على غير المتوقع لم يكن الكاتب لينين الرملى يخشى قبول المحكمة دعوى اتهامه وزملاءه بازدراء الإسلام، كما أنه كان على يقين برفض الدعوى المقامة ضدهم خاصة أنها مقامة من شخص غير ذى صفة، لكن أكثر ما يخشاه الرملى بالفعل أن تكون تلك الدعوى بداية لعودة سياسة تكفير المبدعين والفنانين كما حدث خلال فترات سابقة من تاريخ مصر.
ويقول الرملى: «كنت أثق فى رفض الدعوى، لكن فى الوقت نفسه أخشى ألا يكون الحكم كافيا بالنسبة للبعض، وسرعان ما نجد أنفسنا مصنفين باعتبارنا كفرة ونستحق القتل كما حدث من قبل مع كاتب مثل فرج فودة»، بحسب قوله.
ويعرب مؤلف فيلم «الإرهابى» عن دهشته البالغة من توقيت إقامة الدعوى خاصة أن بعض الأعمال التى استند اليها المحامى باعتبارها مسيئة للإسلام مضى على عرضها نحو 25 يوما.. فكيف تتم محاسبتنا بأثر رجعى؟.. ويضيف باستنكار: المجرم المدان فى قضية قتل يسقط عنه الحكم بالتقادم بعد مرور 20 سنة أو 25 سنة.. فما بالك بالفنان الذى لم يرتكب جرما سوى الإبداع.. هل يمكن أن نحاسبه بعد كل هذه السنين؟
وأشار الرملى إلى أن كل الأعمال التى استشهد بها المحامى خرجت إلى النور بعد الحصول على جميع التصاريح الرقابية اللازمة وشاهدها الملايين فى مصر والعالم العربى، ولم يشكك أحد فى نوايا الكتاب أو الممثلين.. فلماذا الآن نعيش هذه الردة؟
ولفت إلى أن جهاز الرقابة هو جهة حكومية وعندما يعرض عليها أمر متعلق بالدين يلجأ إلى الأزهر الشريف، ولا يمكن لها أن يمنح العمل التصاريح اللازمة بدون موافقته، وبالتالى فمن غير القانونى أن نحاسب على عمل سبق أن وافقت عليه الجهات الحكومية.
وأوضح أنه فى حال كانت تلك الأعمال تحوى جريمة ــ كما يدعى المحامى ــ فمن باب أولى أن نحاسب أجهزة الرقابة والأزهر اللذين وافقا على عرضه من الأساس، واستشهد بواقعة حدثت فى السبعينيات من القرن الماضى عندما عرض فيلم «المذنبون» وغضبت الحكومة بشدة منه.. حينها لم تعاقب صناعها لكنها عاقبت ثلاثة من الرقباء الذين منحوا الفيلم تصريحا بالعرض، لكننا الآن نحاول معاقبة صناع العمل.. ويا لها من مفارقة عجيبة.
ووصف الكاتب لينين الرملى رفع مثل تلك الدعوى القضائية بمحاولة البعض إعادة المجتمع المصرى إلى القرون الوسطى، وقال إن فيلم مثل «الإرهابى» يبدو من اسمه.. فبطله شخص إرهابى يلجأ إلى العنف لتحقيق أهدافه، وهى حقيقة عاشها المجتمع المصرى خلال فترة من تاريخه ولا يمكن إنكار تلك الحقيقية.. وليس معنى ذلك أن كل الملتحين أو الذين يرتدون الجلباب إرهابيون.
ورفض الرملى ربط الإسلام باللحية والجلباب، مضيفا: اللحية والجلباب لا يخصان المسلمين وحدهم.. فكلنا يعلم جيدا أن اليهود والمسيحيين وكذلك الهندوس وغيرهم يطلقون لحاهم ويرتدون الجلباب.. فليس معنى تقديم شخصية سلبية بلحية وجلباب أنها تخص المسلمين وحدهم.