يوافق اليوم الجمعة، العاشر من شهر المحرم، أو "عاشوراء" وهو يوم يصومه المسلمون تيمنا بسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، لكنه يوم تعظمه اليهود كذلك، لنجاة سيدنا موسى وقومه فيه من بطش فرعون.
لماذا يتفق المسلمون واليهود على تعظيم يوم عاشوراء؟
بعدما أوحى الله إلى سيدنا موسى، ذهب الرسول الكريم إلى فرعون مصر؛ فقص عليه دعوته إلى عبادة الله، فتكبر فرعون وكذب بالآيات التي جاء بها موسى، وهو ما دفع بني إسرائيل إلى الخروج من مصر هربا من بطشه، ولما علم فرعون بخروج بني إسرائيل مع موسى، قاصدين بلاد الشام؛ غضب غضبا شديدا، وجمع جنوده وقرر ملاحقتهم.
ولما كاد أن يصل إليهم ورآه بني إسرائيل، ضرب موسى بعصاه البحر فانشق؛ وعبر ومن معه إلى الجانب الآخر، ولما لاحقهم فرعون وجنوده أغلق عليهم البحر فهلكوا جميعا، وقال بعض الذين مع موسى إن فرعون لا يموت أبدا، فقذف الله بجثة فرعون إلى الشاطئ ليكون عبرة لمن بعده، ويقول الله في كتابه العزيز: "اليَوْمَ نُنْجِيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونِ لِمَنْ خَلْفَكَ آيِة".
وسمي هذا اليوم الذي نجا فيه سيدنا موسى وقومه من بطش فرعون بيوم (عاشوراء)، وهو يوم مقدس عند اليهود حتى الآن.
أما عن صيام المسلمين لهذا اليوم، فوردت أحاديث تؤكّد أنَّ صيام يوم عاشوراء سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بالسنَّة الفعلية والقولية، ويثاب فاعل هذه السنة بتكفير ذنوب سنة قبلها.
وجاء في السنة النبوية، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: («مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ). أخرجه البخاري في صحيحه.
ويستحب صوم يوم التاسع من شهر المحرم مع يوم عاشوراء، كما أوضحت دار الإفتاء المصرية؛ لمخالفة اليهود في تعظيمهم هذا اليوم، فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في "صحيحه".