رأى المفكر البريطاني مايكل سوليفان أن زمن العولمة قد انتهى، وأننا بصدد الانتقال إلى عالم جديد متعدد الأقطاب.
وفي حوار مع مجلة (الإيكونوميست) البريطانية، رجح سوليفان أن تهيمن على العالم الجديد أقطاب ثلاثة على الأقل هي: أمريكا والاتحاد الأوروبي وآسيا بقيادة الصين.
وتوقع الكاتب أن يتبنَّ الأقطاب الثلاثة اتجاهات متمايزة إزاء مسائل السياسة الاقتصادية والحرية والحرب والتقنيات والمجتمع، وأن هذه الأقطاب ستتنوع أيضا في طريقة عمل اقتصاداتها وقوانينها وثقافاتها وشبكاتها الأمنية.
ورأى سوليفان أن دولا مثل روسيا وبريطانيا واستراليا واليابان ستكافح من أجل تأمين مكان لها في هذا العالم الجديد، حيث ستأتلف كيانات جديدة على غرار "الرابطة الهانزية" التي تضم عددا من الدول في منطقتَي اسكندنافيا والبلطيق.
ورجح صاحب المقال أن يمضي كذلك زمن مؤسسات دولية ازدهرت في القرن العشرين من أمثال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
ورأى سوليفان أن عدة عوامل أسهمت في تقويض أركان العولمة، منها تباطؤ وتيرة النمو العالمي وزيادة الدَين؛ وزيادة ظهور الآثار الجانبية للعولمة من تفاوت في الدخول وفي الثروات.
ودعا الكاتب أولئك الذين نشأوا في العولمة إلى أن يُسّلموا بانقضاء زمنها وأن يتهيأوا في المقابل للواقع الجديد الذي لن تُجدي مقاومته شيئا.
ونبه سوليفان إلى أنه وقبل عام 2018، لم يكن ثمة ما يدعم الحديث عن عالم متعدد الأقطاب على أرض الواقع، ولكن هذا سرعان ما تغير في ظل ما شهده العالم مؤخرا من احتداد التوترات التجارية والوثبات المشهودة على صعيد التقنيات.