مؤسسات الأسرى توثق شهادات قاسية لأطفال غزة في سجون الاحتلال: جردوا من ملابسهم واستخدموا كدروع بشرية - بوابة الشروق
الجمعة 21 نوفمبر 2025 1:15 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

مؤسسات الأسرى توثق شهادات قاسية لأطفال غزة في سجون الاحتلال: جردوا من ملابسهم واستخدموا كدروع بشرية


نشر في: الخميس 20 نوفمبر 2025 - 11:57 ص | آخر تحديث: الخميس 20 نوفمبر 2025 - 11:58 ص

قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينية: (هيئة شئون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) بمناسبة يوم الطفل العالمي، إن منظومة الاحتلال الإسرائيلي، تمارس عمليات تدمير جسدية ونفسية بحقّ الأسرى الأطفال عبر جملة من السياسات الممنهجة، فعلى مدار العقود الماضية، ظلّ الطفل الفلسطيني واحدًا من أكثر الفئات تعرضًا للانتهاكات الإسرائيلية، سواء عبر القتل والإصابة، أو الحرمان من التعليم، أو الاقتحامات الليلية، أو الاعتقال الذي طال عشرات الآلاف من القاصرين منذ بداية الاحتلال.

ووثقت المؤسسات في بيان لها، اليوم الخميس، العشرات من الشهادات القاسية التي تعكس مستوى الجرائم التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الأطفال في السجون، وشكلت شهادات الأطفال من معتقلي غزة الصورة الأشد قتامة ومأساوية.

ويقول الطفل م. ك، 17 عامًا، الذي اعتُقل من خطّ البحر – نتساريم بينما كان نازحًا عند حاجز عسكري في ساعات الفجر الأولى: «أوقفني الجنود وأجبروني على خلع ملابسي وبقيت بالملابس الداخلية فقط، ثم حققوا معي واقفًا لمدة ثلاث ساعات قبل أن يكلّبشوا يديّ بالمرابط البلاستيكية ويضعوا الغمّامة على عيني».

وأضاف: «نُقلت أولًا إلى معسكر سديه تيمان ثم إلى عوفر، وهناك بقيت ستة أشهر ننام ونستيقظ ونحن مقيدون داخل الغرفة، ولا نفك القيود إلا وقت الاستحمام، مع أننا كنّا نُحرم من الحمام أحيانًا لأسابيع. لم تكن هناك ملابس كافية؛ فقط شرشف خفيف ممزق نغسله بالماء ونغطّي أنفسنا بالفرشة أثناء تجفيفه، أما الطعام فكان قليلًا وسيئًا للغاية، لا يتجاوز شرائح توست وكمية ضئيلة من الجبنة أو القليل من الرز طوال اليوم».

وأكمل: «في مجدو كان القمع شبه يومي؛ يقتحمون الغرف بالكلاب والعصي ويضربوننا بالقشاط ويطلقون قنابل الصوت والغاز، ويضعون كل شبل في الزاوية لربع ساعة من الضرب المتواصل. لم يقدموا لنا أي علاج حقيقي، كل شيء يداوونه (بالأكمول) حتى لو كان الوضع خطيرًا. وحتى حين اقترب موعد الإفراج، أبقونا ساعات طويلة في الباصات، مقيدين ودون طعام، وسط البرد والمطر. كل ما عشته داخل السجون كان قاسيًا جدًا».

أما الطفل ي.ح، 17 عاماً، والذي اعتقل في شهر تموز 2024، من منزل عائلته، فنوه أنه تعرض للضرب بشكل مبرح عند الاعتقال، وحتى تاريخ الزيارة ما تزال آثار الكدمات موجودة.

وذكر في حديثه للمحامي أنه لا يسمح لهم بتلقي العلاج حيث أنه وقبل أسابيع من تاريخ الزيارة، تم نقل بعض الأسرى الأطفال من غرف إلى غرف أخرى، ومنهم المعتقل؛ بسبب طرقهم على الجدران والأبواب، لإخراج أحد الأسرى الأطفال للعيادة حيث كان مريضاً ويعاني من مشاكل بالحلق والتنفس، وتمت المطالبة عدة مرات لإخراج الطفل، ولكن دون جدوى فقام الأسرى الأطفال في الغرفة المتواجد فيها آنذاك بالطرق على الجدران والمناداة والصراخ عدة مرات لإخراجه للعيادة.

وروى الطفل المعتقل: «قبل الاعتقال كنت أعالج أسناني وكان عدد من الطواحين يوجد بها غرز، وطالبت مرات عدة، لمدة تزيد عن شهرين، لفكها ولكن دون جدوى ودون أي استجابة، الأمر الذي اضطرني وبمساعدة أسرى آخرين إلى فكها بطريقة مؤلمة»، لافتاً إلى أن العديد من الأسرى الأطفال يعانون من مرض السكابيوس، ولا يتلقون العلاج.

وتحدث الطفل ص.ر (15 عاماً) عن تفاصيل اعتقاله القاسي على يد قوات الاحتلال خلال إخلاء حي السلطان في رفح، حيث تم استخدامه منذ اللحظة الأولى كـ«درع بشري» في عمليات الاقتحام والتمشيط، وتعرّض لضرب يومي، وتكبيل وتعصيب متواصلين، واحتجاز داخل بيوت مدمّرة، قبل أن يُجبر على تنفيذ مهام خطرة داخل مناطق قتال لمدة 48 يوماً).

اعتُقل ص. ر بعد أن أجبره الجنود على نقل الأوامر للسكان لإخلاء المنطقة، وبعدها تم وضعه على دبابة عسكرية، ونُقل إلى منطقة الشابورة، حيث احتُجز في منزلين متتاليين لمدة عشرة أيام وهو مكبّل اليدين والقدمين ومعصوب العينين، وتعرّض خلال هذه الفترة لضرب ممنهج كل صباح.

وبعد عشرة أيام، بدأ الاحتلال بإجبار الطفل على دخول البيوت قبل القوات لإجراء «تمشيط»، بينما كان الجنود يختبئون خلفه مسافة 30 مترًا، مستخدمينه كدرع بشري كامل، بعد أن ألبسوه «زيًا عسكريًا» بلون زيتي.

خلال هذه الفترة تعرّض لعدة مخاطر مباشرة على حياته، منها هدم منزل فوقه بالجرافة دون علم السائق بوجوده داخله، وإطلاق رشقات من دبابة أصابت المنزل الذي كان فيه. واستمر ذلك لمدة 48 يومًا، كان خلالها يتعرض للعقاب والضرب كلما رفض دخول المنازل.

وفي آخر خمسة أيام، تم احتجازه داخل غرفة مغلقة دون السماح له بالحديث مع أحد، ثم أفرج عنه بطريقة تعسفية عبر إجباره على السير وحيدًا مسافة 2 كيلومتر في منطقة عسكرية، مُحددًا له اتجاه الخروج عبر «خريطة» وإضاءة بعيدة، مهددًا إياه بالقتل إذا لم يمتثل لأوامرهم، إلى أن وصل منزل عمه وهناك وجد جده ووالده.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك