قالت إيران، الأحد، إنها سمحت لأول سفينة بدخول ميناء شهيد رجائي في بندر عباس بعد الانفجار الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين، مضيفة أن لا صلة "عسكرية" وراء الحادث، وسط تساؤلات عن تورط إسرائيلي محتمل.
وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إنه لا توجد صلة عسكرية بانفجار ميناء رجائي في بندر عباس، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.
ونقل التلفزيون الرسمي عن متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية قوله إنه لم تكن هناك أي مواد عسكرية في الميناء الذي تعرض لانفجار في جنوب إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الايرانية العميد رضا طلائي نيك في حديث متلفز: "وفقاً للتحقيقات والوثائق، لم تكن أى شحنة مستوردة أو مصدرة ذات استخدام عسكري في منطقة الحريق بميناء الشهيد رجائي"، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.
وأضاف: "أثارت هذه القضية ضجة في وسائل الإعلام الأجنبية، لكن سيتم الإعلان عن الأسباب الرئيسية والفرعية لحادثة الانفجار بمساعدة الجهات المعنية".
وأعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني عن سقوط 28 شخصاً بالحادث، مضيفاً أن 20 شخصاً لا يزالون في العناية المركزة، فضلاً عن أن 190 آخرين يرقدون بالمستشفيات، مشيراً إلى إصابة أكثر من ألف شخص، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.
إسرائيل وانفجارات إيران
وشهدت البنية التحتية للطاقة والصناعة في إيران سلسلة من الوقائع التي خلفت ضحايا خلال السنوات القليلة الماضية. وعُزي السبب في الكثير منها إلى الإهمال.
وشملت هذه الوقائع حرائق في مصافي تكرير، وانفجار غاز في منجم فحم، بالإضافة إلى حادث وقع خلال إصلاحات طارئة في بندر عباس أدى إلى سقوط عامل عام 2023.
لكن طهران وجهت أصابع الاتهام في بعض الوقائع الأخرى إلى إسرائيل التي شنت هجمات على الأراضي الإيرانية لاستهداف البرنامج النووي في السنوات القليلة الماضية، وقصفت الدفاعات الجوية للبلاد العام الماضي.
وقالت شركة أمنية بريطانية، تعمل في مجال إدارة المخاطر البحرية، الأحد، إن شحنة من الوقود الصلب معدة للاستخدام في الصواريخ الباليستية قد تكون وراء الانفجار الضخم الذي شهدته ميناء بندر عباس في إيران، وأسفر عن سقوط وإصابة المئات.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن شركة "أمبري" الأمنية المتخصصة، ويقع مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة، قولها إن الميناء استقبل شحنة من مادة الوقود الصاروخي الكيماوية في مارس من الصين.
قالت شركة أمنية بريطانية إن شحنة من الوقود الصلب معدة للصواريخ الباليستية قد تكون وراء الانفجار الضخم الذي شهدته ميناء بندر عباس في إيران، وتسبب بسقوط الضحايا.
وأشارت إلى أن الوقود جزء من شحنة بيركلورات الصوديوم القادمة من الصين بواسطة سفينتين إلى إيران، إذ تستخدم المادة الكيميائية في صنع الوقود الصلب للصواريخ الباليستية.
العمل في ميناء شهيد رجائي
وأشارت وكالة "تسنيم" إلى ارتفاع عدد ضحايا انفجار الميناء إلى 28، بينما ارتفع عدد المصابين ليزيد عن 800 مصاب.
وذكرت أنه تم، صباح الأحد، منح الإذن برسو أول سفينة لتفريغ حمولتها بعد حادثة الانفجار في ميناء شهيد رجائي في بندر عباس.
وأضافت أن مسؤولي الجمارك يتواجدون حالياً في ساحة الميناء من أجل العمل على استئناف العمليات الجمركية في الميناء خلال الساعات القادمة، مشيرة إلى صدور إذن بالفعل، بالتنسيق مع الجهات الأخرى، بخروج الشاحنات المحملة من الميناء.
وأعلنت الجمارك الإيرانية استئناف الإجراءات الجمركية للنقل في اتجاه واحد، والنقل والتصدير والاستيراد في جمارك شهيد رجائي.
بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، عقد اجتماع خاص لفريق الدعم الفني والدعم للجمارك الإيرانية عند باب الخروج من الواردات الجمركية لاستئناف الإجراءات الجمركية، وأمر المدير العام للجمارك الإيرانية، بعد مراجعة البنية التحتية والتأكد من الوضع الحالي، بالبدء في الإجراءات الجمركية للنقل الكامل لشحنات السلع الأساسية ووحدات الإنتاج.
وفي بيان آخر، أعلنت المؤسسة أيضاً أن "المتابعات تشير إلى استئناف الإجراءات الجمركية للعبور الأجنبي والتصدير ودخول الواردات في جمارك شهيد رجائي في بندر عباس".
وأعلنت السلطات الإيرانية، الأحد، عن إخماد البقعة الرئيسية للحريق الناجم عن الانفجار في الميناء، بحسب ما نقلته "تسنيم" عن متحدث باسم جهاز الإطفاء في مدينة طهران (أرسل فرقاً إلى بندر عباس إثر حادث الانفجار) قال إنه تم إخماد الحريق "تقريباً"، وستبدأ عمليات إخماد بقع النيران الصغيرة أيضاً خلال ساعة أو ساعتين.