الكلاسيكو الإنجليزى - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 3:42 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكلاسيكو الإنجليزى

نشر فى : السبت 9 أبريل 2022 - 7:00 م | آخر تحديث : السبت 9 أبريل 2022 - 7:00 م

** كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة مولود من بطن التاريخ، والسياسة، وذلك منذ أن منح الملك ألفونسو الثالث فى عام 1920 لقب ملكى إلى ريال مدريد، وهو ما فسر بعد ذلك فى مقاطعة كاتالونيا على أنه تحيز إلى ريال مدريد كما استمر ذلك فى أيام حكم الجنرال فرانكو الذى استغل الشعبية العريضة للنادى فى الدعاية لحكمه. وكانت مقاطعة برشلونة خلال الحرب الأهلية الإسبانية فى الفترة من 1936 إلى 1939 معارضة لحكم فرانكو واستخدم سكان برشلونة اللغة الكاتالونية خلال مباريات الفريق فى نوكامب للتعبير عن هذه المعارضة.. ومع سنوات من الصراع والمنافسة أصبحت مباريات الفريقين أهم وأقوى ديربيات كرة القدم وجاء الكلاسيكو الأخير قويا، وأحيا هذا الديربى الذى خفت لمعانه بعد رحيل ميسى ورنالدو... ومنذ انطلاق البريميير ليج تتسع دائما دائرة المنافسة بين مختلف الأندية، وتتسع دائرة المباريات القوية، بينما ظل الكلاسيكو الإسبانى حكرا على الريال والبارسا.
لكن منذ عام 2016 بدأت الكرة الإنجليزية تشهد صراعا مماثلا وقريبا فى أهميته من أهمية ريال مدريد وبرشلونة، لكن بأسباب مختلفة، ، فلا موروث سياسى، ولا تاريخ طويل ومباشر من الصراع على الألقاب. وإنما صنع ليفربول ومانشستر سيتى فى خمس سنوات فقط ما يمكن أن نطلق عليه: «الكلاسيكو الإنجليزى».. وصنعته تحديدا كرة القدم القوية والمميزة والفريدة والمعقدة والجديدة التى يلعبها الفريقان. واستمد هذا الكلاسيكو وجوده من أهم وأشهر مدربين فى عالم كرة القدم حاليا وهما جوارديولا ويورجن كلوب بما يقدمه كلاهما من أسلوب لعب فريد للغاية. وهما صنعا أفضل ما شهدته كرة القدم الإنجليزية من حيث جودة كرة القدم. صنعا لعبة أكثر لياقة وأسرع وأكثر تعقيدا وأكثر متعة وأكثر جمالا مما كانت عليه فى أى وقت مضى..
** عندما احتكر مانشستر يونايتد البطولات والألقاب تحت قيادة سير أليكس فيرجسون لم يكن هناك منافس ند وقوى للفريق فى تلك الفترة، فغاب الكلاسيكو، وذلك على الرغم من أن بين الناديين صراع على البطولات على مدى تاريخهما، الا أن الديربى التاريخى بينهما يعود إلى أنهما جاران، تبعد ليفربول نحو 60 كيلومترا عن مانشستر والمسافة بين أنفيلد وأولد ترافولد نحو 40 كيلومترا. وهما أكبر المدن فى شمال غرب إنجلترا.
‏** الصراع بين الناديين بدأ فى القرن التاسع عشر، حينما ‏كانت مدينة ليفربول مزدهرة بسبب مينائها البحرى الشهير، والجارة مدينة مانشستر كانت تزدهر فيها الصناعة، وقتها قرر أهالى مدينة مانشستر أن يشقوا قناة مائية لترسو فيها السفن التجارية عوضا عن الذهاب إلى ميناء ليفربول. وفى عام 1894 تم افتتاح قناة مانشستر الملاحية، وبدأت السفن التجارية ترسو فيها مما سبب خسائر اقتصادية فادحة لمدينة ليفربول وارتفعت فيها نسبة البطالة والفقر مما أغضب أهلها وجعلهم يتخذون من مدينة مانشستر وأهلها عدوهم الأول.. من هنا بدأت الكراهية والعداوة بين المدينتين إلى أن وصلت إلى الرياضة، وفى أول مباراة بين الفريقين فى عام 1894 انتصر ليفربول بهدفين نظيفين. والحقيقة أن الكراهية لم تتوقف عند هذا الحد بل وصلت لدرجة أن أغطية الصرف الصحى فى مدينة ليفربول، منقوش عليها كلمة مانشستر!
** اليوم يخوض الفريقان مباراة مؤثرة فى السباق على لقب الريميير ليج، يتطلع السيتى إلى اللقب الرابع مع جوارديولا ويتطلع ليفربول للقب الثانى مع كلوب. لكن انظر كيف يتحدث كلاهما عن الآخر. يقول جوارديولا :«كانوا مذهلين، منافس رائع، يقدم مباريات جيدة. أحترم ليفربول والطريقة التى يلعبون بها ولكننى أستمتع بالتحدى و يورجن، كمدرب، أكبر غريم واجهته فى مسيرتى» ويقول كلوب: « جوارديولا أفضل مدرب فى هذا المجال»..
** دروس فى كرة القدم.. وحصة فى الأخلاق..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.