استطاع الباحث المصري وليد الروبي، أن يحمي البيئة من التلوث الهوائي من خلال استخدام تكنولوجيا النانو لفصل جزيئات الماء، ومن ثم إنتاج وقود الهيدروجين الأخضر النظيف، وهو نجاح توج بإعلانه ضمن قائمة جامعة ستانفورد الأمريكية للعلماء الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم في مجالات العلوم المختلفة.

وتضمّنت القائمة التي أعلنت في أكتوبر الماضي، أسماء علماء وأساتذة من الجامعات المصرية العامة وجامعة الأزهر.

وجامعة ستانفورد هي جامعة أمريكية بحثية خاصة تأسست عام 1885، وتصدر تصنيفها كل عام، ويتضمن قائمة بأسماء أفضل 2 % من علماء العالم الأكثر استشهادًا أكاديمياً في مختلف التخصصات، الذين يبلغ عددهم حوالي 160 ألف عالم من 149 دولة اعتماداً على قاعدة بيانات ‎ Scopus العالمية، في 22 تخصصا علميا و 176 تخصصا فرعيا للباحثين الذين نشروا ما لا يقل عن 5 أوراق بحثية.

«الشروق» التقت الروبي وحكى لنا رحلته منذ بداية دراسته وحتى وصوله لهذا الاختراع مرورا بالمراحل حياته الحافلة بالإنجازات العلمية.

في البداية قال الدكتور وليد الروبي، والذي يشغل درجه أستاذ مساعد علوم المواد وتكنولوجيا النانو بجامعة بنى سويف وقائم بعمل رئيس قسم علوم المواد وتكنولوجيا النانو بكلية الدراسات العليا للعلوم المتقدمة – جامعة بني سويف منذ أغسطس 2019 وحتى الآن:«حصلت على درجة البكالوريوس من كلية العلوم جامعة بني سويف في مايو 2004 كما حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراة من نفس الجامعة في 2008 و2011 على التوالي».

وأضاف الروبي، أنه شغلت أيضاً منصب نائب مدير وحدة النشر الدولي بجامعة بني سويف للعام 2019-2020 والعام 2020-2021، وكذلك منصب نائب مدير وحدة التصنيف الدولى بجامعة بني سويف للعام 2016-2017، وفي 2015 حصلت على منحة ايراسموس من الاتحاد الأوروبي لإجراء أبحاث ما بعد الدكتوراة بجامعة فيجو بدولة إسبانيا.

وأكد أنه في عام 2017 حصل على منحة من كامبوس فرانس لإجراء أبحاث ما بعد الدكتوراة بجامعة باريس ساكلاى بفرنسا لمدة عامين حتى 2019، ولديه العديد من أوجه التعاون الدولي مع عدة جامعات مثل باريس ساكلاى بفرنسا وجامعة فيجو بأسبانيا وجامعة زوليولاند بجنوب أفريقيا، وغيرها من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة عالمياً.

واستكمل:«حصلت على العديد من مشروعات الإتحاد الأوربي (الايراسموس بلاس) بالتعاون مع عدة جامعات أوروبية والتي من خلالها تم توفير فرص سفر للعديد من طلاب جامعة بني سويف لقضاء فترة 6 شهور في أكثر من جامعة أوربية، وكذلك عضو أكاديمية الشباب المصرية للعلوم التابعة لأكاديمية البحث العلمي، وعضو الجمعية الملكية للكيمياء، وعضو الهيئة القومية للنانو تكنولوجي، وسفير دار النشر الدولية بنسام ساينس، كما أنه محرر لدى العديد من المجلات الدولية.

الجوائز والتكريمات
وأشار إلى أنه حصل على جائزة من جوائز الأفراد التى تمنحها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية، وهى جائزة الأستاذ الدكتور/ فوزي حسين حماد فى علوم وتكنولوجيا المواد لعام 2019، وحصلت أيضاً على جائزة أفضل 1% من المحكمين الدوليين فى مجال علوم المواد للعام 2018 والعام 2019 طبقاً لموقع بابلون التابع لكلاريفيت.

المشروعات البحثية
وتابع أن لديه العديد من المشروعات البحثية (20 مشروعا) فهو باحث رئيسي لعدد 8 مشروعات بحثية ممولة من جهات تمويل مختلفة وهو مساعد الباحث الرئيسي لعدد 6 مشروعات بحثية كما أنه عضو فريق بحثي في 6 مشروعات أخرى.

أبحاث دولية
قال الدكتور وليد الروبي، إن له ما يزيد عن 70 بحثا منشورا دولياً في مجلات عالمية مرموقة ذات معامل تأثير عالى.

كما أنه نشر 3 فصول في ثلاث كتب مختلفة صادرة عن دور نشر عالمية، وله براءات اختراع مسجلة لدى مكتب براءات الاختراع المصري، وشارك في تقديم أبحاث علمية فى 25 مؤتمر دولى داخل وخارج مصر كما انه شارك فى تنظيم 14 مؤتمر دولى وورشة عمل.

وفي مجال التحكيم، قال الروبي، إنه كان محكماً معتمداً لما يزيد عن 35 مجلة علمية عالمية حيث أنه شارك في تحكيم ما يزيد عن 150 بحثا في مختلف المجلات كما أنه شارك فى تحكيم رسائل دكتوراة لجامعات أجنبية مرموقة وشارك فى تحكيم مشاريع بحثية لهيئات داخل وخارج مصر.

كما قام بالإشراف على ما يزيد عن 25 رسالة ماجستير ودكتوراه.

تحضير المواد النانومترية
أكد الروبي، أنه يهتم بتحضير وتوصيف المواد النانومترية والتحكم في الحجم والشكل واستخدامها في عده تطبيقات مثل فصل جزيئات الماء لإنتاج وقود الهيدروجين الأخضر النظيف وفى خلايا الوقود ومعالجة المياه أيضاً من الملوثات المختلفة.

المواد النانومترية وتطبيقات الطاقة والبيئة
أضاف أن أبحاثه تدور حول استخدام المواد النانومترية في تطبيقات الطاقة والبيئة، مضيفاً أن لديه مدرسة علمية تعمل على استخدام تكنولوجيا النانو لفصل جزيئات الماء ومن ثم إنتاج وقود الهيدروجين الأخضر النظيف حيث تتضمن استخدام بعض المواد النانومترية كمحفزات كيميائية كهروضوئية يمكن استخدامها لفصل جزيئات الماء كهروضوئياً تحت ضوء الشمس وذلك للحصول على الهيدروجين والأكسجين كنواتج فصل جزيئات الماء ومن ثم يمكن استخدام الهيدروجين كمصدر طاقة آمن ونظيف.

وتابع أن الماء يمثل نحو 71% من مساحة الكرة الأرضية ويمكن استخدامه في إنتاج الهيدروجين لإنتاج الطاقة، والآن أصبح إنتاج الهيدروجين من أهم مصادر الطاقة في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها بالإضافة الى الولايات المتحدة الامريكية حتى أنه أصبح هناك اقتصاد يسمى (Hydrogen economy).

مصر الحديثة والوقود الهيدروجيني
واستكمل الروبي، قائلاً أن مصر تتمتع بموارد طبيعية هامة جداً وشمس مشرقة على مدار السنة ووفرة المياه من البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، لذلك حان الوقت لتتبع مصر الحديثة مسار العالم المتقدم في الحصول على وقود الهيدروجين النظيف كمصدر للطاقة المتجددة باستخدام مواردها الطبيعية ووعي ووفاء أبنائها الباحثين والعلماء لتحقيق رؤية مصر 2030.

وعن سبب الإختيار ضمن تصنيف ستانفورد، قال الروبي: في الحقيقة تصنيف جامعة ستانفورد الامريكية من التصنيفات الدقيقة جداً والحيادية جداً وتفحص بشكل شامل للغاية فى قواعد البيانات والأبحاث عن أفضل علماء العالم فى جميع التخصصات، كما أنها تعتمد فى تصنيفها على عدد الأبحاث التى ينشرها الباحث من بداية نشره للأبحاث حتى العام الحالى، وأيضاً على عدد الاستشهادات الكلية وعدد الابحاث التى تم تحكيمها عالمياً ودولياً، أى ليس كم الانتاج البحثى فقط ولكن مدى جودة المنتج البحثى للعالم المختار، وطبعاً الحمد لله رب العالمين أنه تم إدراج إسمي هذا العام 2021 فى نسبه الــ 2% من العلماء الأكثر تميزاَ وتأثيراً على مستوى العالم في مجال علوم المواد والطاقة.

كمصريون بالطبع نستطيع
وبسؤاله عن شعوره بعد سماع خبر اختياره ضمن التصنيف:«حمدت الله سبحانه وتعالى وكنت سعيد جداً وهذا يؤكد أن لكل مجتهد نصيب، وصراحةً هذا الإنجاز يعتبر تكليلاً للجهد الكبير لسنوات ومشقة العناء والعمل المتواصل لساعات طويلة فى المعمل ومتابعة الطلاب والباحثين وهذا الإختيار يعطيني دفعة للأمام لمواصلة العمل والحفاظ على هذا الإنجاز وأننا كمصريين بالطبع نستطيع».

رسالة شكر وامتنان
واختتم:«تم تكريمي من الأستاذ الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بنى سويف نهاية الشهر الماضى، وهو فى الحقيقة داعم أساسي ورئيسى للنهضة العلمية والبحثية التى تشهدها جامعة بنى سويف فى الوقت الحالى وتقدمها فى التصنيف الدولى للجامعات العالمية وبالطبع أعبر لسيادته عن خالص شكرى وتقديرى واعتزازى بهذا التكريم».