارع يوميا لمدة 6 ساعات.
وأكد منسق البرنامج أن الفريق يعمل على توطيد العلاقة مع الأطفال الصغار لحمايتهم من مخاطر الشارع، خاصة ممن سبقوهم لسنوات طويلة فى الشارع، موضحا أن الفريق يقدم خدمات طبية أولية لمن يحتاج إليها داخل السيارة، فضلا عن علاجهم داخل المستشفيات فى حالات الضرورة.
ونوه المنسق فى وزارة التضامن الاجتماعى إلى أن الفريق يدعم الأطفال لإنهاء معاملاتهم الإدارية بالمصالح الحكومية، مثل استخراج أوارقهم الرسمية من شهادات ميلاد أو بطاقات شخصية، مشيرا إلى أن الفريق يعتمد فى توعية ورعاية هؤلاء الأطفال بالشوارع على التقرب منهم، ومصادقتهم، لتحقيق الأهداف السامية نحو حمايتهم، وإدماجهم فى العمل والمجتمع بالشكل السليم والصحى.
وأكد رئيس حى شبرا اللواء محمد عقل لـ«الشروق»، إنه تم اتخاذ إجراءات التنسيق المتكامل مع إدارة الشئون الاجتماعية، وتم عقد مؤتمر موسع بمشاركة قيادات الشئون الاجتماعية وأعضاء النواب، ولفيف من الجمعيات التى تمارس نشاطها الاجتماعى فى نطاق الحى، وتم التنسيق بخصوص مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها رئيس الجمهورية، وتم تحديد جداول زمنية لتقديم صور الدعم للفئات الأكثر احتياجا.
وأشار رئيس حى شبرا إلى أن الجمعيات البالغ عددها 81 جمعية، تعمل على قدم وساق، بالتنسيق مع الحى والشئون الاجتماعية، بهدف توفير سبل الرعاية والخدمات للفئات الأكثر احتياجا ومنهم المشردون، والأطفال بلا مأوى.
ولفت عقل إلى أن حى شبرا يضم 17 دارا للإيواء، وهناك 151 طفلا وطفلة تحت الرعاية، ما بين مشردين أو بلا أسرة، وأن حى شبرا خال من الأطفال بلا مأوى.
وأعلنت وزارة التضامن، فى بيان، تعامل فريق التدخل السريع مع ٢١ شكوى فى محافظتى القاهرة والجيزة على مدى أمس الأول، وأنقذ الفريق مشردة بالقرب من مول العرب بعد ورود 9 شكاوى للفريق عن وجودها بلا مأوى، كما انتقل الفريق إلى منطقة الهرم لينقذ مشردا يتخذ من نفق الجيزة ــ المتجه للهرم ــ مأوى له بعد ورود ٣ شكاوى عنها.
وفى محافظة بنى سويف تم رصد 6 حالات بالشارع، وبعد محاولة جادة من فريق العمل لإقناع الحالات بترك الشارع والذهاب إلى إحدى دور رعاية المسنين وتوعيتهم بمخاطر الشارع، وبالفعل استجابت 3 حالات فقط، وتم التعامل مع الحالات، وإيداعهم فى إحدى دور رعاية المسنين بالمحافظة دار الخير والبركة التابعة لجمعية الشبات المسلمات بمحافظة بنى سويف بمنطقة شرق النيل.
وأوضحت الوزارة أنه تم التعامل مع نحو 40 حالة فى محافظة بورسعيد، تنوعت ما بين مسنين ورجال ونساء وأطفال، وبعد الاطلاع على بطاقات الرقم القومى الخاصة بهم، والتعرف على سبب وجودهم فى الشارع بهم، كما تم نقلهم إلى مؤسسة رمسيس، وتم تسليم عدد كثير منهم إلى ذويهم مع تعهدهم بعدم عودتهم إلى الشارع مرة أخرى.
وبحسب الوزارة تم نقل 3 أطفال إلى دار التربية للبنين بمحافظة الشرقية، وحالة رجل مسن إلى دار بسمة للإيواء بالمحافظة نفسها، وفى محافظة قنا تعامل الفريق مع حالة مواطن ثلاثينى من دار السلام بالقاهرة، وهو يعانى من اضطراب نفسى، إلا أنه رفض الانتقال مع أعضاء الفريق إلى دار الرعاية، وتمت مساعدته بإعطائه أغطية وملابس ووجبة ساخنة.
كما كلف محافظ المنيا قاسم حسين، مديرية التضامن الاجتماعى بالمحافظة، بنشر فرق التدخل السريع وأطفال بلا مأوى فى المدن والمراكز لحصر وجمع الحالات الإنسانية التى تحتاج إلى رعاية وتوفير مسكن لهم وتوزيع وجبات غذائية وبطاطين وملابس عليهم، ضمن مبادرة «حياة كريمة».
وأوضح المحافظ أنه تم توفير الرعاية اللازمة لـ47 حالة حتى الآن، تتراوح أعمارهم بين 20 و66 عاما، وتنوعت ما بين: عدم وجود مأوى، وإعاقات ذهنية وحركية، وشلل نصفى، وتقزم، وبكم، وسمنة، ومرضى نفسيين وأشخاص مجهولى الاسم والعنوان.
وفى الغربية كشف مصدر مسئول بمديرية الشئون الاجتماعية، عن مفاجأة فى واقعة «نقل مسن من أحد الأرصفة بشارع البحر بطنطا إلى إحدى دور الرعاية»، قائلا: «إن الرجل كان موظفا بالدولة وعلى المعاش حاليا، وعرض عليه أكثر من مرة نقله لإحدى دور الرعاية إلا أنه رفض وأصر على وجوده فى هذه الهيئة على الرصيف».
وأوضح المصدر، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن المسن يدعى محمد على شعبان الشافعى، مقيم بكفرة القرشى، بحى ثان طنطا، ويحمل بطاقة لصرف المعاش، كما أنه يملك حسابا بريديا ودفتر بريد خاصا»، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة الأسبوع الماضى وفقا لتعليمات المحافظ هشام السعيد بشأن الحالة، وعندما توجه إليه أعضاؤها رفض الانتقال معهم.