فقدان التفوق الجوي.. مخاوف إسرائيلية من بيع واشنطن إف 35 للسعودية - بوابة الشروق
الخميس 20 نوفمبر 2025 1:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

فقدان التفوق الجوي.. مخاوف إسرائيلية من بيع واشنطن إف 35 للسعودية

القدس - الأناضول
نشر في: الأربعاء 19 نوفمبر 2025 - 2:35 م | آخر تحديث: الأربعاء 19 نوفمبر 2025 - 2:35 م

*معهد دراسات الأمن الإسرائيلي:
- الاستقبال الملكي لمحمد بن سلمان في واشنطن رسالة بأن السعودية شريك للولايات المتحدة بمكانة تضاهي إسرائيل
- بيع مقاتلات إف-35 للسعودية تطور يغير قواعد اللعبة ويثير مخاوف إسرائيل
*المحلل عاموس هارئيل: ترامب لم يرهن عملية البيع بتطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل
*المحلل يوسي يهوشع: الاتفاقية حرمت إسرائيل من حصرية امتلاكها لمقاتلات إف-35


رأى محللون إسرائيليون أن بيع الولايات المتحدة مقاتلات من طراز "إف 35" للسعودية، يثير مخاوف تل أبيب بشأن فقدانها تفوقها الجوي بالشرق الأوسط، وأشاروا إلى أن المملكة أصبحت شريكا لواشنطن "بمكانة تضاهي إسرائيل".

والأربعاء، قال البيت الأبيض في بيان وصل الأناضول، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على حزمة مبيعات دفاعية ضخمة للسعودية، تشمل تسليمات مستقبلية لطائرات إف 35.

وأضاف: "وضمن الرئيس اتفاقية مع السعودية لشراء نحو 300 دبابة أمريكية، ما يمكن المملكة من بناء قدراتها الدفاعية الخاصة، ويحمي مئات الوظائف الأمريكية".

وجاء ذلك خلال زيارة يجريها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، بدأت الثلاثاء وتستمر 3 أيام، التقى خلالها ترامب.

ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي، لا تتوقف الأسئلة في إسرائيل عن مصير تفوق تل أبيب الجوي في الشرق الأوسط.

وقد أثبتت الحروب الإسرائيلية خلال العامين الماضيين على غزة ولبنان وإيران واليمن، اعتماد تل أبيب على تفوقها الجوي، لا سيما مقاتلات إف 35.

**السعودية شريك لواشنطن


تعليقا على ذلك، قال الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، يوئيل غوزانسكي، وإلداد شافيت، إن "الاستقبال الملكي (لمحمد بن سلمان في واشنطن) يؤكد رسالة مفادها أن السعودية شريك استراتيجي للولايات المتحدة، بمكانة تُضاهي مكانة إسرائيل".

وأضاف المحللان في ورقة تحليلية وصلت الأناضول: "تضمنت الزيارة توقيع سلسلة من التفاهمات والاتفاقيات ذات التداعيات الاستراتيجية المهمة على الساحة الإقليمية".

كما تتضمن الاتفاقيات "التزام ترامب ببيع طائرات إف 35 للسعودية، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، والمعادن الحيوية، والتقنيات المتقدمة، والأمن".

وأثار ذلك وفق المحللين، "تساؤلات جوهرية لدى إسرائيل، نظرا لدخول السعودية المجال النووي".

وأضافا أن "تعميق التعاون بين الرياض وواشنطن في مجالات الذكاء الاصطناعي والمعادن الحيوية يُعزز موقف الولايات المتحدة في مواجهة الصين، وهذه مصلحة إسرائيلية واضحة".

المحللان يعتقدان أن "الحفاظ على النفوذ الغربي في الشرق الأوسط يُسهم في استقرار المنطقة، ويُقلّل من خطر إساءة استخدام القدرات المتقدمة".

كما تمثل الاتفاقيات بالنسبة لإسرائيل "فرصة ومخاطرة في آن واحد: فقد يُؤدي تعزيز التعاون الأمني ​​الأمريكي السعودي إلى حوار إقليمي جديد، بل ويدعم عمليات التطبيع المستقبلية، على الرغم من أن ولي العهد لا يزال يربط هذا بالتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية".

وفي الوقت نفسه، "يتطلب توريد أنظمة أسلحة متطورة إلى السعودية، وفي مقدمتها طائرات إف 35، إعادة تقييم لآليات الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وفهمًا لمدى ارتباط تنفيذ هذه الصفقات بتعزيز التطبيع بين البلدين".

وخلصت الورقة التحليلية إلى أن "الزيارة تجسد توجها نحو التقارب الاستراتيجي الهادف إلى تعزيز الجبهة المؤيدة للغرب، وتعميق المشاركة الأمريكية في المنطقة".

أما بالنسبة لإسرائيل، "يُعدّ هذا تطورًا يُغيّر قواعد اللعبة، وقد يُعزز الاستقرار الإقليمي، ولكنه يتطلب أيضًا مراقبة دقيقة لتوازن القوى، وعملية التعاون النووي الناشئة، وتداعيات مبيعات الأسلحة على البيئة الاستراتيجية".

**التطبيع مع إسرائيل


في السياق، قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية (ليبرالية) عاموس هارئيل، في مقال الأربعاء: "أوضح الرئيس الأمريكي أنه لا يرى أي مشكلة في بيع طائرات إف 35 إلى السعودية. علنًا".

ورأى هارئيل أن ترامب "لم يرهن عملية الشراء الكبيرة المخطط لها بتطبيع مستقبلي للعلاقات الإسرائيلية السعودية، مع أنه لا يمكن استبعاد أي شيء عن ترامب".

ووفق المحلل، "صرّح ترامب بما بدا واضحًا له: السعوديون حلفاء عظماء، ولهذا السبب هو مستعد لبيعهم طائرات إف 35، وفي الوقت الحالي على الأقل لم يُشر إلى طموحه للتوصل إلى اتفاق تطبيع".

وفيما يتعلق بمخاوف إسرائيل من فقدان تفوقها الجوي، قال هارئيل إنها "سابقة لأوانها بعض الشيء، وقبل خمسة أشهر فقط، أثبتت تل أبيب تفوقها الجوي الكامل عندما ضربت طائراتها الأراضي الإيرانية دون أي إزعاج، طلعة تلو الأخرى، لمدة 12 يوما".

وربط العدوان الإسرائيلي على إيران بـ"طائرات إف 35 التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، فقدرات سلاح الجو الإسرائيلي لا مثيل لها في الشرق الأوسط اليوم".

وفي 13 يونيو الماضي، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر ذاته وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.

واعتبر هارئيل أن "ما تحتاجه إسرائيل هو التزام قانوني للحكومات الأمريكية بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لتل أبيب".

ومثالا على ذلك، قال هارئيل: "حصلت إسرائيل على أسلحة دقيقة كتعويض عن تسليم الأسلحة الأمريكية إلى دول تُعرف بأنها أعداء مباشرون لها (لم يسمها)".

**اتفاقية حساسة


أما المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية (يمين وسط) يوسي يهوشع، فاعتبر الاتفاقية "أحد أكثر القرارات الاستراتيجية حساسية في الشرق الأوسط".

وأضاف في مقال تحليلي: "ستمنح هذه الصفقة الرياض إمكانية الحصول على طائرة لا تعمل فقط كمنصة هجومية، بل أيضًا كنظام يدمج الاستخبارات والقيادة وبيانات ساحة المعركة الآنية عبر الجو والبر والبحر".

المخاوف الإسرائيلية سببها، وفق يهوشع أن تل أبيب حتى الآن "الدولة الوحيدة في المنطقة التي تُشغّل هذه الطائرة، وهي تُسيّر نسخة مُعدّلة منها مزودة بأجهزة استشعار، وأنظمة حرب إلكترونية، وقدرات معالجة من تطوير إسرائيلي".

وشدد على أن "هذه الحصرية ركيزة أساسية لموقف إسرائيل، وبالتالي فإن السماح لدولة أخرى، وخاصة دولة لا تربطها علاقات رسمية بإسرائيل، بالحصول على هذه الطائرة، سيُضعف هذه الميزة الاستراتيجية فورا".

مقابل ذلك، قال المحلل إن إسرائيل يتعين عليها الحصول على "حزمة واضحة وملزمة، قد تشمل تطبيعا دبلوماسيا كاملًا مع السعودية، وترتيبًا دفاعيا مشتركا".

ومرارا أكدت السعودية أنها لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية التي تعترف بها 160 دولة عضو بالأمم المتحدة من أصل 193.

مخاوف إسرائيل من فقدان تفوقها الجوي، تأتي بعد أن شنت إبادة جماعية في غزة، بدأت في 8 أكتوبر 2023، واستمرت عامين، ما أسفر عن أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك