• انقطاع المياه والكهرباء وشبكات الاتصالات عن المدينتين يستمر لأيام
• خالد: الكهرباء ليست «رفاهية».. نريد الحصول على المياه من الآبار الجوفية
• التيار لم يصل عددًا من القرى منذ شهرين.. الأهالى يستبدلون مكاتب البريد بسائقى الأجرة لنقل أموالهم.. وأزمة فى أنابيب الغاز منذ شهر
يعانى أهالى مدينتى الشيخ زويد ورفح فى محافظة شمال سيناء واللتان تضمان نحو 100 ألف نسمة، منذ بداية الحرب على الإرهاب قبل أكثر من 5 سنوات، لانقطاع خدمات الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات المحمولة والأرضية وخدمات الإنترنت عن المدينتين أغلب فترات اليوم، والتى تستمر إلى أيام فى بعض الأحيان، إضافة إلى أزمة أنابيب الغاز.
وتعمقت معاناة أهالى الشيخ زويد ورفح بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائى، ما أثر وصول المياه، وأوضح أحد سكان قرية الظهير بالشيخ زويد الدكتور خالد زايد أن الكهرباء مقطوعة فى قرى «الجورة والظهير وأبو العراج» منذ أكثر من شهرين، متابعا: «حاجتنا للكهرباء ليست مطلب للرفاهية ومشاهدة التليفزيون، إنما لتشغيل آبار المياه الجوفية فقط والطرق مغلقة عن تلك القرى منذ شهور ولا يمكن الانتقال إلا من خلال السير على الأقدام أو عربات الكارو».
وأكد عضو مجلس النواب عن محافظة شمال سيناء حسام رفاعى، أنه تقدم للمجلس بعدة شكاوى بسبب نقص حصة المياه المقررة لمدينة العريش، لافتًا إلى أنه قدم عريضة لرئيس المجلس على عبدالعال بعدة مطالب، أهمها: «انقطاع التيار الكهرباء بشكل تام عن مدينتى الشيخ زويد ورفح، والنقص الحاد فى كميات المياه التى تصل العريش من صحارة القنطرة شرق، والتى كانت فى السابق 96 ألف متر مكعب يوميا، والآن تراجعت بمعدل 22 ألف متر مكعب، بحسب آخر بيان لشركة توزيع المياه بالعريش».
وذكرت مصادر بشركة الكهرباء، أن إمدادات الكهرباء تكون من مدينة العريش، من خلال المصدرين الناقلين للتيار، وهما: «الخط جهد 66 المعطل منذ 60 يومًا والخط 220 محدود القدرات المفصول منذ أربعة أيام، مشيرين إلى أن فريق الفنيين يعمل على إصلاح الخط الرئيسى، وفقا لإمكانيات الدخول لمواقع الأعطال المرهونة بالظروف الأمنية.
وقال رئيس مجلس مدينة الشيخ زويد حسام لبيب: إن المجلس خصص مولد كهرباء متنقل، لتشغيل التيار لأصحاب الآبار الجوفية مجانا، منوها إلى أن الأزمة دفعت أصحاب الآبار الذين يمتلكون مولدات إلى توزيع المياه مجانًا على جيرانهم والتى يستخدمونها فى الأعمال المنزلية بسبب عدم صلاحيتها للشرب، إضافة إلى حصول الأهالى على مياه الشرب من محطتين لتحلية المياه محدودة القدرات مملوكة لأفراد يتم توزيع المياه بهما مجانًا.
وتواصلت معاناة الأهالى بسبب انقطاع الكهرباء مع أعمال مكاتب البريد وأفرع البنوك وخدمات دفع الفواتير لدى مكاتب الاتصالات، نظرا لانقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت، وقال موظف حكومى بالعريش يدعى محمود السيد: «أنا ملزم بإرسال مبلغ مالى لأسرتى فى محافظة الشرقية، ولكن انقطاع الاتصالات والإنترنت طوال فترات النهار يعطل مكاتب البريد وأجد نفسى فى أزمة بسبب ذلك، واضطر لإرسالها مع السائقين نظير مبلغ مالى، وانتظر عودة الشبكات للاتصال بأسرتى وأبلاغهم».
ومع اقتراب عيد الأضحى، تواصلت أزمة أنابيب الغاز، فى ظل إغلاق محطة العريش الرئيسية منذ نحو شهر، وقال أحد نشطاء الشيخ زويد، ويدعى حسين إبراهيم: «التجار مصرح لهم بجمع وتعبئة الأنابيب من خلال الانتقال إلى مركز بئر العبدعلى بعد 80 كيلو مترًا، ما يزيد ثمن أجرة التعبئة إلى نحو 70 جنيهًا».
يأتى ذلك فيما استمرت العمليات الأمنية الموسعة غرب رفح وفى الطرق الرئيسية، كما تواصلت حركة نزوح الأهالى من غرب رفح باتجاه العريش أو بئر العبدوحتى محافظة الإسماعيلية، من خلال شاحنات أهلية تحمل الأثاث المنزلى بتكلفة تصل إلى 1700 جنيه.
ولأول مرة منذ عامين سمحت السلطات الأمنية بدخول حصص محددة من الإسمنت والحديد ومواد البناء والصرف الصحى إلى الشيخ زويد، وقام التجار الذين يحملون سجلات تجارية بإدخال تلك المواد بالتنسيق المسبق مع الجهات الأمنية خلال يومين من كمين الريسة بعد الإخضاع لعمليات التفتيش والاستعلام.
وقال مدير عام التموين بشمال سيناء فتحى راشد أبو حمدة: إن المخصصات التموينية للشيخ زويد ورفح تم تسليمها وصرفها للمستحقين، وأنه يجرى التنسيق لإعادة فتح محطة تعبئة أنابيب الغاز جنوب العريش، بعد أن تم فتح مطاحن الدقيق، لافتًا إلى أن الحصص فى محطة بئر العبد تكفى حاجة الأهالى.
وكان عدد كبير من سكان مناطق «أبو شنار ودوار سليم والمطلة وبلعا» برفح، بدأوا الانتقال إلى مناطق بالعريش نظرا للظروف الأمنية المستمرة لليوم الثالث على التوالى، ونوه شهود العيان إلى أنهم رصدوا لليوم الثالث شاحنات تنقل الأهالى وأثاثات منازلهم إلى مناطق العريش على عربات «الكارو» إلى مناطق يسمح بتنقلات السيارات إليها.