قال الدكتور عادل عدوي وزير الصحة، إن "الموقع الإلكتروني الذي دشنته الوزارة لتسجيل بيانات مرضى فيروس «سي» الراغبين في الحصول على عقار «سوفالدي» تلقى حتى اليوم استقبل مليون حالة، وانه تم صرف العلاج 135 ألف مريض منهم، لافتا إلى أنه سبق أن تم علاج 350 ألف مريض عام 2006 باستخدام الانترفيرون والريبافيرين.

وأكد عدوي في كلمته التي ألقاها خلال الاحتفالية الذي نظمتها منظمة الصحة العالمية في مقرها بالقاهرة بمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الكبدي، اليوم الثلاثاء، أن استئصال المرض لن يتم إلا من خلال سجل فومي للمرض، مضيفا أن الانتشار الواسع لالتهاب الكبدي الوبائي سي، وهو ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي لإطلاق مبادرة علاج مليون مريض من فيروس «سي».

وأرجع عدوي السبب في زيادة أعداد مرضى فيروس «سي» في مصر مقارنة بباقي دول العالم إلى استخدام الحقن غير الأمنة في علاج مرض البلهارسيا ، بالإضافة إلى النقل غير الأمن للدم.

وأوضح أن وزارة الصحة أطقت برنامجها لعلاج فيروس سي في أكتوبر الماضي، كما قامت خلال العام ونصف الماضي بالتوعية بطرق العدوى والوقاية منها ساهمت بشكل كبير في انخفاض نسبة الإصابة، حيث افاد المسح السكاني لعام 2014 انخفاض الإصابة بفيروس سى في الفئة العمرية 15 إلى 59 عام من 12% إلى 7%.

من جانبه، قال هنك بكيدام ممثل منظمة الصحة العالمية بالقاهرةـ إن الجهود التى تمت على مدار السنوات الماضية قد أسهمت فى وضع مصر على قائمة الدول الرائدة والمرجعية فى السياسات الصحية للتعامل مع مشكلة الفيروسات الكبدية عالميا.

وأكد بكيدام، على أن منظمة الصحة العالمية تستعين حاليا بالخبراء وأساتذة الكبد المصريين أعضاء اللجنة القومية للڤيروسات الكبدية فى رسم السياسات الدولية، وفى فرق العمل لمكافحة العدوى، وتحديد بروتوكول العلاج والدراسات على الأدوية الحديثة وتقديم الدعم الفنى للعديد من الدول التى تعانى من المرض.

وتابع "قد أصبح هناك العديد من الدول على مستوى العالم تتابع ما يحدث فى مصر، وتريد نقل خبرتها فى برامج علاج المرضى ومكافحة العدوى، لذلك هذا العام اقيم اليوم العالمى للفيروسات الكبدية فى مصر بمشاركة كل الجهات الدولية والبحثية المعنية بالأمر".

وأشار إلى أن تقارير منظمة الصحة العالمية فى جنيف، أشادت بجهود اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، حيث نجحت مصر ووزارة الصحة المصرية فى الشهور الماضية فى الوصول لصيغ تعاقدية مثلى مع شركات الدواء العالمية، وفى إتاحة الدواء لمرضاها فى وقت قياسى، وفى إنقاذ آلاف المرضى من شبح الفشل الكبدى والوفاة، فى الوقت الذى ما زالت هذه الأدوية الجديدة غير المتوافرة فى العديد من دول العالم بسبب إرتفاع سعرها.

وفي سياق متصل، قال جوتفريدهيرنشال مدير مكافحة فيروس نفص المناعة والالتهاب المبدي بمنظمة الصحة العالمية بجنيف، إن "هناك تحول في مواجهة المرض، وبعض الحكومات قامت بمبادرة واعطاؤه لمرضاها، موضحا أن مليون ونصف شخص يموتون سنويا بسبب الالتهاب الكبدي، أي 4 آلاف شخص يوميا، و90% منهم بسبب فيروس «سي»".

وطالب جميع الدول باطلاق مبادرات أسوة بما قامت به مصر، التي باتت رائدة عالميا في هذا المجال.

وأعلن الدكتور علاء الدين العلوان مدير منظمة الصحة العالمية لافليم شرق المتوسط، عن اطلاق مشروع الحقن الامن في مصر، التي اعتبرها حجر الاساس في مكافحة المرض، وقد تم اختيار مصر ضمن 3 دول وهي الهند وأوغندا ومصر، وسلم وثيقة المشروع لوزير الصحة.

وقال وزير الصحة، إن مشروع الحقن الأمن يهدف إلى الحد من الحقن غير الضرورية التي تتسبب في انتقال الأمراض من خلال الحقن، وأن مصر تحرص على صناعة سرنجات جديدة.

وأشار إلى أن 40% من عمليات الحقن حول العالم، تتم من خلال سرنجات مستعملة أو معاد تدويرها، وأن 75% من عمليات الحقن فى العالم تتم بطريقة غير آمنة، مضيفا أن الحقن غير الآمن يتسبب فى إصابة21 مليون حالة بفيروس بى، و2 مليون حالة بفيروس "سي".