حمى التيفويد.. تنتشر صيفا ولا تغيب شتاء - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 10:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حمى التيفويد.. تنتشر صيفا ولا تغيب شتاء


نشر في: السبت 19 نوفمبر 2016 - 2:41 م | آخر تحديث: السبت 19 نوفمبر 2016 - 2:41 م

الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة عن المألوف، أول خطوط الدفاع التى يلجأ إليها جسم الإنسان ليحمى نفسه من غزو الفيروسات والبكتيريا وأول إعلان عن بدء المقاومة واستنفار همم الجهاز المناعی لكل أدواته فى الدم والأنسجة. ولأن ارتفاع درجة الحرارة عامل مشترك فى كل الأمراض التى نطلق عليها الحميات نسبة إلى الحمى فإن سرعة التشخيص تعتمد على إدراك السبب الحقيقى المسبب لها إذ إن الأمراض تتشابه فى أعراضها وعلاقتها المرضية وإن اختلفت جذريا فى مسبباتها وبالتالى طرق علاجها.

الحميات المعوية التى تصيب الأمعاء من الأمراض المتوطنة التى تعرفها بلادنا وإن زادت حالاتها فى فصل الصيف فارتبطت به على الرغم من وجودها على مدى العام وأهمها التيفويد والباراتيفويد بأنواعه.

الميكروب المسبب للمرض هو بكتيريا السالمونيلا وهى مجموعة معروفة من أنواع عديدة من البكتيريا التى تصيب الأمعاء، تصيب السالمونيلا الإنسان حينما يتناول طعاما أو شرابا ملوثا بها فيكون من نصيبه إما الإصابة بحمى التيفويد وإما الباراتيفويد التى يعرف منها ثلاثة أنواع أ، ب، ج.

حينما يصل الميكروب الشرس إلى الدم تبدأ معركة المناعة وما يتبعها من مظاهر لها كارتفاع درجة الحرارة الشديد وفقا لضراوة الميكروب وأعداده، يشارك الكبد والطحال فى المعركة فينضما وتحظى الأمعاء بالقدر الأكبر من الهجوم خاصة الأمعاء الدقيقة منها فتهاجم البكتيريا جدرانها وأوعيتها الليمفاوية فتحدث بها قروحا ينتج عنها نزيف معوى أو التهاب فى غشاء البريتون الذى يحتوى الأمعاء بكاملها.

التوازن بين ضراوة الميكروب وكفاءة جهاز المناعة إلى جانب العلاج يحدد مسار المعركة التى قد تسفر عن عواقب وخيمة يعانى منها الإنسان والتى قد تصل إلى تأثر الكلى والقلب أيضا.

يعلن المرض عن نفسه فى ثلاثة صور مختلفة أحيانا متداخلة:

ــ النزلة المعوية الحادة.
ــ حمى التيفويد الحادة.
ــ حمى التفويد المزمنة التى قد تشترك مع الإصابة بالبلهارسيا إلى تصيب المجارى البولية أو المستقيم.
ــ النزلة المعوية الحادة نتيجة الإصابة ببكتيريا السالمونيلا تضرب الأمعاء بقسوة فإلى جانب ارتفاع درجة الحرارة تتكرر نوبات الإسهال الحادة التى يفقد فيها الإنسان الكثير من الماء الذى يعرضه للجفاف أو الهبوط الحاد فى الدورة الدموية.. كما تتناوب عليه أعراض ارتباك الجهاز الهضمى من غثيان وقىء وإحساس بالهبوط العام.

عادة ما يرتكز التشخيص على أبحاث الدم التى تشير إلى ارتفاع نسبة كرات الدم البيضاء إلى جانب المزارع البكتيرية للبراز والدم والتى تشير إلى وجود بكتيريا السالمونيلا.

ــ الحمى التيفودية الحادة:

تتشابه أعراض التيفويد مع الباراتيفويد بأنواعه وقد درج البعض على الاعتقاد بأن حمى التيفويد أبلغ ضررا من الباراتيفويد. الواقع أنهما لا يختلفان فى النتيجة فهما متشابهان إلى حد يصعب التمييز بينهما إلا بتحاليل الدم، الأعراض تنبئ بمعاناة الجسد بكامله.

ــ صداع قاس.
ــ فقدان للشهية وإحساس بالغثيان.
ــ نوبات إسهال وإمساك متعاقبة.
ــ احتقان وآلام فى الزور.
ــ سعال جاف.
ــ نزيف من الأنف.

يبدو المريض فى حالة من الإعياء لا تخطئها العين وقد تتبدل ملامحه إلى تلك الملامح التى يصفها العلم بالملامح المسممة نتيجة هجوم البكتيريا الضارى وسمومها التى تسرى فى دم المريض وأنسجته.

ــ كيف يمكن تشخيص حمى التيفود؟

يعتمد التشخيص على الصورة الإكلينيكة التى يحدثها المرض إلى جانب الفحوص المعملية:
1ــ صورة كاملة للدم.
2ــ مزرعة من الدم تظهر فيها بكتيريا السالمونيلا.
3ــ اختبار فيدال الذى يظهر وجود أجسام مناعية مضادة لبكتيريا السالمونيلا.
4ــ اختبار ريازو من البول.

الوقاية والعلاج

تعتمد الوقاية من حمى التيفويد على اتباع قواعد النظافة العامة والتى من أهمها الحرص على النظافة الشخصية وتفادى تناول الأطعمة المكشوفة أو التى يحتمل تلوثها خاصة فى موسم الصيف ومع انتشار الحشرات والذباب.

إلى جانب مراعاة القواعد الصحية لإعداد الطعام فى البيت: غلى اللبن لفترة طويلة وتقليبه، غسل الخضراوات النيئة وربما إضافة الخل لدقائق قبل إعدادها وتقطيعها بعيدا عن المكان الذى يستخدم لإعداد اللحم والدجاج.

يتوافر أيضا طعم للوقاية من حمى التيفويد والباراتيفود يحسن تناوله قبل بدايات الصيف يتم تحضيره من خليط من بكتيريا السالمونيلا التى يتم تدميرها بالحرارة ويعطى بالحقن تحت الجلد وتنتج عنه مناعة قد تقى من الإصابة بالمرض أو تخفيف حدة أعراضه إذا ما قدر للإنسان التعرض لميكروب السالمونيلا بطريقة أو بأخرى.

علاج التيفويد لا يعتمد فقط على المضادات الحيوية المناسبة بعد عزل ميكروب السالمونيلا إنما هو علاج أيضا لما يفقده الإنسان من طاقة فى مقاومة المرض ومواد مهمة وحيوية يفقدها فى نوبات الإسهال والقىء المتكررة لذا يجب أن يلتزم بالراحة التامة والغذاء الصحى الخفيف الذى يوفر الطاقة بصورة سهلة مثل أنواع الحساء المختلفة والزبادى والعسل والفواكه. والبعد عن أنواع الطعام التى تفقد طاقة الإنسان وتؤدى لمزيد من الإجهاد للجهاز الهضمى والكبد مثل الأطعمة المطهوة بالزبد أو المقلية أو المضاف إليها التوابل الحريفة.

الاحتفاظ بالمريض فى غرفة جيدة التهوية ومراعاة عدم اختلاطه بالآخرين طوال فترة مرضه من أهم العوامل التى تساعد على شفائه وتحمى المحيطين به.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك