أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان، الجمعة، تسجيل 5300 حالة إصابة بسوء التغذية الحاد بين أطفال ومسنين نزحوا مؤخرا من مدينة الفاشر إلى مخيم "طويلة" في ولاية شمال دارفور غربي البلاد، مطالبة بتدخل دولي عاجل لإنقاذ حياة آلاف النازحين.
وأفادت المنسقية (أهلية)، عبر بيان، إن مخيم طويلة، الذي يعد أحد أكبر مخيمات النازحين في السودان، استقبل مئات آلاف الأشخاص الفارين من الفاشر بعد استيلاء قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر الماضي.
وأوضحت المنسقية أن هؤلاء النازحين وصلوا إلى المخيم في "أوضاع مأساوية، حيث يعانون الجوع وإصابات وظروف إنسانية قاسية".
وأضافت: "تشير البيانات إلى تعرض 1600 شخص (من هؤلاء النازحين) للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وإصابة 3100 شخص بطلقات نارية، واصابة 1700 طفل من سوء تغذية حاد، ومعاناة 3600 مسن من سوء تغذية".
وحذرت من أن "الوضع يتدهور بسرعة مع استمرار تدفق النازحين وتفاقم الاحتياجات داخل المخيمات".
وطالبت المنسقية "الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية، وكل أصحاب الضمائر الحية، بالتحرك الفوري لإنقاذ المدنيين في مخيمات النزوح من الجوع والحرب الأوبئة".
كما طالبت "مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية والدول بالضغط على أطراف النزاع للالتزام بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط".
وأكدت المنسقية أن "الوضع على الأرض كارثي ولا يحتمل التأجيل"، مطالبة "بإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الجسيمة واسعة النطاق، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، والقتل خارج القانون، والنهب، والاختطاف، والابتزاز، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وتجويع المدنيين كسلاح حرب".
والإثنين، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، ارتفاع عدد النازحين من الفاشر إلى 100 ألف و537 شخصا، وذلك منذ 26 أكتوبر الماضي.
وفي هذا التاريخ، استولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) بحدوث "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وبالإضافة إلى الغرب، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.