وسط حضور جماهيري كبير، انطلقت فعاليات القافلة الثقافية "أهالينا" بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برامج القوافل الثقافية التي تقدمها عبر المسرح المتنقل، في إطار استراتيجية وزارة الثقافة لنشر الوعي والإبداع بمختلف المحافظات.
أقيمت القافلة بجوار معبد الملك رمسيس الثاني بأخميم الذي يضم تمثال ميريت آمون الشهير، وافتتح الفعاليات جمال عبد الناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، بحضور أحمد فتحي مدير فرع ثقافة سوهاج، ولفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية بالمحافظة.
وقدم حفل الافتتاح الشاعر عبد الحافظ بخيت مدير عام النشر الأسبق بالهيئة، الذي رحب بالحضور مؤكدا أهمية القوافل الثقافية التي تنظمها الهيئة باعتبارها امتدادا للأنشطة التي كانت تجوب القرى والمحافظات سابقا مثل مسرح الجرن والأراجوز.
وأكد على دور الثقافة والتعليم في إعداد الأجيال، مشيرا إلى أن المنتج الثقافي والأدبي هو الأداة الجمالية التي يعبر بها الأديب عن ذاته ومجتمعه.
واختتم كلمته بحديث عن المكانة التاريخية لمدينة أخميم ومعالمها الأثرية، وألقى قصيدة بعنوان "في حب سوهاج".
من جانبه، وجه جمال عبد الناصر مدير عام الإقليم الشكر لقيادات الهيئة والقائمين على تنفيذ القافلة، معربا عن سعادته بإقامة الفعاليات بجوار تمثال ميريت آمون، تلك المنطقة السياحية التي تجسد تلاقي التراث والفن وتعبر عن روح مصر وتاريخها العريق.
كما أشار إلى أهمية مثل هذه الفعاليات التي تسهم في إتاحة الفنون لكل المصريين وتعزيز الانتماء ونشر الوعي الثقافي والسياحي، بما يخلق جسورا للتواصل وروحا للتنمية، لتظل محافظة سوهاج منارة للثقافة والسياحة والفن الأصيل.
كما أكد مدير عام ثقافة سوهاج أهمية هذه الفعاليات في إثراء الوعي المجتمعي، موجها الشكر لمحافظة سوهاج ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة على دعمها المتواصل للأنشطة الثقافية بالمحافظة.
وشهد اليوم الأول من القافلة لقاء بعنوان "دور الثقافة والإعلام في توعية الشباب وحفظ الهوية الوطنية"، تحدث خلاله الصحفي محمد خضير عن مفهوم الثقافة موضحا أنها ليست مجرد معرفة نظرية أو تراكم معلومات، بل هي وعي متكامل يصنع شخصية الإنسان ويمنحه القدرة على التمييز.
وأشار إلى أن الثقافة تمثل ذاكرة الأمة التي تحفظ تاريخها وقيمها وتراثها، ومرآة تعكس صورة المجتمع، وأن أي تهديد لها يعد تهديدا للهوية الوطنية.
وتناول "خضير" دور الإعلام باعتباره الوسيلة الأكثر تأثيرا في العصر الحالي بفضل سرعة انتشاره، لافتا إلى مقولة المفكر جمال حمدان "الهوية ليست مجرد ماض نحتفظ به، بل هي مستقبل نصنعه".
وأكد على دور الثقافة والإعلام في تحصين الفكر لدى الشباب وتمكينه من الانفتاح على العالم، وذلك عبر الموضوعات الثقافية الجادة والإعلام الواعي البعيد عن التسطيح والإثارة.
وتواصلت الفعاليات بلقاء شعري تضمن إلقاء قصائد وطنية للشاعر صبري ضاحي والموهوب عمر محمد، بالإضافة إلى مربعات من فن الواو للشاعر علي سراج.
كما قدمت فرقة سوهاج للإنشاد الديني باقة من الأناشيد والمدائح النبوية التي نالت إعجاب الجمهور، منها: صل الله على محمد، مدد مدد، الله على نور رسول الله، قمر، وأحبك وأريدك.
واختتم اليوم بعرض فني لفرقة أطفال سوهاج للفنون الشعبية بقيادة الفنان مصطفى الرز، قدمت خلاله فقرات استعراضية مستوحاة من الفلكلور، إلى جانب فقرتي العصا والتنورة التي لاقت تفاعلا كبيرا من الجمهور.
تنفذ فعاليات القافلة بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة سوهاج، وتأتي في إطار حرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على تعزيز الهوية الوطنية، ونشر الوعي الثقافي، والتأكيد على دعم الثقافة للتنمية المجتمعية.