«إحنا المصريين الأرمن»: فيلم تسجيلى عن حياتهم فى مصر بمرحلة ما بعد المذبحة - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 1:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«إحنا المصريين الأرمن»: فيلم تسجيلى عن حياتهم فى مصر بمرحلة ما بعد المذبحة

ندوة فيلم الارمن فى مصر تصوير ابراهيم عزت
ندوة فيلم الارمن فى مصر تصوير ابراهيم عزت
كتب ــ مصطفى ندا:
نشر في: الأحد 23 أبريل 2017 - 11:20 ص | آخر تحديث: الأحد 23 أبريل 2017 - 11:20 ص

المخرج وحيد صبحى: الفيلم جزء من تاريخ مصر التى أتاحت الفرصة للأرمن للاندماج فى نسيج مجتمعها
مؤلفة الفيلم «إيفاد ديدريان»: الفيلم لم يتحدث عن مذبحة 1915 وسلط الضوء على تطور حياة الأرمن عبر أجيال مختلفة فى مصر
الأرمن وجدوا ضالتهم فى مصر وبدأوا من الصفر وأسهموا فى المجالات الثقافية والفنية
حنان عزت: حصلنا على المادة الأرشيفية من عائلات المصورين الأرمن واعتمدنا فى البحث على الإنترنت واشترينا صورًا أتممنا بها روايات أبطال الفيلم
هنا الراقدون من أبناء الأرمن الناجين من ملحمة جبل موسى.. عبارة محفورة فى جدران النصب التذكارى المُطِل على الضفة الشرقية لقناة السويس التقطتها عدسات الكاميرا فى مشهد ختامى بعد غروب الشمس تخلله ذكريات الوفاء لمن تذوقوا الحياة بعد المذبحة الشهيرة عام 1915 فى تركيا ليسدل بعدها الستار على فيلم «احنا المصريين الأرمن» إخراج وحيد صبحى وحنان عزت وتأليف إيفا ديدريان والذى شارك فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ38 وتداول عرضه فى سينما زاوية والجامعة الأمريكية خلال شهر مارس المنصرم.
«فيلم وثائقى ذو صبغة تاريخية سلط الضوء على حياة الأرمن فى مصر»، هكذا استهل المخرج وحيد صبحى حديثه فى الندوة التى عقدت بجريدة «الشروق» والتى ناقش من خلالها كواليس الإعداد لهذا الفيلم التسجيلى فيقول: «العمل لم يركز على الجماليات بقدر الهدف الأساسى منه وهو تشكيل وثيقة تمثل مرجعا للمصريين ومن لديهم شغف فى التعرف على تلك الطائفة ومراحل تطورها واندماجها فى نسيج المجتمع المصرى بعد موجة الهجرة الكبرة فى عام 1915 والتى أعقبت المذبحة فى عهد الدولة العثمانية».
ويواصل صبحى سرده لمحطات «إحنا المصريين الأرمن»، فيقول: «الفيلم كان جزءا من تاريخ مصر التى اتاحت الفرصة للأرمن لتقديم إسهاماتهم والتأثير فى نمط الحياة بهذا البلد من خلال بناء المدارس والكنائس والمدافن ولذا كانت مهمتى كمخرج عدم التجميل ونقل الأمور بواقعية واجرينا على غير العادة 34 انترفيو مع أجيال مختلفة من الأرمن عاشت فى مصر فى شكل بانوراما كبيرة بلورت ذكرياتهم وتاريخهم عبر حقب زمنية مختلفة وشكلت مسار أحداث الفيلم وكنت حريصا على أن يتحدث كل أرمنى بلكنته التى اعتاد عليها حتى ولو كانت درجة اتقانة للغة العربية غير جيدة وكان من بينهم الجيل الثانى الذى ولد فى مصر بعد المذبحة عقب هروب آبائهم من تركيا فمنهم من تحدث عن عشقة لأكل الفول فى روض الفرج ومن التقط صورا لأفراح عائلة الملك فاروق وأشياء أخرى من ذكريات الماضى لم يعلم عنها أحد من الأجيال الجديدة سواء المصريون أو الأرمن».
وعلى مدى الساعة ونصف هى مدة عرض الفيلم الوثائقى تتحدث أجيال مختلفة من الأرمن لم تعاصر ذكريات المذبحة الأليمة فى عهد الإمبراطورية العثمانية فتقول مريم مخيتريان بصوت يغلب عليه رنين الحزن: «عشت حياتى فى السويس بعد ان نجح وادلى فى الفرار من تركيا عبر مركب إيطالى ذهب إلى اليونان ومنه إلى بورسعيد حيث المخيم الذى أعد خصيصا بواسطة المصريين واستقبل اللاجئين الأرمن المحملين بآلام النزوح من الاضطهاد وعمل فى استوديو تصوير كما دخل فى مجال التجارة والبيع والشراء وكان كل هذا من أجل الاستقرار فى وطن دافىء بلا عنف.
الفيلم لم يتحدث عن المذبحة.. بتلك العبارة بدأت إيفاد ديدريان مؤلفة الفيلم والتى شاركت بنفسها فى رواية جزء من ذكريات الأرمن فى مصر حديثها عن تفاصيل «إحنا المصريين الأرمن»، فتقول «الفيلم لم يتطرق بعد لمذبحة الأرمن فضلا عن ان ما وجد من صور ومادة ارشيفية وقصص إنسانية تداولتها وسائل الإعلام المختلفة عن المذابح الحميدية فى عام 1894 وكذلك المذبحة الكبرى فى 1915 كان كافيا لإظهار الحقيقة للعالم ولكن كان تركيزنا على مرحلة ما بعد المذبحة وما حدث للأرمن فى مصر وكيف ذهبوا إلى مصر ولماذا وجدوا ضالتهم هناك بعد ان وجدوا مظاهر التنوع والتعددية وقبول الآخر وعدم العنصرية ولذلك وجدوا مجالا خصبا للبدء من الصفر والعمل فى التجارة والمصانع وتشكيل الذهب ومحال البقالة بالإضافة لمن أسهموا فى الحياة الفنية وقدموا المسارح واعمال الفولكلور ومنهم من أنتج أفلام سينمائية وكان محمد على حريصا على استقطاب الأرمن لثقته بهم والدليل على ذلك تعيين نوبار باشا ذى الأصول الأرمنية كأول رئيس وزراء لمصر.
يعاود مخرج «إحنا المصريين الأرمن»، الحديث عن تفاصيل الفيلم فيقول «حاولنا تقديم عمل يناسب المشاهد البسيط من خلال عناصر المونتاج والمزيكا لإدراكنا الجيد بخلفية المتفرج السيط عن الفيلم التسجيلى بما يحتويه من تفاصيل متشابكة ومعقدة تصل إلى حد الملل ولذلك تجنبنا تلك الأمور فدخلنا فى مواضيع متفرقة على لسان من يروون الأحداث».
فى منتصف أحداث الفيلم يطل الأديب والروائى إبراهيم عبدالمجيد عبر الشاشة ليتحدث عن إسهامات الأرمن فى المجتمع المصرى وانصهارهم فى مظاهر الحياة اليومية، فيتحدث بصوت يتخلله الحنين إلى ذكريات الماضى ويقول: «انتشر مصورو الفوتوغرافيا الأرمن على مقربة من محطة الترام فى الإسكندرية وبرعوا فى هذا المجال ومنهم من افتتح أول كوداك فى مصر بوسط البلد وكان هناك فان ليو الذى أصبح اشهر المصورين الأرمن فى عام 1942 حينما افتتح مع اخيه أنجلو استوديو تصوير فى بيت العائلة ونجح فى تحويل الشخصيات العادية إلى نجوم بعدسة كاميرته الخاصة ومن بعدها تهافت عليه الكثير من نجوم السينما المصرية لالتقاط صور لهم كذلك أبرزت المدينة الكثير من الفنانين التشكيليين من الأرمن وغادر بعضا منهم إلى باريس».
وعن فكرة الفيلم التسجيلى عن الأرمن تسترسل المؤلفة إيفا ديدريان فى حديثها وتقول «الفكرة فى البداية عبارة عن فيلم تسجيلى عن المصور فان ليو ولكن بعد جلوس وحيد صبحى وحنان عزت مخرجا الفيلم مع السيد بروديان للحصول على بعض الصور والمواد الأرشيفية عن ليو وجدوا ما هو أكبر من حياة مصور لتقديمه للجمهور وعلى الفور اتصل بى وحيد وأخبرنى برغبته فى عمل فيلم تسجيلى عن الجالية الأرمنية فى مصر ولم يساعدنا احد فى الإنتاج».
وعن إقحام الشق السياسى فى سياق الفيلم تتحدث حنان عزت فتقول: «لم نحاول طرح رؤية سياسية ولهذا لم نستعن بمنتج لكى لا يفرض علينا وجهة نظر سياسية تخل بمنظومة الفيلم التسجيلى سواء من الأرمن أو غير الأرمن ولم نحاول الخوض فى مسألة التاميم واكتفينا بنقاط محددة وهى هجرة الأرمن وغيرهم من الجاليات الأجنبية من مصر بعد هذا القرار باعتبارها جزءا من التاريخ لإدراكنا برمزية جمال عبدالناصر كزعيم وشعبيته لدى المصريين».
أثناء صناعة الفيلم لم يكن لدينا تصور عن رودو الأفعال من الجماهير أو النقاد.. يقول وحيد صبحى مخرج «إحنا الأرمن المصريين»، «لم يكن لدينا محاذير أثناء صياغة الفيلم وسعينا لإتمام البناء الدرامى فى أثناء المونتاج فلم يكن لدينا متسع من الوقت بعد ساعات التصوير الكثيرة مع تلك الشخصيات».
وكشفت إيفا ديدريان عن دور مهرجان القاهرة الدولى فى تغيير مسار الفيلم وتقول «أثناء العمل بالمشاهد توقعنا أن تقتصر مشاهدته على الأرمن فقط ولكن استطاع مهرجان القاهرة أن يجعل الفيلم أكثر رواجا للجمهور فبعد مشاهدة الدكتور يوسف رزق الله له اختاره بعد أن كان لدينا مخاوف من عدم وجود مسابقة أفلام وثائقية فى المهرجان وأسعدنا كم الحضور الكبير للفئات العمرية الصغيرة من الشباب فى دور العرض بزاوية وجراج وحماسهم فى التعرف على تاريخ الأرمن فى مصر».
وكشفت حنان عزت عن مصدر المادة الأرشيفية للفيلم قائلة: «اعتمدنا على أنفسنا فى رحلة بحث استمرت لأشهر عدة للعثور على المادة الأرشيفية من صور وخلافه المكملة لعناصر الفيلم وروايات اصحابها من المواطنين الأرمن سواء من خلال البحث عبر الانترنت أو صور قمنا بشرائها وقد ساعدتنا عائلة رسام الكاريكاتير السياسى صاروخان فى الحصول على صور لأعماله وصور شخصية كماتيريال وفيما يتعلق بفندق شيبراد فكنا على دراية بأن هاجوب كان المصور المعتمد للفندق ذو الأصل الأرمنى ونجحنا فى مقابلة نجله نوبار كيروبيان صاحب استوديو كيروب وحصلنا على صور لديه خاصة بالفندق من الأرشيف الخاص به».
لم يخل فيلم «إحنا المصريين الأرمن»، من الشخصيات التى ساعدت فى تشكيل الوعى الفنى والثقافى المصرى فكان هناك الفرق الموسيقية الأرمنية التى ازدهرت فى عهد الإمبراطورية العثمانية ونجح ملوك مصر وسلاطينها خلال تلك الحقبة فى استقطابهم إلى مصر لتقديم العروض الفنية على غرار ما حدث فى عهد والى مصر عام 1954 كذلك فى مجال السينما برز اسم تاكفور أنطونيان ويعد من أشهر منتجى الأفلام فى مصر وفى مجال التمثيل شهد صعودا مدويا لممثلات من اصول أرمنية مثل فيروز التى لقبت بالطفلة المعجزة وشقيتها نيللى إحدى أشهر نجوم الاستعراض والفوازير وانوشكا وأنجيل آرام رابزيان الحاصلة على بكالوريوس معهد السينما واشتهرت بأدوارها الكوميدية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك