بعد ذبحها لا تصلح طعاما للبشر.. هذا ما فعله تغير المناخ بالمواشي الأفغانية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:18 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد ذبحها لا تصلح طعاما للبشر.. هذا ما فعله تغير المناخ بالمواشي الأفغانية

أدهم السيد
نشر في: الجمعة 24 يناير 2020 - 5:20 م | آخر تحديث: الجمعة 24 يناير 2020 - 5:20 م
لا تصلح طعاما للبشر.. هذا ما فعله تغير المناخ بالمواشي الأفغانية
وقف نور الدين عاجزا وهو يرى قطيعه من 100 خروف يموتون جوعا وعطشا بتلال ولاية بلخ الشمالية الجافة لذا قرر بحزم أن يذبح معظم قطيعه.

ويقول نور الدين الرجل الستينى لفرانس 24 إن بعد ذبح المواشى غالية الثمن يتضح أنها كانت جائعة لدرجة جعلت لحمها لا يأكل فالنتيجة أن تلقي جيفها للكلاب.

ونور الدين ليس حالة فريدة فهذا ما يصيب جميع الرعاة بل والمزارعين فى أفغانستان الدولة المصنفة من أعلى الدول تأثرا بتغير المناخ رغم إنها لا يزيد بعث الغازات الملوثة منها عن 0 ولذلك تعد دولة مظلومة بأفعال الآخرين.

ويقول الراعي الأربعينى ميرزا إنه شهد عدة موجات جفاف من قبل ولكنها لم تكن كذلك مضيفا إن الخراف النافقة توجد فى الشوارع والتلال.

وفى صباح شتوى جاف من سوق مزار شريف يقول المراهق محمد عارف مربى خراف كاراكول المعروفة بفرائها الثمينة المستخدمة لصنع القبعات إنه وبقية المربيين إنقلبت حياتهم جحيما وخسروا كل شيء لدرجة أصبحوا يبيعون الخراف المميزة نادرة الوجود للجزارين لإنقاذ ما يمكن من المال.

وبالنسبة لعارف وغيره من الرعاة فتعليمهم المحدود لا يتيح لهم فهم ظاهرة تغير المناخ ولكن من خلال تجربتهم فهم يعلمون أن الأمر قد تحول للأسوأ فآخر موجة جفاف يتذكرونها مر عليها أكثر من عقد وأما سابقتها فكانت من 50 سنة.

ويقول راعى خراف كاراكول عين الدين الرجل الستينى إن الموجة السابقة رغم قسوتها إلا إنها لا تضاهي بالموجة الحالية.

وبحسب برنامج التطوير للأمم المتحدة فإن 80% من الشعب الأفغاني يعتمد على مياه الأمطار للرعي والزراعة.

وبحسب البرنامج فإن خبراء المناخ يتوقعون أن تشهد الـ4 عقود القادمة بأفغانستان إنخفاضا ملحوظا بهطول الأمطار كما سترتفع درجات الحرارة بـ4 درجات مئوية يصاحبها موجة جفاف وتصحر الأراضي الزراعية.

ووفقا للبرنامج أيضا يواجه 50% من الشعب الأفغانى أزمة عدم الأمن الغذائي.

ويذكر أنه بفصل الربيع الماضى حدثت موجة أمطار مفاجئة بأفغانستان ولكن من شدة غزارتها لم تنفع أحدا فأغرقت الحقول ودمرت المنازل.

وبسؤال عين الدين عن مخاوفه من الجفاف بالسنين القادمة أجاب "حينما يستمر الجفاف يحلها الله من عنده".

وقد صنفت مبادرة التبنى المعنية بترتيب الدول وفق استعدادها بخطط لمواجهة التغير المناخى ولة أفغانستان رقم 173 من بين 181 دولة.

ولم تقتصر الكارثة علي الرعاة بل أصابت نساجى سجاد الكليم المعتمدين على فراء الأغنام.

وتقول ناسجة الكليم شمايل المقيمة بمخيم نزوح للأمم المتحدة خارج سوق مزار شريف إنها قدمت من فرياب هروبا من الحرب والجفاف أيضا.

وأضافت شمايل إنها لم تعد قادرة علي شراء الفرو لنسج السجاد فبعد ما كان ثمن 7 كيلو جرامات من الصوف تبلغ 19 دولارا أصبح شراء الكمية نفسها يكلفها 30 دولارا.

وللغرابة، فرغم ارتفاع أسعار الصوف إلا أن النساجين لم يقرروا رفع أسعار منتجاتهم.

ويقول النساج غلام سخي إنه منذ قدومه للمخيم وهو لم يستطيع مزاولة النسيج بسبب الأسعار، مضيفا بإبتسامة خفيفة "اشتقت كثيرا للكليم وأنا الآن أشعر أن لا قيمة لي".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك