أزهرت نباتات البردي في محيط المتحف المصري الكبير، لتجسد جهدًا كبيرًا يحمل عبق التاريخ منذ آلاف السنين، بعد رحلة شاقة قطعتها من قرية القراموص بمحافظة الشرقية إلى الجيزة، حيث زُرعت في محيط المتحف قبل عدة سنوات، لتتفتح أوراقها وتعيد إحياء تاريخ مصر القديم العريق.
وتم جلب شتلات نبات البردي من القرية التي تشتهر بزراعته على مستوى الجمهورية، ووضعها داخل أحواض مخصصة في محيط المتحف المصري الكبير؛ لتسليط الضوء على أحد الرموز البيئية والنباتية التي ارتبطت بالحضارة المصرية القديمة.
وقالت الدكتورة رشا حسن رأفت، مديرة الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة الشرقية، إنه تم نقل شتلات البردي وزراعتها في أحواض المتحف بناءً على طلب إدارة المتحف في يوليو 2022، وتمت متابعة هذه الشتلات والاعتناء بها لتزهر، وذلك بالتنسيق مع مزارعي البردي في قرية القراموص بمركز أبو كبير، التي تُعد من أبرز القرى المتخصصة في زراعة هذا النبات بالشرقية.
وأوضحت مديرة الهيئة أن زراعة نبات البردي في أحواض المتحف يمثل مشهدًا حضاريًا مميزًا للزائرين، حيث يمنحهم رؤية حية لمكانة هذا النبات المقدس لدى المصريين القدماء، ويسهم في الحفاظ على التراث النباتي المصري القديم وإبرازه للأجيال الحالية والزائرين من مختلف دول العالم.
يُذكر أن نبات البردي يعد من النباتات العشبية التي تنمو في المياه الضحلة، وقد ازدهر منذ آلاف السنين على ضفاف نهر النيل وفي المستنقعات ومناطق تجمع مياه الأمطار، وينمو في مجموعات متقاربة تشبه حقول قصب السكر أو البوص، وقد يصل طوله أحيانًا إلى نحو خمسة أمتار.