الكاتب الأمريكي توماس فريدمان: الولايات المتحدة وإسرائيل تشهدان وباء الجبن الأخلاقي - بوابة الشروق
الخميس 20 نوفمبر 2025 11:03 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

الكاتب الأمريكي توماس فريدمان: الولايات المتحدة وإسرائيل تشهدان وباء الجبن الأخلاقي

رقية السيسي
نشر في: الخميس 20 نوفمبر 2025 - 9:51 ص | آخر تحديث: الخميس 20 نوفمبر 2025 - 9:51 ص

- الكاتب الأمريكي ينتقد النازيين الجدد الجمهوريين وتأييد اليسار لحماس وتطرف المستوطنين في إسرائيل

 

قال الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان إن الولايات المتحدة وإسرائيل تشهدان ما أسماه "وباء الجبن الأخلاقي"، حيث تتسامح قيادات سياسية مع تيارات متطرفة داخلها، وتمتنع عن مواجهتها رغم خطورتها.

وقال فريدمان في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن هذا الوباء ليس بيولوجيا مثل كوفيد-19، بل هو "وباء من القرارات الجبانة وغير الأخلاقية التي يتخذها قادة عبر الطيف السياسي، أمام أعين الجميع، وتنهش الروابط المدنية التي تحافظ على تماسك المجتمعات".

وأشار الكاتب إلى ثلاثة نماذج اعتبر أنها متشابهة في تطرفها ورفض محاسبتها، تتمثل في صمت الحزب الجمهوري الأمريكي أمام صعود نازيين جدد داخله، وتغاضي اليسار التقدمي عن مؤيدي حركة حماس. وتجاهل جزء من المجتمع الإسرائيلي لتطرف المستوطنين اليهود في الضفة الغربية.

واعتبر أن هذه الأطراف، رغم اختلاف توجهاتها، تشترك في رؤية إقصائية؛ فالنازيون الجدد يريدون الولايات المتحدة بيضاء مسيحية، والمستوطنون المتطرفون يسعون لدولة يهودية من النهر إلى البحر خالية من الفلسطينيين، وعناصر حماس يريدون دولة إسلامية في فلسطين خالية من اليهود.

وأشار فريدمان إلى أن هذه التيارات لم تعد تخفي تطرفها، إذ تعرض أفكارها علنا عبر الإنترنت، دون شعور بالعار، مشيرا إلى أن حماس تبرر ما قامت به في 7 أكتوبر 2023 بالاستناد إلى الاعتداءات على المسجد الأقصى وعنف المستوطنين والجيش الإسرائيلي.

ورأى الكاتب الأمريكي أن الجمع بين هذه الظواهر يكشف انهيارا واسعا للنظام الليبرالي الإنساني الذي هيمن على الديمقراطيات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، وانهيارا للأعراف الأخلاقية غير المكتوبة التي يكبح بها المجتمع خطاب الكراهية.

وانتقد الكاتب المظاهرات الطلابية في الغرب التي تحمل إسرائيل وحدها المسئولية، معتبرا أن هذا الخطاب يعني أن المشكلة ليست في سياسات إسرائيل بل في وجودها نفسه.

وفي الوقت ذاته، هاجم فريدمان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاءه، واعتبر أنهم قوضوا أمن إسرائيل أكثر من مقاتلي حماس، من خلال ضرب الوحدة الوطنية، وإضعاف الديمقراطية واستقلال القضاء، وتشويه المبادئ الإنسانية في الحروب، مشيرا إلى أن هدفهم النهائي يتمثل في ضم الضفة الغربية بأي ثمن.

كما استشهد الكاتب بتسريبات كشفت محادثات لقادة شبابين جمهوريين تضمنت عنصرية ضد ذوي الأصول الإفريقية واليهود، ودعوات للعنف وتعظيمًا للعبودية، وسط تبريرات من نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الذي وصف ذلك بأنه مجرد "نكات".

وقال فريدمان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يبد أي إدانة، بل أظهر ودا لوجوه من القوميين البيض مثل نيك فوينتس، معتبرا أن هذا يمثل تطبيعا خطيرا للفكر النازي بهدف البقاء السياسي.

وختم الكاتب بالتحذير من انهيار المعايير في المجتمعات الديمقراطية، مؤكدا أن الخطر الأكبر يأتي حين يلتزم الجميع الصمت أمام الشر، ومقتبسا ما قالته ليز تشيني لزملائها الجمهوريين بعد اقتحام الكونجرس: "سيأتي يوم يرحل فيه دونالد ترامب، لكن عاركم سيبقى".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك