* وزارة الصحة اللبنانية أعلنت الثلاثاء استشهاد 13 شخصا وإصابة آخرين بجروح جراء غارة إسرائيلية استهدفت مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين في صيدا
- الأطفال كانوا يحلمون بأن يصبحوا لاعبي كرة قدم ومهندسين وأطباء ولم يكن بينهم أي مسلح
- الأطفال كانوا قادة كشفيين معروفين بالمنطقة ويحبون الرياضات القتالية وكمال الأجسام
داخل الأزقة الضيقة لمخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، امتزجت رائحة البارود بصراخ الأهالي المفجوعين على أبنائهم الذين قضوا في غارة إسرائيلية خلفت 13 قتيلا معظمهم من الفتية والشبان.
والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 13 شخصا وإصابة آخرين بجروح جراء غارة إسرائيلية استهدفت مخيم "عين الحلوة" في مدينة صيدا (جنوب)، ضمن سلسلة خروقات لوقف إطلاق النار بالبلد العربي.
ويُعدّ ملعب "الشهيد محمد طه" من المساحات الرياضية القليلة داخل المخيم المكتظ باللاجئين الفلسطينيين، ويشكّل متنفسا أساسيا لشبابه.
والخميس، شيّع أهالي المنطقة القتلى الـ13 في المخيم، بمشاركة حشد كبير تقدمه رجال دين وممثّلون عن القوى السياسية في لبنان.
الأناضول، التقت بعض عائلات الضحايا الذين تحدثوا عن أحلام أطفالهم التي ووأدتها إسرائيل.
* خرجوا للعب فعادوا جثثا
ووفق مصدر محلي للأناضول، سقطت 3 صواريخ تباعا قرب مسجد "خالد بن الوليد" في المخيم، فأصابت موقف سيارات وأطفالا كانوا يلعبون كرة القدم في ملعب على بعد أمتار عن المنطقة المستهدفة.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن معظم الضحايا كانوا في نشاط رياضي معتاد داخل الملعب، في منطقة تُعد من أكثر أجزاء المخيم اكتظاظا، حيث يقيم عشرات آلاف من لاجئي فلسطين في مساحة محدودة.
وأضاف: "هؤلاء الفتية معروفون في الحي، يرتادون المساجد، وينشطون في الكشافة والرياضة، ولم يتجاوز أغلبهم سن الثامنة عشرة".
كما أوضح شاهد عيان للأناضول، أن الأطفال القتلى راحوا ضحية اعتداءات إسرائيلية مستمرة على لبنان.
وأضاف: "لم يكن هناك شيء سوى كرة وأحلام صغيرة".
مخيم "عين الحلوة" تأسس عام 1948 لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من مدنهم وقراهم إثر النكبة التي جرى الإعلان خلالها عن قيام إسرائيل على أراضيهم.
* مزاعم اسرائيلية
وعقب الغارة، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أفرادا من حركة حماس "عملوا داخل مجمع تدريبات في منطقة عين الحلوة".
كما ادعى أنهم "استخدموا المجمع المستهدف للتدريب والتأهيل بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات إرهابية ضد قوات الجيش".
في المقابل، أكدت حماس، أن ما تم استهدافه "ملعب رياضي مفتوح يرتاده الفتيان من أبناء المخيم، وهو معروف لعموم أهالي المخيم، وأنّ من تم استهدافهم مجموعة من الفتية كانوا متواجدين في الملعب لحظة الاستهداف".
وقالت الحركة، في بيان، إن "العدوان الإرهابي على مخيّم عين الحلوة، هو استمرار للاعتداءات الصهيونية الإرهابية على شعبنا في غزة والضفة، والاعتداءات المتواصلة على لبنان".
* عائلات مفجوعة
ومن بين الشهداء، الأطفال أمجد خشان، وإبراهيم قدورة، وهما طالبان في الصف الأول الثانوي، ومحمد خليل في الصف الثاني الثانوي، وعلي إبراهيم ويوسف شما، طالبان في الصف التاسع إكمالي.
أحد أقارب الشهداء، طلب عدم ذكر اسمه، قال للأناضول إن الأطفال "كانوا يحلمون بأن يصبحوا لاعبي كرة قدم ومهندسين وأطباء. لم يكن بينهم أي مسلح، كانوا فقط أطفالًا ينتظرون مستقبلهم".
وذكرت عائلة الطفل أحمد عثمان، للأناضول، أن ابنها كان "قائدا كشفيا محبوبا، ولاعبا في نادي العهد (بالمخيم)، ويشارك في كل نشاط يخدم الناس.
كما قالت عائلة الشاب جهاد صيداوي، للأناضول، إن ابنها كان معروفا بحبه للرياضات القتالية وكمال الأجسام.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 331 شخصا وإصابة 945 آخرين منذ اتفاق منذ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" أواخر 2024.
والخميس، أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" تسجيل أكثر من 10 آلاف انتهاك جوي وبري داخل الأراضي اللبنانية منذ سريان وقف إطلاق النار بالبلاد.
وكثف الجيش الإسرائيلي، منذ أكتوبر الماضي، هجماته على لبنان، مع استمرار تسريبات إعلامية عن خطط لشن هجوم جديد على البلد العربي.
وحاول هذا الاتفاق إنهاء عدوان شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر 2023، ثم تحول في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا.
ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، تخرق إسرائيل يوميا هذا الاتفاق، في حين لا تزال تواصل احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.