توفي الباحث والناشط المسلم البارز يوسف ديدات، عن عمر يناهز 65 عاما، متأثرا بجراحه بعد ظهر أمس الجمعة في مستشفى "سانت آن" في بيترماريتسبورج بجنوب إفريقيا، بعدما أطلق مسلحون مجهولون النار عليه خارج محكمة فيرولام على أطراف مدينة دوربان بجنوب إفريقيا، الأربعاء الماضي.

يوسف ديدات، المولود بجنوب إفريقيا، هو نجل المناظر الإسلامي الهندي الشهير، أحمد ديدات، ويعتبر يوسف وجها بارزا وداعية إسلاميا في الأوساط الاجتماعية بمدينة دوربان الجنوب إفريقية، عرف ووالده بآرائه المثيرة للجدل فيما يتعلق بكل من الديانة الهندوسية والمسيحية.

بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أسامة بن لادن، في مايو 2011، على يد القوات الأمريكية، كانت عائلة ديدات في جنوب إفريقيا من بين الذين تلقوا رسالة نصية من عائلة بن لادن، وفقا لما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" الجنوب إفريقية عام 2011، والتي وصلتها الرسالة من أحد إخوة بن لادن، بشرط أن يتم حجب اسمه.

في الرسالة القصيرة التي تم إرسالها ليوسف ديدات، تحدث شقيق بن لادن عن حزن العائلة على مقتل أسامة، وقال: "صدمت عائلتنا لفقدان شقيقنا العزيز أسامة، ونظرًا لوجود دعاية كثيرة، بعضها حقيقي وبعضها لا، قررنا عدم إجراء أي مقابلات لأي من وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل الإعلام العربية".

كان يوسف ديدات هو من سهل تواصل العائلة مع "صنداي تايمز"، بحسب الصحيفة التي قالت إن العائلتين تتمتعان بعلاقات ومصاهرة منذ أواخر الثمانينات، حيث زار الأخ الذي كتب الرسالة القصيرة، أحمد ديدات في مستشفى إنتابيني بديربان بعد أسبوع من إصابته بجلطة دماغية في عام 1996.

ووفقا للصحيفة، قال يوسف إنه على مدار سنوات، موّل بن لادن المركز الدولي للدعوة الإسلامية في ديربان (IPCI)، بنحو 5 ملايين دولار، والذي كان قد أسسه ديدات الأب، وأنه في مرحلة ما، بات يطلق على المبنى اسم بن لادن، مشيرة إلى أن المركز كان على مر السنين بمثابة "بقرة تدر أموالا للديدات"، وأن ديدات قال إنهم عادوا إلى جنوب إفريقيا من رحلة في عام 1989 بما يعادل 18 مليون راند جنوب إفريقي، تبرع بها أثرياء في الشرق الأوسط، وأنه وبالرغم من قيام ديدات بتقليص علاقته بالمركز، لكنه كان لفترة طويلة شخصية مثيرة للجدل.

وأشارت الصحيفة إلى ما نشرته في سبتمبر 2001، قبل وقوع هجمات 11 سبتمبر بيومين، حيث ذكرت قيام ديدات الابن بطبع منشورات بها صورة الزعيم النازي أدولف هتلر، وطرح سؤال "ماذا لو فزت؟"، وإجابته: "لن تكون هناك إسرائيل ولا سفك دماء فلسطينيين، الباقي هو تخمينك"، وهو ما جعل منه حديث وسائل الإعلام بين عشية وضحاها.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وللعام 2011، كانت وسائل الإعلام تستكشف الروابط بين العائلتين، إلى أن تحدث ديدات الابن حول الروابط التي تجمع العائلتين، مايو 2011، حيث عبر ولأول مرة عن "كيف كان خطاب والده بمثابة مصدر إلهام لبن لادن". وهو ما تؤكده الرسالة التي تلقتها الصحيفة، والتي كشفت عن مدى قرب العائلتين، حيث أشاد شقيق بن لادن فيها بديدات قائلا: "آمل أن تكون أنت وعائلتك على ما يرام. لقد كان الشيخ الراحل أحمد ديدات مصدر إلهام لنا جميعًا، وقد تأثرت بحكمته".

واكتسبت مناظرات ديدات الأب، شهرة واسعة في العالم العربي -وبين المسيحيين أيضا- بسبب مناظرته الشهيرة مع المبشر التلفزيوني جيمي سواجارت، في نقاش ديني على أرض الولايات المتحدة عام 1988.

وقال ديدات الابن، إنها هي التي "رفعت معنويات العرب"، مشيرا إلى أنه وفي أول لقاء بين والده وأسامة بن لادن -والذي اعتبره يوسف ديدات "قتل شهيدًا"- "فوجئ والدي بأسامة"، حسب تعبيره، وأن ذلك كان خلال زيارة له وأبيه إلى المملكة العربية السعودية -لم تكن الأولى لهما- للحصول على دعم لمركزهما الإسلامي، وذلك بعد فترة وجيزة من نقاش سواجارت.

ووفق الصحيفة، في زيارة سابقة إلى السعودية، التقوا بأحد إخوة بن لادن، وكانا جالسين في منزله الفخم في جدة عندما حصلا على شيك بمبلغ مليون دولار.