ظل ويل ألن -الذي ولد عام 1949- يحلم في طفولته بأن يصبح لاعب سلة، إلى أن حقق ما تمناه وصار محترفًا في نادي "ميامي هيت"، ولكن حينما بلغ عامه الـ18 قرر العودة إلى مسقط رأسه والاتجاه إلى الزراعة؛ بسبب أصدقاء في فريقه كانوا يشجعونه على ضرورة الاهتمام بالأطعمة الصحية، إلى أن أصبح مولعًا بالأرض التي اعتبرها "أفضل استثمار في الحياة".

اتجاه ألن إلى الزراعة بدلًا من السلة لم يكن شيئًا غريبًا على عائلته؛ حيث إن والده كان يعمل مزارعًا بالحصة في ولاية مريلاند الأمريكية؛ لذلك وجد الشاب -الذي تحمل بشرته اللون الأسود- تشجيعًا من قبل عائلته.

وبحلول عام 1993، نجح الشاب في تنفيذ مشروعه واشترى مزرعة صغيرة في ميلووكي الأمريكية، وبدأ في زراعة الحبوب، وتغلب على أزمة شراء السماد بتربية الدجاج؛ لعدم وجود أموال كافية لأن مخلفات الدجاج يمكن استغلالها كسماد عضوي، ومع زيادة إنتاج المزرعة، خصص ألن مكانا داخل المزرعة لإنتاج الأسماك، وخلال 6 أشهر فقط استطاع أن يستثمر الربح الناتج من بيعها في نفقات المزرعة، التي قرر أن تكون مكانًا غير ربحي، وفقًا لموقع "Pbs".

واستغل ألن، المزرعة التي أطلق عليها "Growing Power"، ومنتجاتها، في تثقيف شباب المدارس والجامعات عن الزراعة وفوائدها، وكيف يصبح الطعام المزروع أكثر فائدة من المحضر في المطاعم؛ لأن وجهة نظره هي أن أفراد المجتمع يجب أن يشاركوا في إنتاج طعامهم ليشعروا بقيمته ويسعدون برؤيته وهو ينمو يومًا بعد يوم؛ لذلك قام بعمل دورات تدريبية مجانية لكل من يرغب في دخول مجال الزراعة والطلاب؛ حتى يساعدوا في زراعة الأراضي الفارغة حول المدارس والمنازل، لتتحول أرض أمريكا إلى مكان ملئ بالزرع والطعام الصحي، ويصبح شعبها معافى من الأمراض التي تدخل الجسم من الأطعمة المصنعة.

وفي التسعينيات، دخل ألن مرحلة جديدة من خدمة المجتمع الأمريكي وفتح مزرعته إلى الشباب السود الذين خرجوا من السجون الأمريكية؛ ليكونوا شبابًا صالحين في المجتمع بدلًا من البحث عن رزق عبر بيع المخدرات أو محاولة إيجاد عمل لشهور يضمن لهم حياة كريمة، وأصبحت مزرعته تجمع بين العمال البيض والسود خلال فترة وجيزة، وهذا قلل من مستوى الجريمة في ميلووكي.

وبحلول عام 2000، ظهرت أسواق المزارعين في جميع أنحاء الولايات المتحدة؛ بسبب محاولة الجميع تقليد ألن، وزاد إنتاج الغذاء الصحي بدلًا من المصنع.

ظلت المزرعة تساعد على تشجيع الزراعة وزيادة نسبة المواد الغذائية الطبيعية، وخلال عام 2009 اتجهت لنشاط جديد وهو "بيع المنتجات عبر الإنترنت"؛ مما جعل شهرتها تتعدى الولايات المتحدة وذاع صيت ويل ألن، وهذا ما دفع الكثير لإطلاق لقب "سفير الأنظمة الغذائية" عليه، وهذا جعل قصته تنتشر عبر وسائل الإعلام، وحصل حينها على جائزة "جيمس بيرد" الخاصة بثقافة الأطعمة والطهي، حسبما ذكر موقع "civil eats".

وفي عام 2012، حصلت "Growing Power" -التي زادت مساحتها الضعف- على دعم مالي من مؤسسة "كيلوج"، وهي واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في أمريكا، وهدفها الإنصاف العرقي والتشجيع على المشاركة المجتمعية بين جميع أفراد المجتمع مع اختلاف أشكالهم.

لكن في عام 2015، تعرضت المزرعة لأزمة مالية، إلا أن شركة استثمار دعمتها، لترفع من أرباحها؛ كنوع من دعم المجتمع الأمريكي؛ مما أدى إلى زيادة عدد العمال لأكثر من 200 عامل داخلها وتوسع نشاطها التدريبي، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى تشجيع آلن على ما قدمه لأمريكا، وتكريمه داخل البيت الأبيض عام 2016.