كالعديد من الأقليات العرقية في الأردن، يحافظ الشركس على عاداتهم وتقاليدهم في الملابس والطعام وإحياء المناسبات السنوية الخاصة بهم رغم انصهارهم في المجتمع الأردني منذ عقود.
ومن بين هؤلاء الأردنية منال كشت، ذات الأصول الشركسية، والتي ما زالت تحافظ على العديد من تقاليد طائفتها رغم أنها لا تعرف سوى الأردن وطنا بعد أن قدم إليه أجدادها في أواخر القرن التاسع عشر من بلاد القوقاز.
وتقول منال لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "أحرص أن أتكلم مع أطفالي باللغة الشركسية، ونحتفل بكل المناسبات الشركسية من رأس السنة الشركسية ويوم المرأة الشركسي والانقلاب الشتوي عند الشركس".
وبدأت هجرة الشركس، وجميعهم مسلمون، إلى الأردن في عام 1878 عقب تهجير روسيا القيصرية لهم إبان حرب القوقاز، وهم يقطنون مناطق العاصمة عمان ومدينة الزرقاء، على بعد 30 كيلومترا شرقي العاصمة.
ولا توجد إحصاءات دقيقة لأعدادهم في المملكة، ولكن هذا العدد قد يتراوح بين 150 و200 ألف، وفقا لتقديرات شركسية.
وتعد منال أطباقا شركسية تقليدية لا سيما في المناسبات مثل (شبس وباسطة)، وهو طبق رئيسي يتكون من الجوز والبرغل والدجاج ويضاف إليه (شبشي داغة)، وهو الزيت والفلفل الحار باللغة الشركسية.
وتحرص منال على تعليم أطفالها الرقص الشركسي وتنشئتهم على مبادئ الدين الإسلامي والدستور الأخلاقي الشركسي الذي يحدد العلاقات بالمجتمع، وهو ما يعرف باللغة الشركسية باسم (الأديغة خابزة).
وإلى جانب الشركس، يوجد في الأردن العديد من الأعراق والأقليات الدينية التي انخرطت وأصبحت جزءا من النسيج الاجتماعي للبلاد منذ عقود، مثل الشيشان والدروز والأرمن والبهائيين، والذين يعيشون جميعا تحت مظلة هوية وطنية جامعة.
ويمثل المسيحيون أكبر الأقليات الدينية في الأردن التي انصهرت في تلك الهوية بشكل مميز مع الحفاظ على خصوصيتها، وهم يشكلون ما يقرب من ثمانية بالمئة من سكان البلاد، والنسبة الباقية هم من المسلمين.
وبحسب وزارة الثقافة في الأردن، بلغ عدد سكان البلاد في 2021 ما يزيد قليلا على 11 مليون نسمة، يشكل العرب الغالبية العظمى منهم.
* الدروز
يقول الناشط الاجتماعي الدرزي كرم طربيه "الدروز هم تجمع عشائري، مرجعيتهم القرآن الكريم وينتمون للإسلام، مع وجود اختلاف فيما يتعلق ببعض الاعتقادات".
وأضاف كرم في حديثه إلى وكالة أنباء العالم العربي أن الدروز جاؤوا إلى الأردن قبل تأسيس إمارة شرق الأردن في مطلع القرن العشرين.
ويوجد في الأردن قرابة 27 ألف درزي، غالبيتهم في منطقة الأزرق والمفرق وعمان.
واستطرد قائلا "أنا أردني، ثم درزي"، مشيرا إلى أن الدروز اندمجوا في المجتمع المدني الحديث رغم الحفاظ على العادات، لا سيما في الملبس والطعام والعادات الاجتماعية.
وتتميز اللهجة عند الدروز بحرف القاف، وما زال الدروز يتحدثون بها رغم تطورها وتأثرها بكل مدينة عاشوا فيها.
أما الأطباق التقليدية التي لا تزال حاضرة على المائدة الدرزية فأشهرها (الكشك)، وهو طبق مصنوع من البرغل واللبن المجفف بأشعة الشمس.
وعلى مدار عقود، تقلد الدروز العديد من المناصب العليا في الأردن منذ تأسيس الدولة وحتى الآن.
وقال كرم إنه على الرغم من عدم تخصيص مقاعد لهم في البرلمان، فإن الدروز يخوضون الانتخابات ويترشحون للمناصب كأي مواطن أردني.
* البهائيون
لا يتجاوز عدد البهائيين في الأردن 1500 نسمة، وتقول ممثلة البهائيين في الأردن تهاني روحي "بداية الدين البهائي كانت في إيران عام 1844، وتعد مدينة عكا في فلسطين قبلة البهائيين".
وتضيف أن البهائيين قدموا إلى الأردن مع بداية القرن الماضي واستوطنوا شمال البلاد وكانوا يمتهنون الزراعة.
وتعود تسمية البهائيين إلى بهاء الله مؤسس الديانة البهائية في القرن التاسع عشر.
ويحتفل البهائيون في 21 مارس من كل عام بعيد النيروز، وهو رأس السنة البهائية، وكذلك بعيد الرضوان وهو "العيد الكبير" حسبتما تقول تهاني روحي، ومدته 12 يوما ويبدأ في 21 أبريل.
من جانبه، قال عضو اللجنة الملكية للتحديث السياسي عدنان السواعير لوكالة أنباء العالم العربي إن الحياة السياسية والبرلمانية قائمة على مبدأ أن الأردنيين أمام القانون سواء ولا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين، كما ينص الدستور الأردني.
وأضاف أن الأحزاب الأردنية في مجملها قائمة على أساس مدني وأن الفرص متساوية أمام أي أردني مهما اختلفت طائفته أو اختلف عرقه أو دينه، مؤكدا انخراط الأقليات الدينية والعرقية في الأحزاب وتقلدها مناصب عليا دون النظر إلى هذه الفروق.