من علاج الأرق إلى ضبط الساعة البيولوجية.. كيف تساعدك الميكروبات على النوم؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 24 سبتمبر 2025 11:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

من علاج الأرق إلى ضبط الساعة البيولوجية.. كيف تساعدك الميكروبات على النوم؟

سوزان سعيد
نشر في: الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 2:01 م | آخر تحديث: الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 2:01 م

عندما يُذكر مصطلح "البكتيريا والميكروبات"، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو الأضرار والأمراض الناتجة عنها، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الميكروبيوم – وهي البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تُشكل ميكروبات أجسامنا – يمكن أن تؤثر على نومنا بالسلب أو الإيجاب. فكيف يحدث ذلك؟ يجيب التقرير التالي على هذا السؤال، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

* البكتيريا النافعة بديلًا لحبوب علاج الأرق

على الرغم من اعتماد الكثيرين حاليًا على حبوب النوم لعلاج الأرق المزمن، إلا أنه من المتوقع أن تُستخدم البكتيريا النافعة للتغلب على اضطرابات النوم مستقبلاً، بدءًا من الأرق وحتى معالجة انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهي حالة يعاني فيها الشخص من صعوبة في التنفس بشكل طبيعي أثناء النوم.

* تنوع الميكروبيوم يساعد على النوم

قالت جينيفر مارتن، أستاذة الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وعضو مجلس إدارة الأكاديمية الأمريكية لطب النوم:
"إن الاعتقاد السائد هو أن اضطرابات النوم هي التي تسبب اختلالًا في النظام الميكروبيومي داخل أجسامنا، لكن بعض الأدلة الآن تشير إلى أن كليهما يؤثر في الآخر ويتأثر به"، مستشهدةً بما خلصت إليه نتائج بحث جديد عُرض في مؤتمر أكاديمي لعلماء النوم في مايو، بأن المراهقين والشباب الذين لديهم تنوع أكبر في الميكروبات في أفواههم يميلون إلى النوم لفترة أطول.

كما وجدت دراسة أخرى - تطوع فيها 40 شخصًا - شملت ارتداءهم لأجهزة تتبع النوم لمدة شهر، وتحليل ميكروبيوم أمعائهم، أن سوء جودة النوم يرتبط بانخفاض تنوع ميكروبات الأمعاء.

* اضطرابات النوم تقلل من الميكروبيوم داخل الأمعاء

وعلى الجانب الآخر، أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم طبيًا بالأرق لديهم تنوع بكتيري أقل في أمعائهم مقارنةً بمن ينامون بشكل طبيعي، ما يشير إلى العلاقة التبادلية بين الميكروبيوم داخل الجسم والنوم.

* اضطراب التوقيت الاجتماعي والميكروبيوم

"اضطراب التوقيت الاجتماعي" أو اضطراب الساعة البيولوجية، هو عدم قدرة الشخص على الانسجام مع الإيقاع الزمني المعتاد داخل المجتمع، ويحدث بسبب السهر لساعات طويلة والنوم في عطلات نهاية الأسبوع، مما يسبب التأخر عن المواعيد المهمة، أو في المهن التي تتطلب مناوبات مسائية مثل الشرطة والأمن والمسعفين والجيش، بالإضافة إلى أنماط الحياة مثل تناول الطعام قبل النوم بفترة قصيرة، أو الأمراض المرتبطة بالعمر.

وقد وجدت الأبحاث أن اختلال الساعة البيولوجية ساهم إلى حد كبير في تغيير الخريطة الميكروبيومية داخل أمعاء هؤلاء الأشخاص مقارنةً بأولئك الذين لم يعانوا من هذه المشكلة، وفقًا للبيانات التي حللتها شركة التكنولوجيا الصحية البريطانية "زوي".

بالإضافة إلى ذلك، كان النظام الغذائي مسؤولًا عن تغيير أكثر من 20% من هذه الميكروبات، وفقًا لكينيث رايت، أستاذ علم وظائف الأعضاء التكاملي في جامعة كولورادو بولدر بالولايات المتحدة.

* النظام الغذائي والميكروبيومات

العلاقة بين النظام الغذائي وميكروبات الجسم أيضًا تبادلية، فقد أشارت سارة بيري، أستاذة علوم التغذية في كلية كينجز كوليدج لندن وكبيرة العلماء في مركز "زوي"، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم، يميلون إلى اتباع أنظمة غذائية غير صحية، مما يؤثر بدوره على ميكروبيومهم.

