خلاف داخل الإدارة الأمريكية بشأن «وظيفة قطر المستقبلية» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خلاف داخل الإدارة الأمريكية بشأن «وظيفة قطر المستقبلية»

كتب ــ عماد الدين حسين:
نشر في: الأحد 28 مايو 2017 - 7:51 م | آخر تحديث: الأحد 28 مايو 2017 - 7:51 م

تيار يدعو لوقف دورها المؤيد للتطرف.. وآخر يريد استمرارها أداة للسيطرة على المنطقة
التفاهم الاستراتيجى بين ترامب والرياض كان إشارة البدء قبل فتنة تصريحات تميم المؤيدة لإيران ضد السعودية
قال دبلوماسى عربى كبير لـ«الشروق» إن خلافا داخل الإدارة الأمريكية هو السبب الجوهرى وراء «فتنة تصريحات تميم بن حمد» أمير قطر، يوم الثلاثاء الماضى، والتى أدت إلى تفجر خلاف وصراع رسمى مكتوم، وإعلامى متصاعد بين قطر وبلدان مجلس التعاون الخليجى، خصوصا السعودية والإمارات.

وقال الدبلوماسى ــ الذى التقته «الشروق» على هامش احتفال وزارة الخارجية المصرية بـ«يوم إفريقيا» مساء الخميس الماضى ــ إن تيارا كبيرا داخل إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يرى أنه حان وقت لتسمية الأشياء بمسمياتها، لوقف دعم قطر المالى والاعلامى لتنظيمات اسلامية متطرفة، فى حين أن هناك بعض الأجهزة الأمريكية ما تزال ترى فى قطر»، إمكانية لاحتواء ما يسمى بالاسلام المعتدل وابعاده عن المتطرفين، واستخدام الدوحة أداة مهمة فى إدارة رقعة الشطرنج المعقدة فى المنطقة»، متأثرة بالرؤية البريطانية التقليدية فى استخدام بعض التنظيمات والدول كأدوات تحكم للسيطرة على المنطقة، لافتا النظر إلى أن هذا الدور الوظيفى، لقطر بدا بانقلاب الأمير السابق حمد بن خليفة على والده عام ١٩٩٦، واستمر حتى اللحظة، خصوصا بعد خروج القوات الأمريكية من قاعدة سلطان الجوية السعودية، وتأسيسها بقاعدة العديد فى قطر.

أضاف الدبلوماسى أن هذا الصراع داخل الإدارة الأمريكية كان مكتوما، لكنه بدأ يخرج قبل أيام إلى العلن عبر العديد من المقالات فى الصحف الامريكية والغربية الكبرى، إضافة إلى تصريحات لمسئولين وقادة عسكريين منهم روبرت جيتس وزير الدفاع الأسبق، الذى انتقد سياسات الدوحة واحتضانها للإخوان المسلمين خلال ندوة أقامتها مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بواشنطن قبل ايام. هذه المؤسسة قالت ان قطر مضيفة موثوقة للقواعد العسكرية الأمريكية، لكنها الداعم الرئيسى للحركات الراديكالية إعلاميا وماليا وعسكريا.
كما اعلن رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى أد رويس، أن الكونجرس سينظر فى نقل القوات الأمريكية خارج قاعدة «العديد» إذا لم يتغير سلوك قطر.

وكان لافتا للنظر ايضا قول جون هانا مستشار الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش، إنه بناء على تجربتهم فإن حاجتهم يجب أن تكون دليلهم لأى محادثات مقبلة مع قطر، موضحا أن الوضع الذى استمر طوال العشرين عاما الماضية لا يمكن أن يستمر أكثر من ذلك. وكشف هانا عن الخلاف الامريكى القطرى القديم عندما أراد مكتب التحقيقات الفيدرالى القبض على إرهابى معروف هو خالد شيخ محمد، كانت تستضيفه الحكومة القطرية ومنحته وظيفة حكومية من قبل واحد من القادة والوزراء فى قطر، لافتا إلى أنه عندما أراد مكتب التحقيقات الفيدرالية تسليمه اختفى. وبعد خمس سنوات من ذلك، تبين أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر».

وتابع: «هذه ازدواجية فى السياسة القطرية وشخصية ذات الوجهين فى التعامل مع المصالح الأمريكية والتى أعتقد أنه يجب التوقف عنها»،
ورغم كل ذلك فإن المصدر العربى عاد ليكرر أن ذلك الموقف الامريكى الجديد ليس توجها أمريكيا نهائيا حتى هذه اللحظة و«بالتالى فالوقت مبكر للقول ان الطلاق بين واشنطن والدوحة قد تم رسميا».

أضاف الدبلوماسى العربى أن زيارة ترامب الأخيرة كانت إشارة البدء فى هذا السياق حيث توصل الطرفان الأمريكى والسعودى إلى ما يشبه التفاهم الاستراتيجى الشامل الذى يتضمن محاربة داعش ومواجهة النفوذ الإيرانى المتصاعد فى المنطقة، وقطع كل الاذرع المؤيدة له أو المتعاطفة معه بل وحتى انتقاد من يريد الوقوف على الحياد.

ويؤكد المصدر أن تصريحات تميم لوكالة الأنباء القطرية سواء قالها فعلا، أو أن الوكالة تعرضت للقرصنة فإنها لم تكن تمثل صلب الموضوع، بل هى القشة التى عصفت بعلاقات الرياض وأبوظبى مع الدوحة.

وكشف مصدر إعلامى عربى مطلع على الأوضاع الخليجية أن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية كانت جاهزة ومستعدة لشن الهجوم الإعلامى المضاد على الدوحة وهو ما يؤكد أن الأمر أكبر بكثير من مجرد تصريحات أمير قطر، التى قال فيها إن إيران ضمانة لاستقرار المنطقة وأن حزب الله حركة مقاومة وليس تنظيما إرهابيا وأن قاعدة العديد العسكرية الأمريكية لحماية بلاده من «بعض جيرانها» فى إشارة إلى السعودية، وأن حماس هى الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى.

ورغم ذلك يقول الدبلوماسى العربى إنه ليس واثقا أن هذا الخلاف سيكون جذريا بالنظر إلى الطابع الشخصى الذى يهيمن على الدبلوماسية الخليجية أولا، ثم إن هذه الدول اختلفت كثيرا فى الماضى وآخرها فى مارس ٢٠١٤ ثم تصالحت، وعادت الامور لمجاريها، وأخيرا فإن مفتاح المنطقة عاد للاستقرار المعهود فى البيت الأبيض الأمريكى وبقية أجهزة صنع القرار فى العاصمة واشنطن، وبالتالى فالمنطقة ــ خصوصا فى الخليج ــ صارت تتحرك على وقع التعليمات الامريكية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك