مهن الصحابيات (6).. سكينة بنت الحسين: أنشأت أول صالون أدبي في الإسلام - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مهن الصحابيات (6).. سكينة بنت الحسين: أنشأت أول صالون أدبي في الإسلام

هند أحمد عمر
نشر في: الثلاثاء 28 مارس 2023 - 7:37 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 مارس 2023 - 7:47 م

يتبين من الاستشهادات القرآنية ومن السنة النبوية، أن الإسلام كرم الرجل والمرأة وحثهم على العمل على حد سواء، وأعطى المرأة الحرية الكاملة في التصرف في مالها، وأعطاها حق اختيار العمل أو المهنة التي تميل إليها، وليس فيها مخالفة لنص شرعي.

ويقول الله تعالى في قرآنه: "وقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، فيما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لَأَنْ يَحْتَطِبَ أحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أنْ يَسْأَلَ أحَدًا، فيُعْطِيَهُ أوْ يَمْنَعَهُ".

وتستعرض "الشروق" في حلقات خلال الـ10 أيام الأولى من شهر رمضان، مهن الصحابيات في عهد النبي مع ذكر أمثلة لهؤلاء الصحابيات اللاتي امتهنَ هذه المهنة.

الحلقة السادسة: تابع مهنة التعليم المنشورة في الحلقات السابقة

يموه بعض المغرضين ويزعم بعض الجاهلين أن الإسلام لا يشجع على تعليم المرأة، وأنه يفضل أنها تبقى جاهلة أو أقرب إلى الجهل.

وهذا محض افتراء ظاهر على الإسلام، فما من دين ولا مذهب في الحياة دفع الإنسان إلى العلم كما دفعه إليه الإسلام، إنه دفع الإنسان بشطريه الذكر والأنثى إلى مجالات العلم المختلفة، وإلى ميادين المعرفة والبحث عن الحقائق، بكل قوة، إعلانًا منه أن الطريق الصحيح إلى معرفة الله والإيمان به، والاستسلام لشرائعه إنما هو طريق العلم فقال الله: "اقرأ باسم ربك الذي خلق".

وهذه الدعوة التي دعا الله بها الإنسان إلى العلم، منذ اللحظات الأولى التي بدأ بها إنزال تعاليم الإسلام، أكبر برهان يدل على التسوية التامة بين شطري الإنسان الذكر والأنثى، في ميدان دعوتهما إلى العلم والمعرفة، والتأمل فيما خلق الله، والدعوة إلى استخدام الوسيلتين المترابطتين ببعضهما، وهما القراءة والكتابة فكانت النساء المسلمات في الصدر الإسلامي الأول متلهفات لمعرفة أمور دينهنَّ، وتبين مشكلاتهنَّ الخاصة، فقد تبادرن إلى مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم الخاصة، فيعلمهنَّ مما علمه الله، وبيَّن لهنَّ ما بيَّن، وسألنه عن مسائل وأجابهنَّ صلوات الله عليه، ولهذا وجب علينا أن نشير إلى النساء التي امتهن مهنة التعليم في عهد النبي ومن هؤلاء النساء:

سكينة بنت الحسين

نسبها:

سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، واسمها: آمنة، وقيل: أميمة، وقيل: أمينة، وسكينة لقب عُرِفت به لأن نفوس أهلها وأسرتها كانت تسكن إليها من فرط فرحها ومرحها وحيويتها، كما قيل عن سبب ذلك أيضا ما ظهر عليها وهي طفلة من أمارات الهدوء والسكينة، وقد غلب هذا اللقب على اسمها الحقيقي، وأمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبي، ولدت في العام السابع والأربعين من الهجرة كما ذكر في كتاب "سير أعلام النبلاء" لشمس الدين الذهبي، وقدمت سكينة دمشق مع أهل بيتها بعد قتل أبيها يوم كربلاء، ثم خرجت إلى المدينة، ويقال: إنّها عادت إلى دمشق بعد ذلك.

سكينة وريثة بيت علم النبوة

تأتي السيدة سكينة بنت الإمام الحسين "رضي الله عنهما" على رأس قائمة الأئمة والفقهاء والعلماء الأوائل الذين أفادوا علوم الإسلام، وأثروا التاريخ الإسلامي بإسهامات جليلة، وهي تعد وريثة علم بيت النبوة، وعاشت عمرها الطويل في خدمة الإسلام الحنيف وقرآنه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وذكر في كتاب "سكينة بنت الحسين" للكاتب "عبد المنعم الهاشمي" أنه بعد استشهاد الإمام الحسين انتقلت السيدة سكينة إلى رعاية الإمام السجاد، ثم بعد ذلك تزوجت من ابن عمها عبد الله بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، وعاشت حياة حافلة بالعلم والأدب والنشاط الاجتماعي، فكانت السيدة سكينة سيدة نساء عصرها وأوقرهن ذكاء وعقلا وأدبا وعفة، وكانت تزين مجالس نساء أهل المدينة بعلمها وأدبها وتقواها، وكان منزلها ندوة دائمة للعلم والفقه والحديث، وهو ما جعل بعض المؤرخين يطلقون عليها لقب "سيدة نساء عصرها وعقيلة قريش"، وكانت من الأدب والفصاحة بمنزلة عظيمة مع ما هي عليه من التقوى والورع والعبادة، وكان منزلها مألف الأدباء والشعراء، وهي بذلك من أول من أنشأوا "الصالون الأدبي" بمفهومنا المعاصر.

سفرة بألف درهم

ومما يُروى عن السيدة سكينة ما رواه السبط بن الجوزي عن سفيان الثوري قال: "أراد علي بن الحسين الخروج إلى الحج أو العمرة فاتخذت له أخته سكينة بنت الحسين سفرة أنفقت عليها ألف درهم وأرسلت بها إليه، فلما كان بظهر الحرة أمر بها ففرقت في الفقراء والمساكين".

ويقول المؤرخ ابن طولون: "قدمت دمشق مع أهلها ثم خرجت إلى المدينة وكانت من سادات النساء وأهل الجود والفضل رضي الله عنها وعن أبيها".

وفى الثلث الأخير من حياتها حرصت السيدة سكينة على تعليم المسلمين فضائل وأخلاقيات بيت النبوة، كما كان لها تأثيرا كبيرا في شتى ميادين العلم والفقه والمعرفة والأدب، الأمر الذي جعل المؤرخون يضعون اسمها في قائمة المجددين في علوم الإسلام وحضارته العظيمة.

وفاتها

توفيت السيدة سكينة في المدينة المنورة عام 117 هـ، وكان عمرها وقتها سبعين عاما أي بعد مضي 56 سنة على حادثة كربلاء.

اقرأ أيضا:

مهن الصحابيات (5).. حفصة بنت عمر.. حارسة القرآن الكريم



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك