• إحصائيات منظمة الأمم المتحدة تُظهر أرقاما مخيفة حول خطر نقص الغذاء في العالم
أرقام مخيفة تظهرها إحصائيات منظمة الأمم المتحدة، حول خطر نقص الغذاء في العالم، بما يجعله الخطر الأول على الصحة في العالم، وأكثر خطرًا من أمراض الإيذر والملاريا والسل مجتمعين.
ففي العام الثالث على التوالي، كانت هناك زيادة في أعداد الجوعى، الذين يعانون من نقص الغذاء المزمن في العالم، حتى وصل الرقم إلى 821 مليون شخص عام 2017 بنسبة 10.9%، بعد أن كان 804 مليونًا في 2016، ما يعني أن العدد ارتفع بمقدر 17 مليون شخص في عام واحد، وفقًا لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو».
وتفسر المنظمة الدولية هذا الوضع المتدهور، باستمرار عدم الاستقرار في المناطق التي تعاني من الصراعات، وبالأحداث المناخية المعاكسة والتباطؤ الاقتصادي في المناطق التي تنعم بالسلام؛ ما أدى إلى تدهور الأمن الغذائي.
ويتعرض نحو 50.5 مليون طفل تحت سن الخامسة في العالم لخطر الوفاة، بسبب الهزل والنحافة، بينما توفي 875 ألف طفل منذ عام 2013، أي بنسبة 12.6% من إجمالي الوفيات في العالم، وكان العدد الأكبر منها مصابًا بالهزل الشديد.
ويساهم انعدام الأمن الغذائي كذلك، في زيادة الوزن والبدانة، عكس ما قد يعتقده البعض، فعندما تصبح موارد الأسرة شحيحة؛ يختار الناس أغذية أقل كلفة، وغالبًا ما تكون مرتفعة في السعرات الحرارية وقليلة في المغذيات الصحية.
وتشير الإحصائيات إلى ازدياد مطرد لداء السمنة، نتيجة سوء التغذية بين الأطفال والبالغين، فهناك 38.3 مليون طفل يعانون من الوزن الزائد، يعيش 25% منهم بأفريقيا، و46% يعيشون في آسيا، وبين البالغين يعاني أكثر من 672 مليون شخص في العالم من السمنة.
ومن بين كل 3 نساء في سن الإنجاب على مستوى العالم، تعاني واحدة من فقر الدم، وهو ما الأمر الذي يخلف عواقب صحية وإنمائية كبيرة على النساء وأطفالهن.
وتظهر الأرقام انحدار الأوضاع في أفريقيا وتدهورها في أمريكا الجنوبية، حيث تشارك القارة السمراء بالنسبة الأكبر في معدلات نقص التغذية بـ21% من إجمالي عدد السكان، أي بعدد يتجاوز 256 مليون شخص، وبنسبة 5% في أمريكا الجنوبية بعدد 39 مليونًا وبنسبة 11.4% في آسيا بعدد 515 مليون شخص.
• الجوع الخفي:
وتعاني نسبة كبيرة من سكان العالم من ما يسمى بـ«الجوع الخفي»، وهو نقص المغذيات الدقيقة، الفيتامينات والمعادن، ويسمى بذلك لأنه قد لا توجد علامات ظاهرة له.
ويساهم انعدام الأمن الغذائي في إصابة الأطفال بالنحافة والهزل ونقص المغذيات الدقيقة لعدم كفاية كمية السعرات الحرارية والبروتين والفيتامينات والمعادن، ما يعيق نمو وتطور الجنين والرضع والأطفال، فضلًا عن نقص تغذية الأم، وبالتالي زيادة مخاطر انخفاض وزن الأطفال عند الولادة ونقص تغذيته.
• الاضطرابات والمناخ جزء من المشكلة:
بجانب تباطؤ الاقتصاد، فإن التغيرات المناخية، تعد أحد العوامل المتسببة في ارتفاع نسبة الجوع ونقص الغذاء الحاد، بما في ذلك المناخ القاسي مثل الجفاف والفيضانات التي تؤثر على المواسم الزراعية، بالإضافة إلى النزاعات والعنف في عدة مناطق بالعالم، كأحد مسببات انعدام الأمن الغذائي، ما يشير إلى أهمية السير في جهود نشر السلام جنبًا إلى جنب مع جهود مكافحة الجوع.
ولفت تقرير منظمة «الفاو»، إلى تضاعف عدد الكوارث المرتبطة بالمناخ القاسي، مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات والعواصف، حتى وصلت إلى 213 حادثة سنويًا، وهو ما يضر بالإنتاج الزراعي، وبالتالي حدوث نقص في توافر الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض في دخول الأشخاص، ما يقلل فرصهم في الوصول إلى الغذاء.