طارق عبد الجابر عبر لايف الشروق : شاهدت الجثث تتساقط من السماء في رواندا والناس أحبت عملي بفلسطين لتعاطفهم مع القضية - بوابة الشروق
الإثنين 10 نوفمبر 2025 6:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يفوز بالسوبر المصري؟

طارق عبد الجابر عبر لايف الشروق : شاهدت الجثث تتساقط من السماء في رواندا والناس أحبت عملي بفلسطين لتعاطفهم مع القضية

ياسمين سعد:
نشر في: السبت 30 أبريل 2022 - 10:05 م | آخر تحديث: الأحد 1 مايو 2022 - 12:07 ص
"كان معكم طارق عبد الجابر، مراسل التليفزيون المصري من فلسطين المحتلة"، جملة استطاع أن يخلق منها الإعلامي طارق عبد الجابر ماركة مسجلة باسمه، ليصبح من خلالها واحدا من أشهر مراسلي التليفزيون المصري على مر السنوات.
تغيب عبد الجابر عن شاشات التليفزيون لعدة سنوات، ليفاجئ الجمهور بخلعه لعباءة المراسل الحربي الذي قام بتغطية أحداث أهم مناطق النزاعات في العالم، ويرتدي بدلا منها بذلة الشيف ليصبح الشيف طارق، فما هو سبب تحول عبد الجابر من وقوفه في نار الحرب، إلى وقوفه أمام نار البوتوجاز؟ وما هي أفضل ذكرياته عن التقارير التي أعدها في فلسطين وغيرها من مناطق النزاع؟ وهل سيكمل طارق عبد الجابر حياته كشيف؟.
كل هذه الأسئلة وأكثر، أجبنا عليها خلال حوار أجرته الشروق أول أمس الخميس مع الإعلامي طارق عبد الجابر، وذلك في بث مباشر أذيع على صفحة الشروق على الفيس بوك، وفيما يلي نعرض أهم تصريحات التي قالها عبد الجابر في بث الشروق المباشر.

تحدثت الشروق مع عبد الجابر في البداية عن خطوته الأولى في العمل الإعلامي التي كانت انطلاقته ليصبح بعدها ذلك المراسل الشهير، وأوضح عبد الجابر أنه يلقب نفسه بمراسل الصدفة، وذلك لأنه كان يريد العمل كمذيع بالقناة الثالثة بالتليفزيون المصري وليس كمراسل، ولكنه فوجئ برفضه بسبب لون بشرته الأسمر، مما جعل العديد من كبار الكتاب يتضامنون معه ضد العنصرية، ويدعمون عمله بالتليفزيون.
رسم عبد الجابر لنفسه طريقا مميزا منذ البداية، وهو طريق المراسل الحربي، حيث وضع لنفسه تحديا لإثبات النفس، وقرر أن يكون واحدا من أشهر مراسلي التليفزيون المصري وهو ما حدث بالفعل، فقد اختير عبد الجابر عام 1988م ليكون مراسلا لمصر بالبلقان، ثم انتقل بعدها لتغطية أحداث النزاعات في أكثر من بلد منها البوسنة والهرسك، إريتريا، رواندا، الصومال، فلسطين وغيرها.
كان يضع عبد الجابر كفنه ووصيته داخل حقيبة سفره، وذلك في كل مرة يذهب لتغطية منطقة جديدة من مناطق النزاع حول العالم، عملا بقول الله تعالى "ولا تدري نفس بأي أرض تموت"، خاصة وأنه قد تعرض خلال عمله لأكثر من محاولة اغتيال كادت تودي بحياته، فقد شعر لأكثر من مرة أنه لن يرى ضوء الشمس مرة أخرى وذلك في أكثر من دولة منها فلسطين، رواندا، أفغانستان، جنوب لبنان، والعراق، ولا ينسى عبد الجابر أنه خلال تواجده في فلسطين، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بضرب السيارة التي كان يتنقل بها بعد مغادرته لها بثوان معدودة بسبب استهداف قوات الاحتلال لسائق السيارة، فلولا هذه الثوان التي أنقذته، لكان تعرض أيضا للقصف ومات على الفور.
بالرغم من كل هذه الصعوبات، أكد عبدالجابر أنه كان ينزل إلى الشارع في اليوم التالي ويقوم بعمله على أكمل وجه قائلا، "عمل المراسل الذي يغطي مناطق النزاعات يحتاج إلى شجاعة كبيرة، ولابد أن يكون المراسل متأكدا من أن أفضل عمل سيقوم به هو تغطية أماكن النزاعات والحروب، فهو عمل يتطلب إبداع كبير، وهو شعر أنه يبدع عندما يكون في منطقة حرب، ربما لم يكن ليحصل عليه عندما يقوم بتغطية ندوة فنية".
دائما ما يربط الجمهور بين اسم طارق عبد الجابر وبين فلسطين لعمله المتميز الذي قدمه على أرضها، ولكن أوضج عبد الجابر أن فلسطين لم تكن أخطر مكان عمل به، بل رواندا كانت البلد الأكثر خطورة قائلا، "كنت أرى جثث الناس تتساقط فوقنا من السماء في رواندا، كما كنا نرى التماسيح وهي تأكلهم، كما أنني رأيت الذبح بعيني في البوسنة والهرسك، فقبل ذلك كنت أراه في الأفلام فقط، ولكن شاهدته يحدث مباشرة في مذبحة البوسنة والهرسك، وهذا كله غيّر لدي مفهومي للإنسانية".
استرجع عبد الجابر خلال حواره مع "الشروق" أهم الحوارات التي أجراها خلال مسيرته الإعلامية قائلا، "أعتز كثيرا بحواري مع نيلسون مانديلا، فقد كان مفاجأة للتليفزيون المصري، وطلبت وقتها من سفير مصر بجنوب أفريقيا إجراء الحوار داخل الزنزانة التي حبس فيها مانديلا، وقال لي أنه بالطبع لن نحصل على الموافقة بالتصوير، ولكنني أصريت على تقديم الطلب، وفوجئت بأن مانديلا وافق على ذلك، وكان السبب هو أنني أول مراسل أطلب منه التصوير داخل زنزانته، وهذا كان انفراد للتليفزيون المصري، وأعتز به كثيرا".
يتذكر عبد الجابر أيضا تقريره الشهير الذي اشترته رويترز من التليفزيون المصري لعرضه على منصتها، وهو تقريره عن الإيدز بدولة تشاد، حيث كان من المقرر أن يقوم عبد الجابر بتغطية أحداث الحرب الليبية التشادية كما بقية المراسلين، ولكنه وجد أن الإيدز متفشي في الدولة، فغير وجهته إلى هذا التقرير، وتعجب الجميع من وجهة نظره المختلفة فيما يغطيه، ولكن حقق التقرير نجاحا كبيرا على مستوى العالم بعد بثه، نتيجة لاختلافه عن كل المعروض وقتها، بالإضافة إلى أهمية القضية.
ومن ناحية أخرى، أرجع عبد الجابر ربط الجمهور بين اسمه واسم فلسطين نتيجة حبهم الشديد لفلسطين وتأثرهم بقضيتها، ولذلك كان المصريون يتابعون تقاريره من هناك بشغف، ومازالوا يتذكرونها حتى الآن.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك