أفادت دراسة أولية بأن خلايا المخ لدى المصابين بمرض الشلل الرعاش تستنفد ذاتها وتموت مبكرا وتحترق مثل "المحرك الذي يتعرض لسخونة زائدة."
وقال باحثون كنديون إن هذه النتائج ربما تساعد في تفسير السبب في تضرر أجزاء صغيرة فقط من المخ لدى المصابين بهذا المرض.
وتؤدي الإصابة بمرض الشلل الرعاش إلى فقدان خلايا عصبية في مناطق معينة من المخ، لكن الأسباب التي تجعل هذه الخلايا عرضة للضرر ظلت غير معروفة.
ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية "كارنت بيولوجي" العلمية.
ارتعاش وتصلب
ويعاني نحو 127 ألف شخص في بريطانيا من مرض الشلل الرعاش، الذي قد يؤدي إلى ارتعاش واضح وبطء في الحركة وتصلب في العضلات.
ودرس الباحثون من جامعة مونتريال هذا المرض في خلايا فئران.
وتوصلوا إلى أنه، بخلاف غيرها من خلايا المخ، فإن الخلايا العصبية المرتبطة غالبا بمرض الشلل الرعاش كانت معقدة وتحتوي على العديد من الأفرع.
وتطلبت هذه الخلايا كميات أكبر بكثير من الطاقة، وهو ما أدى إلى إنتاج المزيد من النفايات خلال هذه العملية.
وأشار الباحثون إلى أن تراكم هذه النفايات هو الذي يؤدي إلى موت الخلايا.
وقال البروفيسور لويس-اريك ترودو: "مثل المحرك الذي يدور بسرعة عالية باستمرار، فإن هذه الخلايا العصبية تحتاج إلى إنتاج كميات هائلة من الطاقة حتى تعمل."
وأضاف: "تستنفد (هذه الخلايا) نفسها وتموت مبكرا."
ويأمل فريق البحث في أن هذه النتائج قد تساعد في صياغة نماذج تجريبة أفضل لمرض الشلل الرعاش وتحديد علاجات جديدة.
"الإجهاد التأكسدي"
ويشير العلماء على سبيل المثال إلى أنه يمكن تطوير علاج يوما ما يساعد في تقليل احتياجات الخلايا لمزيد من الطاقة أو زيادة كفاءة الطاقة الموجودة لديها.
وقال الدكتور آرثر روتش من جمعية مرضى الشلل الرعاش في بريطانيا: "من بين مليارات الخلايا الموجودة في المخ، فإن هذه المجموعة الصغيرة (من الخلايا) هي التي تتدهور دائما وتموت في مرض الشلل الرعاش. لا نعرف السبب في تضرر هذه الخلايا فقط."
وأضاف: "توفر هذه الدراسة دعما قويا لفكرة أن التركيبة المميزة لهذه الخلايا ووظائفها هي التي تجعلها عرضة بشكل خاص إلى عملية ضارة تسمى الإجهاد التأكسدي."
واختتم قائلا: "نأمل في أن هذه الدراسة ستشعل الاهتمام مجددا بهذا النهج، بل وأن تؤدي حتى إلى (تطوير) علاجات جديدة تستند إلى أحدث الأفكار المتعلقة بالإجهاد التأكسدي".