صراع «أبناء البنا» يضع التنظيم فى مهب الريح - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:57 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صراع «أبناء البنا» يضع التنظيم فى مهب الريح

مجلس الشوري العام للإخوان المسلمين - تصوير محمود خالد
مجلس الشوري العام للإخوان المسلمين - تصوير محمود خالد
كتب ــ إسماعيل الأشول:
نشر في: السبت 30 مايو 2015 - 8:52 ص | آخر تحديث: السبت 30 مايو 2015 - 8:58 ص

• خبراء لـ«الشروق»: الجماعة تتصدع.. والأزمة الأعنف تاريخيا

• بان: القيادات أشعلوا حريقا وغير قادرين على إطفائه

• الهلباوى: الإخوان ثلاثة أنواع.. داعشيون وتائهون ومعتدلون

برؤى متباينة، وإجماع على صعوبة الأزمة التى تواجهها جماعة الإخوان حاليا، ربما لأول مرة فى تاريخها، استقبل خبراء معنيون بملف «الإسلام السياسى»، الذى يتصدره الإخوان المسلمون، أنباء صراع «الكراسى المقدسة»، المحتدم بين قيادات شابة وأخرى تاريخية، حول قيادة مكتب الإرشاد والحديث بلسان «أبناء حسن البنا»، أمام الرفاق والخصوم على حد سواء.

وصف الباحث فى شئون قوى الإسلام السياسى، أحمد بان، الأزمة التى تواجه التنظيم حاليا بأنها «الأعنف تاريخيا»، وقال لـ«الشروق»: نحن أمام تيارين فى الجماعة يتنازعان القيادة، وكل منهما يدعى الشرعية، القيادات القديمة يعتبرون أنفسهم حراس المعبد، وأنهم ضحوا من أجل التنظيم ومازالوا يضحون، ولذا فهى لاتزال متمسكة بالقيادة، أبرزهم محمود عزت ومحمود غزلان وعبدالرحمن البر وآخرون، فى مواجهة المجموعة الأخرى التى تعتقد نفسها كذلك، القيادة الشرعية».

ورأى بان وجها للمقارنة بين الصراع القائم الآن داخل الإخوان، والصراع الذى دار داخل أروقة الحزب الوطنى عام 2010، حين ترك الحرس القديم، مهمة الانتخابات النيابية للحرس الجديد بقيادة جمال مبارك وأحمد عز، ما أسفر عن تزوير الانتخابات وانسداد الأفق السياسى، واتهام القيادات التاريخية للقيادات الشابة بالضعف، وهو ذات الاتهام الذى يوجهه قيادات الإخوان الآن، للشباب فى الجماعة ويعتبرونهم «شوية عيال غير قادرين على القيادة».

واستبعد بان، احتمال إجراء انتخابات جديدة داخل الإخوان كخيار توافقى بين طرفى الأزمة، وقال: «أتصور أن فكرة عمل انتخابات جديدة تصطدم بوجود عدد ضخم من قيادات الجماعة وكوادرها فى السجون»، وتوقع استمرار الصراع، مع وجود أنصار لكلا الطرفين المتنازعين على القيادة، داخل السجون.

وتابع بان: «الجماعة فى حالة تشظى حقيقى، وأظن أن النظام السياسى الرسمى، ابتهج بهذا الخلاف، وربما غيّر تكتيكاته فى مواجهة الإخوان بعد هذا التطور، بعدما كان يعتقد أنه أمام كيان ضخم متماسك، وربما عاد للانتظار تاركا التنظيم ليتكفل بنفسه، فيغنى الدولة عن أى جهد».

وزاد: «الجماعة أشعلت حريقا غير قادرة على إطفائه منذ اعتصام رابعة والنهضة، وحديث القيادات للقواعد عن فكرة الثأر، وعودة مرسى وغير ذلك، بعيدا عن التوصيف الصحيح للصراع بأنه سياسى وليس دينيا، من السهل تحويل صراع سياسى إلى دينى، لكن يصعب جدا استعادة طابعه السياسى بعد ذلك، ومطالبة القواعد بالتعقل والسلمية كما تقول القيادات للقواعد اليوم، خلافا للأفكار التى شحنتهم بها فى وقت سابق».

وتوقع بان أن يسفر الصراع عن ثلاثة أصناف من الإخوان: صنف سيودع السياسة بالكلية ويستعيد حالة من حالات الدعوة والتربية وفق منهج هادئ، وصنف سينخرط فى الممارسة الحزبية، وصنف سيتجه للعنف.

وأعرب بان عن أمله فى اعتراف القيادات التاريخية للجماعة بالخطأ والاعتذار، وإطلاق مراجعة حقيقية تجاه الأهداف والأفكار والوسائل، وطبيعة الجماعة وشكل التنظيم ومفرداته القديمة، وقال: كلها أمور يجب مراجعتها، وما لم يحدث ذلك، فلا أتصور أن بالإمكان رأب الصدع داخل التنظيم.
وركز بان على ما وصفه بـ«العيب البنيوى» داخل الإخوان، موضحا: «الجماعة لم تهضم أبدا التنوع داخلها، وبالتالى غير قادرة على إدارة أى خلاف فى الرأى، لو استطاعت هضم التنوع داخلها، لاستطاعت التعامل معه خارجها».

من جهته، قلل الباحث سامح عيد من خطورة الصراع، وقال لـ«الشروق»: «لا أعتقد أن هناك صراعا كبيرا، محمود عزت ومحمود غزلان مازالا يسيطران، وليس هناك تأثير كبير على الكتلة الصلبة للتنظيم المحكوم بعقيدة السمع والطاعة، ولن يكون للصراع الدائر الآن، آثار أكبر من انسلاخ عبدالمنعم أبو الفتوح من الجماعة، ستظل الكتلة الصلبة والأهم فى الجماعة، محتفظة بولائها للقيادات القديمة، بما فيهم من هم داخل السجون».

ورجح عيد انحياز قيادات السجون لصالح محمود عزت، مستبعدا إجراء أية انتخابات «صحيحة» داخل التنظيم، فى ظل الأوضاع الأمنية فى البلاد، ووجود عدد كبير من القيادات فى السجون.

فى السياق نفسه، قال القيادى الإخوانى السابق كمال الهلباوى إن الجماعة تشهد صراعا بين ثلاثة تيارات: الإخوان الداعشيون ممن يحرضون على العنف ويشاركون فيه ويتواصلون بالقوى الخارجية لتشوية صورة مصر، والإخوان التائهون لا يعرفون أين يسيرون، والإخوان المعتدلون ممن يدينون تصرفات القيادات ولا يوافقون على العنف ويحاولون شق طريق فى المجتمع والدولة.

وأضاف الهلباوى لـ«الشروق»: «على الدولة احتضان الجزء المعتدل من الإخوان وقياداته، فهم وسطيون ويرتضون مرجعية الأزهر الشريف، وأظن أن الغلبة فى الصراع الإخوانى الإخوانى داخل مصر، ستكون لمن لا يدعم العنف، أما فى الساحة العالمية فقد يكون غير ذلك».

إقرأ أيضًا:

«انقلاب نص الليل» يطيح بالحرس القديم في الإخوان

برهامى للإخوان: جهاد البنا لم يكن ضد الجيش والدولة

«حرب هاشتاجات» تشتعل بين شباب الإخوان وشيوخها: القيادة الفاشلة يجب أن تتنحى



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك