قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن «الوحي عندما نزل على النبي محمد، كان المقصود أن يعالج الوحي هذا الإنسان في دواخله وعلاقاته البينية والممتدة»، مشيرًا إلى أن «هذا النص الشريف كان بحاجة إلى فهم واجتهاد».
وأضاف خلال لقاء لبرنامج «اسأل المفتي»، المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، مساء الاثنين، أن «النبي محمد اجتهد ليدرب الصحابة الكرام على الاجتهاد، بل ترك لهم مساحة الاجتهاد مع وجوده بينهم عندما يكونون بعيدين عنه في مكان ما أو لا يستطيعون أن يصلوا إليه بأي أسلوب من الأساليب».
واستشهد بالحديث النبوي: حين أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل إلى اليمن، قال له: بم تقضي يا معاذ؟ قال بكتاب الله، قال فإن لم تجد، فقال بسنة رسول الله، فقال فإن لم تجد، قال أجتهد رأيي ولا آلو، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يحبه ويرضاه.
وأكمل: «الموقف يحدد لنا الإطار الذي يقول إن النص جاء لصالح الإنسان إلى أن تقوم الساعة، هذا الوحي جاء لا لزمن النبي وإنما جاء لضبط حركة الحياة إلى أن تقوم الساعة».
وشدد على أن الاجتهاد السديد الصادر عن علماء معتبرين تكونت عندهم الملكة العلمية على يد الشيوخ والمؤسسات وتدربوا على كيفية استنباط الحكم الشرعي، يجعل الوحي الشريف - رغم أن نصوصه محددة ومحدودة في القرآن والسنة - يحكم هذا العالم المتغير والمتسارع والذي له قضايا كثيرة تحدث على مدار الدقيقة الواحدة.