ووجدت أبحاث أخرى أن عدم حصول الشخص على القدر الكافي من النوم يؤدي إلى زيادة استهلاكه للسكر دون وعي، والسبب هو أن النوم لفترة قليلة يسبب اختلال هرمونات المخ، مما يصيب الشخص بمزاج سيئ، وينشّط مراكز المكافأة داخل المخ، للبحث عن حلول سريعة لاستعادة توازن النواقل العصبية، ما يدفع الشخص إلى تناول الكربوهيدرات المكررة، للحصول على دفعة سريعة من الطاقة.

ويؤدي تناول أطعمة مثل الدهون المشبعة والسكر بدوره إلى تكاثر ميكروبات أخرى تسبب زيادة في جزيئات الالتهاب داخل الجسم، بما فيها الأحماض الصفراوية، والتي بدورها تُعطل الساعة البيولوجية للدماغ.

وأشارت خايمي تارتار، أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة نوفا ساوث إيسترن بولاية فلوريدا، إلى أن بعض الميكروبات تلعب دورًا مباشرًا في النوم، مثل بكتيريا "فيرميكوتس"، والتي تنتشر بكثرة في الأمعاء. إذ عند اختبار ميكروبات الأمعاء لدى 40 رجلًا، وُجد أن 15 مجموعة مختلفة من بكتيريا "فيرميكوتس" ارتبطت بعدد من معايير جودة النوم، بعضها قد يُحسّن النوم، والبعض الآخر يُضعفه.

في بعض الحالات، قد تؤدي اضطرابات النوم إلى إضعاف الجهاز المناعي وقدرته على تنظيم الميكروبات، ما يؤدي إلى اختلال الميكروبات داخل الجسم، مما يؤدي بدوره إلى زيادة حدوث مشاكل النوم على المدى الطويل.

* زراعة ميكروبات البراز تُحسّن النوم

تبدو فكرة زراعة البراز داخل الأمعاء مثيرة للجدل والاشمئزاز في آن معًا، إلا أن دراسة أُجريت عام 2024، تضمنت سحب عينات من البراز والميكروبات المعوية من البشر، ثم زرعها في أمعاء الفئران، وجدت أن القوارض التي حُقنت بميكروبات براز أشخاص يعانون من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة – والذي يحدث عند السفر ومحاولة التكيف مع فروق التوقيت من دولة لأخرى – والأرق، عانت من اضطرابات النوم.

وفي دراسة أخرى، عند حقن الفئران بمجموعة ميكروبات معوية قبل وأثناء وبعد التعافي من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وُجد أنها أصبحت أكثر يقظة خلال ساعات نومها المعتادة، بالإضافة إلى زيادة وزنها وصعوبة في التحكم في نسبة السكر في الدم.

وأظهرت دراساتٌ محدودة على بعض الأشخاص أجراها باحثون صينيون أن عمليات زرع البراز قد تُحسّن النوم لدى من يعانون من الأرق المزمن واضطرابات النوم.

ويُعتقد أن زرع ميكروبات البراز يؤثر على عمل المخ، مما يُساهم في تغير طريقة تفكير المرضى، وبالتالي يساعدهم في الحصول على نومٍ هانئ. إلا أن هذه التقنية تحتاج لمزيد من البحث والدراسة لاختبار فعاليتها بدقة.

* ميكروبات الأمعاء والهضم

يؤثر توازن ميكروبات الأمعاء أيضًا على هضم الطعام، من خلال إفراز المواد الكيميائية المفيدة التي تساعد على حدوث هذه العملية بنجاح، ما يؤثر بدوره على جودة النوم.

* ميكروبات الأمعاء تُنتج النواقل العصبية

تُنتج أيضًا بعض ميكروبات الأمعاء نواقل عصبية مثل: (جاما أمينوبوتيريك، والدوبامين، والنورإبينفرين، والسيروتونين).

بالإضافة إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة مثل الزبدات، وجميعها تؤثر على الدماغ، وتلعب دورًا في النوم. وبالتالي، فإن قلة إنتاج هذه الميكروبات يؤدي إلى انخفاض تأثيرها على الدماغ.

* خلل ميكروبيوم الفم يسبب انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم

قال مارتن إن الالتهاب المتزايد، الناجم عن نمو الميكروبات لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا سيئًا، أو من يعانون من ضعف في صحة الأسنان، يزيد من معدل الالتهاب، والذي بدوره يزيد من خطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي، حيث ترتخي جدران الحلق أثناء النوم، مما يعيق التنفس الطبيعي.

وأضاف أن اختلال الميكروبيوم يسبب التهابات موضعية، مما قد يؤدي إلى تضيق مجرى الهواء، وإفراز هرمونات التوتر، بالإضافة إلى تضيق أو انسداد مجرى الهواء، مما يؤدي إلى الشخير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك