حسن شرارة في حوار للشروق: فضَّلت أكون رقم واحد فى مصرعن الهجرة للخارج - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حسن شرارة في حوار للشروق: فضَّلت أكون رقم واحد فى مصرعن الهجرة للخارج

أمجد مصطفى
نشر في: السبت 23 مارس 2019 - 11:48 م | آخر تحديث: السبت 23 مارس 2019 - 11:48 م

بناء العقول أكبر استثمار..وعودة حصة الموسيقى تهذيب للوجدان

**عشقى للعزف بدأ بالربابة..وتعلمت على يد استاذ يهودى
**ارفض الترشح على مقعد النقيب لانى احب هانى شاكر..
والدى ترك مصر 19 عاما بسبب الصراعات الفنية..واقول له شكرا لانك احسنت تربيتى وزرعت فى قلبى حب الموسيقى.
تعلمت دروسا كثيرة فى الحياة من عبدالوهاب وبليغ واحمد صدقى


ينتمى الدكتور حسن شرارة لأسرة موسيقية كبيرة، والدة الموسيقار عطية شرارة، صاحبة التاريخ الطويل فى عالم الموسيقى، وبالرغم من أن الأب والابن تشابها فى العزف على آلة واحدة «الكمان» فإنك تشعر أن كلا منهما أخذ خطا آخر فى بعض محطات المشوار، ففى الوقت الذى اتجه فيه الوالد إلى التلحين والتأليف الموسيقى وقيادة الفرق الموسيقية، نجد الابن حسن شرارة ذهب إلى منطقة أخرى وهى الدراسة التى بدأت فى كونسرفتوار القاهرة إلى كونسرفتوار تشايكوفسكى بموسكو، ثم تدرج علميا إلى أن أصبح عميدا للمعهد ثم أستاذا متفرغا، وفى الوقت الذى سافر فيه الأب إلى دول متعددة عربية وأجنبية للعمل، رفض الابن ترك مصر، لكن بالتأكيد الموهبة وعشق الفن جمعا الثنائى.

فى هذا الحوار يستعرض عطية شرارة تاريخ تلك الأسرة الفنية الطويل، فى محاولة منا لإبراز دورها التى شكلت درسا بأن الاجتهاد نهايته الوصول إلى القمة.

** فى البداية سألته كيف كانت نشأتك الموسيقية؟
ــ والدى عطية شرارة، قائد أوركسترا الاذاعة ورئيس لفرقة موسيقية خاصة ومؤلف موسيقى، وملحن، ولذلك كانت لدى جينات موسيقيه، فكان من الطبيعى أن اكون موسيقيا.

** هل كان لوالدك الفنان الكبير عطية شرارة دور فى تأهيلك؟
ــ كان يتابعنى من بعيد لبعيد دون أن أشعر، كان يأخذنى معه إلى مقر الإذاعة، ومن هنا أصبحت عازف كمان، واشتريت ربابة من بائع فى الشارع وحاولت أعزف عليها لكنى فشلت، فقررت أن أعزف على كمان والدى، وسرقتها منه ولكننى كسرتها، وعاقبنى 4 أيام، وكان عمرى وقتها 9 سنوات، ثم تعلمت فى معهد خاص على يد أستاذ يهودى اسمه «رودولف مينشه»، وتعلمت على يده حتى افتتح معهد الكونسرفتوار وانضممت اليه، حتى ترك والدى عام 1961 مصر وعاش فى ليبيا فترة طويلة وكون فرقا موسيقية وأنشأ العديد من معاهد الموسيقى فى اماكن كثيرة، وسافرت معه ليبيا لمدة عام، وترك طرابلس وذهب إلى فرنسا ثم اتجه للشام وظل هناك فترة طويلة وترك مصر لمدة 19 سنة تركنى أتعلم لوحدى بعد مرحلة الثانوية وحصلت دراسات الكونسرفتوار على يد أحمد حجاج وبعض الاجانب حتى جاء الخبراء الروس وتعلمت على أيديهم معلومات كثيرة لم أكن أعرفها.

** كيف جاءت فكرة سفرك إلى موسكو للدراسة؟
ــ درست الموسيقى فى «الكونسرفتوار» عام 1959 مع العديد من الخبراء الأجانب، منهم تبشارش (يوغسلافيا)، ايراكلى جورجيا، وعازف الفيولينة المصرى محمد حجاج، ظهرت لأول مرة على المسرح فى دار الأوبرا القديمة عام 1969 فى اول حفل لى فى اوبرا القاهرة القديمة، بقيادة المايسترو أحمد عبيد، حضر الحفل وزير الثقافة وقتها بدر الدين ابوغازى ومعه السفير السوفيتى، وبعدها سألونى عن طموحاتى فطلبت السفر إلى موسكو، بعد أن تخرجت من معهد الكونسرفتوار عام 1971 كنت أول دفعتى بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، سافرت إلى الاتحاد السوفيتى لاستكمال دراستى العليا فى معهد كونسرفتوار تشايكوفسكى بموسكو. فى عام 1974 وحصلت على الدكتوراه بتقدير امتياز.
وكان معى فى هذه المنحة مجموعة كبيرة من الفنانين منهم رمزى يسى، وسيد عوض، وطه ناجى، وصفوت زكى، ومصطفى ناجى، وجمال سلامة، وجابر البلتاجى، وهو صاحب مدرسة فى الغناء لدرجة انه عندما سافر لإيطاليا، قالوا له «انت جاى تعلمنا مش تتعلم مننا، وكان اول الفنانين المصريين الذين سافروا واقيمت حفلات غنائية بأجر».

** شاركت فى العديد من المسابقات الدولية فى بداية حياتك كيف كان انطباع الغرب على أدائك؟
ــ أول مشاركة كانت عام 1971 فى باريس وحصلت على الميدالية الفضية وتركت انطباعا جيدا، معظم الحاضرين كانوا نجوما عالميين، ومن أهم عازفى العالم فى القرن العشرين ولا أنسى أن بعضهم قال لى أنا لا أعزف الموسيقى المكتوبة فى النوتة، لكننى اعزف موسيقى ما بين النوت وبعضها، وهذه موهبة لا تأتى الا لمن يعزف موسيقى الحجرة، وهذا التعبير لم أكن أفهم معناه لكنها جملة ظلت فى عقلى.

** لكن المنحة الدراسية تعرضت لهزة عنيفة بعد طرد الخبراء الروس من مصر؟
ــ بعد حرب 73 طرد السادات الخبراء الروس فعلا وكادت تفشل المنحة لكن يوسف السباعى وزير الثقافه وقتها ساعدنا، وقابل الوزيرة الروسية، واستمرت البعثة فى دراستها، تركنا انطباعا جيدا حتى ان جريدة «الحقيقة» السوفيتية قالت عنى إننى أؤدى تشايكوفسكى مثل الروس، ولدى تنوع فى أسلوب الاداء وإننى أعايش المؤلف الموسيقى معايشة حقيقية، وقالت الجريدة ايضا إن قوس حسن شرارة اطول من القوس العادى كتعبير ان الصوت عندى اثناء العزف يكون ممتدا ومستمرا، وتعتبر إشادة كبيرة، وأذاعوا لى فى راديو موسكو كونشيرتو لموتسارت وأشادوا أنه الافضل، وحصلت على أعلى شهادة فى الاداء من تشايكوفسكى.
ثم عدت للقاهرة وتدرجت من معيد إلى عميد الكونسرفتوار، ورئيسا لقسم الوتريات وكان مشوارا طويلا حتى وصلت لمنصب أستاذ متفرغ.

** توقف البعثات الدراسية هل أضر بالطلبة؟
طلبنا أن نكرر المنح بين روسيا ومصر، لأن المنح فيها استفادة كبيرة للمواهب المصرية، وأنا شخصيا عدت محملا بطموحات وآمال كبيرة، بعد الاستفادات التى حصلت عليها، وعرض على العمل فى امريكا واليابان وانجلترا، ولكننى تمسكت بمصر لعدة اسباب اهمها اننى كنت معروفا فى مصر بشكل كبير وكتب عنى كمال الملاخ وتبنى جيلى دون ان نذهب له، لكن الآن الامر اختلف، كل شىء تغير، البعثات اختفت ولم يعد هناك نقد فنى بالمعنى الحقيقى، فى الماضى كانت الصحف تهتم بنا كثيرا وكنا نقرأ نقدا بالفرنسية والانجليزية فى مصر.

** لكن أى فنان غيرك لو عرض عليه السفر للعمل فى الدول التى ذكرتها كان سيلبى الدعوة؟
ــ كان لدى انطباع اننى افضل واحد فى مصر اعزف الكمان، وسألت نفسى لماذا اكون واحدا من مئات الجيدين فى امريكا، وانا هنا رقم واحد، اردت ان اكون مميزا فى مكانى فى مصر وكنت اتوقع ان يكون استقبالى جيدا، لكننى وجدت الامر مختلفا بعد مرور السنين.

** الوالد عطية شرارة لم يكن مجرد عازف كمان عادى؟
ــ والدى ــ رحمة الله عليه ــ له مؤلفات موسيقية شهيرة مثل ليالى المنصورة والاسكندرية وتوحه وسماره وقدم العديد من موسيقات الافلام، والاغانى، وقاد العديد من الفرق مع كبار نجوم الطرب، وعطية شرارة صاحب افكار خاصة، كما انه كان يكتب النوتة الموسيقية لالحان محمود الشريف ومحمد فوزى وغيرهما، وكانت لديه موهبة التوزيع واتجه للتعلم من عبدالرحيم نويرة وابراهيم حجاج وبعدما تعلم كل شىء استطاع ان يوزع عن دراسة وموهبة. وخلال فترة وجوده فى ليبيا اهتم كثيرا بالتأليف الموسيقى. كما أنشأ فرقا موسيقية فى عدة إذاعات عربية، منها إذاعات تونس وليبيا والجزائر، وشارك فى إنشاء معهد للموسيقى العربية بالأردن.
ووالدى له مؤلفات كثيرة منها كونشيرتو الكمان وكونشيرتو الناى والعود والتشيللو، كما انه حصل على جائزة الدولة التشجيعية التقديرية، لحن من المطربين والمطربات منهم شهرزاد ومحمد قنديل وكارم محمود وعبدالغنى السيد وعادل مأمون وعبدالغنى السيد، كما وضع الألحان والموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام، منها لحن السعادة وقاطع طريق وحسن وماريكا وأحبك يا حسن وإسماعيل ياسين طرزان وابن حميدو وزنوبة وجسر الخالدين.

** هل كان عطية شرارة فى الخارج مقتصرا على التأليف الموسيقى؟
ــ إلى جانب التأليف الموسيقى، عمل فى كباريه الجزائر فى فرنسا بشكل منتظم، وعلى مدى 6 شهور، وكان يحضر فقرته الموسيقية كل النجوم العرب والمصريين، وكان رئيس بلدية باريس يحافظ على حضورها لأنه كان يقدم فقرة بالكمان لموسيقى الغجر، كما قابل كل كبار النجوم، الذين كانوا يترددون على باريس، و كان السبب فى أن يأتى بعضهم إلى مصر من بينهم وردة الجزائرية، وفايزة أحمد.

** ابنك أحمد ماذا تعلَّم منك وماذا تعلَّم من جدة؟
ــ أحمد تعلم من جده التنوع وتعلم منى التكنيك، رغم انه رفض ان اعلمه، وعاش بمنطق لن اعيش فى جلباب ابى.

** قلت إن عطية شرارة ابتعد عن مصر 19 سنة.. لماذا كل هذه المدة؟
ــ والدى كان يكره الصراعات وكانت هناك العديد من الفرق منها فرقة أحمد فؤاد حسن وغيره، لذلك رفض أن يدخل فى مشاكل مع احد، بالإضافه لظروف عائلية اخرى. لكنه استغل فترة الغربة فى عمل اشياء مفيدة لعدد من الدول التى عاش فيها فى ليبيا منها معهد موسيقى، ويعتبر فنان الثورة الليبية، حيث قدم أناشيدها وكانوا يعتبرونه ليبيًا، وفى فترة ليبيا تغير والدى فكان متصوفا وأحب الطرق الصوفية وقابل شيخا تعلم على يديه الطريقة العلوية الشاذلية واقام العديد من الجلسات فى بيته لذكر الله وقراءة الاوردة.

** عطية شرارة عمل فى بداية مشواره مع الموسيقار عبدالوهاب كيف تعرَّف عليه؟
ــ كان يذاكر فى المعهد وكان محمد عبدالوهاب لديه بروفة فى معهد الموسيقى العربية، وسمع صوت كمان عطية شرارة وقتها كان انور منسى فى لبنان والحفناوى خارج مصر، فذهب نحو الصوت، وطلب عبدالوهاب من عطية شرارة ان يعيد التمرين، وعمل معه فى اغنية «حكيم عيون»، ونجحت بشكل كبير، وعرفته بعد ذلك ام كلثوم وعمل معها 4 سنوات، ثم اسس فرقة لنفسه وصاحب وقتها فريد الاطرش الذى قدم له عرضا سخيا وترك ام كلثوم.

** هل تتذكر اشهر من انضموا إلى سداسى شرارة ــ الفرقة التى حملت اسم العائلة؟
ــ أجيال سداسى شرارة كثيرة ابرزهم محمود كامل عازف العود، عبدالفتاح منسى، عظمه عازف الكونترباص، حمودة عازف الطبلة، جورج ميشيل عود، وعطية شرارة الوحيد الذى يعزف الكمان.

** لماذا اخترت الفيولينة للعزف عليها؟
ــ لأننى خرجت وجدت والدى يعزف عليها، وهى اكثر آلة معبرة لذلك تلقب بسيدة الاوركسترا لأنها اكثر آله تعبر عن الصوت البشرى وهى مصاحبه دائما للغناء، اصبحت حسن شرارة عندما عزفت الكمان لذلك احببتها.

** كيف وصلت إلى هذا المستوى من العزف؟
ــ كنت يوميا أتدرب على الكمان 10 ساعات خاصة خلال فترة وجودى فى موسكو، ومازلت حتى الآن أتمرن كثيرا.

** كونك عازفا كبيرا كيف تقبلت فكرة المشاركة فى تسجيل بعض الاغانى أو فرق الموسيقى العربية؟
ــ أنا أعيش بشخصيتين الاولى العازف الصوليست الذى يلعب كلاسيك وشخصية العازف المتواضع انسانيا الذى يحبه الناس، فى مجال الموسيقى العربية كنت اول اسم يطلب فى أى حفلة، اشتغلت مع محمد الموجى واحمد صدقى وكمال الطويل ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ومع ام كلثوم الثلاثية المقدسة ورياض السنباطى.

** بما أنك صاحبت الكبار فى بعض الأعمال بالتأكيد هناك مواقف لا تنساها؟
ــ كنت أشارك فى الثلاثية المقدسة وفوجئت بالاستاذ رياض السنباطى يوقف التسجيل ويقول للسيدة أم كلثوم فى احدى الجمل المغناة «مش كده يا ست» وطلب منها اعادة التسجيل وتعلمت من هذا الموقف ان الفنان مهما كبر لابد ان يسمع من غيره النقد.
موقف آخر حضرته جمع بين شعبان أبوسعد، حيث طلب من بليغ حمدى ان يتعلم كتابة النوتة، وبالفعل بليغ تعلَّم على يد شعبان ابوسعد، ورجع يكتب النوتة لنفسه وكان لديه موهبة تأليف الكلمات، وكان يقوم بعمل خط التوزيع ويحب ان يصاحب ويصادق المثقفين والمتعلمين، وعلمتنى تجربة بليغ ان الانسان مهما كانت شهرته يجب ان يواصل التعليم، وتعلمت من أحمد صدقى الدقه فى العزف.
أما موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب فكان يقول ملاحظاته فى الخفاء ولا يقولها امام الناس على عكس رياض السنباطى، وخلال تسجيلنا نشيد بلادى بلادى طلب منى ضبط التسجيل بشياكة جدا، وفى احدى المرات طلب منى والدى ان نذهب لعبدالوهاب فى منزله، واستقبلنا فى موعدنا وشغل لنا شريط كاسيت ليسمع كونشيرتو المصرى الاول لعطية شرارة وبعدها اوقف التسجيل وتشاورنا فى بعض التفاصيل خلال العزف، واثنى على،وطلب منى على انفراد ان اسمع اغنية فلامنكو – اسبانى شعبى – وطلب رأيى فى عزف الاغنية، بعد شهر قرأت فى الجريدة انه يلحن لمطربة اسبانية، وتعلمت منه انه يأخذ رأى الجميع ليتعلم وهذه كلها مواقف تعلمنا منها.

** لماذا انتهى عصر العازف النجم؟
ــ العازف الآن لا يرى الملحن ولا المؤلف،ا لملحن يتعامل مع تراك موسيقى وهنا اختفى ابداع العازف، لذلك لا يوجد نجوم فى العزف مثل زمان لا يوجد الا رضا رجب ومحمود سرور فى الكمان.
ونصيحتى للملحنين ان قدموا اعمالا تظهر قيمة موسيقانا الحقيقية واهميتها لأننا نملك تراثا عظيما فعليكم أن تواصلوا المشوار.

** ما هى مواصفات عازف الكمان؟
ــ لابد أن تكون أذنه ممتازة، وكى يكون عازفا لابد أن يتدرب بشكل كبير لمدة لا تقل عن 7 ساعات، أنا عمرى الآن 70 عاما.

** عملت مع معظم الأجيال التى عاصرتها حتى جيل عمرو دياب ثم جيل تامر حسنى؟
ــ نعم، أنا أعمل مع كل الاجيال، وكما قلت لك من قبل جزء من حياتى الفنية العزف.

** بعض الموسيقيين يعزفون سماعيا وليس من خلال قراءة النوتة الموسيقية ما تقييمك لهم؟
ــ أحمد الحفناوى كان يعزف دون أن يقرأ النوتة وكان من اهم عازفى الكمان فى العالم، وكنت معه فى فرقة هانى مهنى، مجرد ما يسمع النغمة يلقطها لديه احساس بالمقام الموسيقى كبير، وكان عازفا مميزا اما بالنسبة للعازفين الذين لا يقرأون النوتة اغلبهم فى الآلات الشعبية فقط، وهم مبدعون يضيفون ابداعا للعمل.

** جزء من حياتك الفنية كان داخل نقابة الموسيقيين هل من الممكن أن تترشح على منصب النقيب؟
ــ أنا أحب هانى شاكر فى منصبه كنقيب، لذلك لا أستطيع أن أضيف أكثر منه، والحالة الوحيدة التى أرشح نفسى فيها على هذا المقعد لو اعتذر هانى شاكر عن المكان ورفض ترشيح نفسه مستقبلا.

** لماذا لم يحصل بعض فنانينا الذين وصلوا للعالمية فى مصر على نفس شهرتهم فى الخارج؟
ــ فى مصر عانينا من كبوة بعد ثورة 1952 رغم الانجازات الكثيرة، الشعب المصرى عام 56 كان تعداده 20 مليونا، فى 2019 اصبحنا 100 مليون، النمو السكانى لابد أن يتبعه نمو فى كل المجالات لكن حدث لدينا ردة موسيقية، وبالتبعية تراجع سلوك الجمهور، فى الماضى كان يلبس البدل فى الحفلات، الآن السلوك تغير لا يوجد جمهور، وسلوكه داخل المسرح غير منضبط، تجده يصفر يتحدث كثيرا اثناء العزف، الشعب المصرى مثقف بالفطرة، وأتمنى ألا ننشغل بعلاج بعض المشكلات على حساب الاخرى، المهم هو تربية العقول، أنا شخصيا تربيت فى غرفة الموسيقى والاشغال والتربية الزراعية والتربية الرياضية، الآن انتهى كل هذا، الطفل لا يعيش طفولته وأصبح يعيش بالحشو الدراسى، مواد نظرية كثيرة ليس الهدف منها تنمية العقل أو الموهبة، المدارس الاجنبية تتباهى بتعليمهم الموسيقى، رغم اننا كنا سباقين فى هذا على مدى عقود طويلة، مصر تعانى من ازمه ثقافة واصبح الكل يلهث فى سبيل ان يحصل على المادة من المدرسين، لابد ان نعيد التربية الموسيقية للمدرسة، قريبا يتم انشاء مدرسة موسيقية فى جدة واخرى فى الرياض، لماذا لأن الناس هناك بدأت تعى قيمة الموسيقى فى تهذيب النفوس.

** هذا معناه أن أزمة الذوق العام تبدأ من التعليم الموسيقى؟
ــ التعليم الموسيقى فى مصر هرم مقلوب، توجد مدرسة ابتدائية واحدة وإعدادية واحدة و2 ثانوى وبعدها المرحلة العليا الكونسرفتوار وتربية موسيقية فى الزمالك وتربية نوعية، هذا اكبر خطأ لابد ان نبدأ من الطفل؛ لأن اللى فات مات، الاجيال الجديدة هى التى يجب ان نربى فيها الوجدان، لو تعلّم الطفل الموسيقى، سوف يحدث له هدوء نفسى، لذلك أتمنى فتح مراكز فى المحافظات.

** أعود بك إلى الزمن الجميل هناك ذكرى سيئة مرت على كل الموسيقيين فى مصر ألا وهى حريق الاوبرا القديمة؟
ــ الاوبرا لم تكن مبنى لكنها كانت نموذجا لحالة اخلاقية بالنسبة للموسيقيين وحالة وجدانية صحية لعامة الشعب، من يذهب اليها يشعر بهيبة كبيرة وكانت تتميز بالشياكة فى كل شىء، انا كنت عضوا فى اوركسترا القاهرة السيمفونى كنا نقدم الموسيقى الكلاسيك إلى جانب مصاحبة الاوبرات والباليهات، الجمهور لابد ان يرتدى الزى الرسمى، والتدخين ممنوع فى الصاله تماما، والعروض السيمفونى عرضان احدهما يوم السبت 8 مساء والآخر عرض فى العاشرة صباحا يوم الجمعة.
يوم حريق الاوبرا، كنت فى الاوتوبيس ذاهبا إلى التجنيد وعندما وصلت اخبرونى ان الاوبرا يتم حريقها، وذهبت إلى هناك وجدت جابر البلتاجى يبكى على الرصيف، الاوبرا كان بها مخطوطات منها اوبرا عايدة بخط فيردى، وأتصور ان تلك المخطوطات تم تهريبها إلى الخارج وتم بيعها فى ايطاليا.

* لماذا تراجع دور الأجانب فى الاكاديمية؟
ــ فى معظم الفترات كان عميد الاكاديمية الموسيقية اجنبيا، عندما خرج الخبراء السوفييت حدثت ازمة حقيقية فى مصر، وانا شخصيا كنت ادرس لكل طلبة المعهد نظرا لعدم وجود اساتذة.

** اختر شخصية ووجه لها رساله؟
ــ أوجه رسالة لوالدى عطية شرارة اقول له شكرا لأنك احسنت تربيتى وزرعت فى قلبى حب الموسيقى.
والرسالة الثانية إلى د. ايناس عبدالدايم باعتبارها مسئول الثقافه الاول فى مصر، بأن تستعين بالبطانة الصالحة التى تحاول ان تصل بها لما تريد وان تسير اسرع لأن الوقت الحالى إيقاعه سريع.

** ما الذى تحتاجه الثقافة فى مصر من وجهة نظرك؟
ــ الثقافه فى مصر محتاجة مدارس واتمنى ان يكون هناك دعم من رجال الاعمال لأن الثقافة مكلفة، وأن يعى رجال الاعمال قيمتها، وان الفن مرآة الشعوب.

**والإعلام..؟
ــ أتمنى من رجال الإعلام أن يثقفوا فى أنفسهم فى المجالات المختلفة ويعرفوا، من هم الكبار فى المجال ويبحثوا جيدا عنهم وماذا يفعلون.. لابد ان يبحث الإعلامى عن الفنان وليس العكس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك