أهالى قرية «نوبة السودان» يتقاسمون الإفطار مع عابرى السبيل بـ«القوة» - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 5:16 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أهالى قرية «نوبة السودان» يتقاسمون الإفطار مع عابرى السبيل بـ«القوة»

قرية «نوبة السودان»
قرية «نوبة السودان»
«أ. ف. ب»
نشر في: السبت 25 يونيو 2016 - 9:28 م | آخر تحديث: السبت 25 يونيو 2016 - 9:28 م
مع غروب الشمس على قرية النوبة السودانية يفرد إبراهيم البسط والحصر بجانب الطريق المؤدى إلى الخرطوم فى حين يضع رفاقه أطباق الطعام وأباريق العصير عليها استعدادا للإفطار.

بعد دقائق ينضم إليهم عدد من أهالى القرية الذين يتولون توقيف السيارات والشاحنات العابرة للطريق السريع بكل وسيلة ممكنة حتى وإن اضطروا للوقوف فى منتصف الشارع والتلويح بأذرعهم حتى تقف.

أوقف أحدهم حافلة، فانضم إليه الباقون وتمكنوا من إقناع السائق بالتوقف على جانب الطريق.

ثم قال أحدهم لركاب الحافلة «تفضلوا افطروا معنا».

صفت على البسط أطباق من الخضراوات واللحوم والأجبان والزيتون والطماطم وفطائر الذرة البيضاء، وبعض الماء والعصائر.

بعد نحو عشرين دقيقة، يعود المسافرون إلى سياراتهم وحافلاتهم وشاحناتهم لاستئناف رحلتهم شاكرين كرم ضيافة أهل القرية الواقعة على بعد 50 كيلومترا جنوب الخرطوم.

وما يفعله أهالى قرية النوبة هو ما يفعله أهالى القرى الأخرى المحاذية للطريق السريع الممتد على 160 كلم بين واد مدنى، مركز الولاية، والعاصمة، لإجبار السائقين والركاب على التوقف والإفطار معهم.

يقول الطبيب إبراهيم عبدالرحيم إن الإفطارات الجماعية هى تقليد قديم. ويضيف: «عندما تحل ساعة الإفطار نقوم بتوقيف كل السيارات التى تمر بقريتنا ونصر على أن يتناول الركاب والسائقون الطعام معنا».

ويقوم متطوعون بتوزيع الطعام على الرجال فى حين تتناول النساء الطعام على بساط منفصل بالقرب منهم.

ويجازف أهالى القرية المكلفون بتوقيف السيارات بالتعرض لحادث سير أو التسبب بحادث سير إذا لم يلمحهم السائق فى الوقت المناسب أو انحرف إلى جانب الطريق محاولا تفادى الاصطدام بهم.

لكن أهالى القرى يفخرون بهذا التقليد الذى يعتبرونه واجبا يمليه عليهم دينهم الإسلامى وتماشيا مع تقاليد رمضان الذى يعتبر شهرا للخير والرحمة.

ويقول ابراهيم: «أهالى النوبة معروفون بكرمهم وضيافتهم. إنهم يعتقدون أن من واجبهم أن يوقفوا العابرين سواء رغبوا بذلك ام لا. (...) نحن لا ندع مسافرا يمضى جائعا».

ويقول المسافر عبدالله آدم الذى تناول إفطاره مع باقى المسافرين إلى واد مدنى: «من المعروف عن أهل الجزيرة أنهم يوقفون المسافرين فى موعد الإفطار» معبرا عن فخره لأنه واحد منهم.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك