** سبعة أهداف فى مباراتين لمنتخب مصر رقم جيد فى تصفيات الأمم الإفريقية، والفوز على كاب فيردى المتغير، وبوتسوانا الطيب ليس اختبارا لقوة المنتخب . واللعب فى المجموعة مع مورتيانيا، لن يكون اختبارا . وفى تصفيات كأس العالم نتصدر المجموعة برصيد 10 نقاط، وهى تضم سيراليون، وجيبوتى، وغينيا بيساو، وإثيوبيا، وبوركينا فاسو، ولا يمكن اعتبار اى مباراة مع هذه المنتخبات اختبار قوة للمنتخب أيضا . وبذلك ستكون الاختبارات فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية بالغرب مباشرة ، وكل ما سبق هو رد على أسئلة طرحت : هل يمكن اعتبار الفوز على كاب فيردى وبوتسوانا اختبارا للجهاز الفنى؟
** كل مباراة لكل جهاز كرة قدم فى العالم باتت اختبارا . تخيلوا أن مانشينى شخصيا تعرض لاختبارين فى تصفيات آسيا لكأس العالم 2026 وكاس الأمم الأسيوية 2027 . وكان الاختبار الأول أمام إندونيسيا إحدى دول جنوب شرق آسيا التى لا تعد ضمن المنتخبات الكبرى فى القارة ومع ذلك تعادلت مع المنتخب السعودى على أرضه 1/1 . والاختبار الثانى أمام الصين على ملعبها وفاز المنتخب السعودى بهدف ونجح فى الفوز بعشرة لاعبين مع ملاحظة أن اليابان هزمت الصين بسلعة أهداف نظيفة . ولا يوجد جهاز تدريب لا يتعرض للاختبار فى كل مباراة ، بعد أن أصبحت ميديا السوشيال ميديا لا ترحم سواء فى الشرق أو فى الغرب.
** لكن ألم يقدم جهاز منتخب مصر شيئا لافتا فى مباراتيه أمام كاب فيردى وبوتسوانا؟ الإجابة: قدم لمحات أفكار. حرية حركة لمجموعة الهجوم وقت امتلاك وهم صلاح، وزيزو وتريزيجه، ومرموش، وحمدى. وقدم الضغط فى المساحة أو الضغط من مراكز المقدمة لحرمان المنافس من الخروج بالكرة برقابة لاعبيه، دون الحاجة لأسلوب الضغط القديم، بالجرى مسافات من منتصف الملعب نحو دفاع المنافس . كذلك كان شجاعا ومغامرا فى التشكيل بالدفع بترزيجيه فى الوسط وأشراك حمدى فتحى فى مركز قلب الدفاع. وكانت النزعة الهجومية اختيارا ضروريا، كذلك لم يبدأ بالننى وحجازى رغم تألق الأول فى دورة باريس مع المنتخب الأوليمبى، ورغم أن حجازى من الاساسيين فى المنتخب منذ سنوات.
** أزمة حجازى مع الجهاز خطأ والأسلوب خطأ . لأنه لاعب كبير من حقه أن يجد من يخاطبه عن أسباب خروجه من التشكيل وربما حدث ذلك لكن الخطأ فى موقف حدث خلال المباراة. إنما فنيا قدم حسام حسن ملامح فى المباراتين وكانت فى غاية السهولة على أى حال . فلا يمكن التعليق على مباراة بوتسوانا، سوى أن اتهام خط الزهر بالضعف إزاء الفرص التى لاحت للفريق المنافس الطيب هو خطأ متكرر لأن الاتهام يوجه إلى التنظيم الدفاعى للفريق بالكامل لاسيما خط الوسط مع خط الظهر.
** المباريات الصعبة ستكون فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية، وهى التى ستكون صعبة ومعقدة وواجبات اللاعبين ستكون شاقة دفاعا وهجوما، بما فى ذلك اللياقة البدنية والقوة الجسمانية والسرعات فى مواجهة الفرق الإفريقية، وزمن الهجمة وزمن استخلاص الكرة حين يفقدها الفريق . وأذكر أنه من ضمن إحصائيات وأرقام بطولة أوروبا 2012 فى المباراة النهائية التى انتهت بفوز إسبانيا 4/صفر، حيث قدم الإسبان قطعة من الفن والإبداع والتفرد.. وكانت أهدافهم الأربعة مباشرة وسريعة ومفاجئة.. والهدفان الأول والثانى تحديدا اختصرا حق التتويج على قمة الكرة الأوروبية.. الهدفان جسدا أسلوب تيكى تاكا النقى الخالص. تفوق الفريق فى وسط الميدان . وفاز بكل أشكال الصراع مع نظيره الإيطالى . وتلك لعبتهم الدائمة، لكنهم فى هذه المباراة كانوا أسرع فى التمرير وفى الجرى وفى التصرف وفى الاختراق من خلف المدافعين الإيطاليين. لم يكن إيقاف العدائين الإسبان سهلا، بل لم يكن ممكنا . هدف سيلفا جاء بعد 14 تمريرة وبعد 36 ثانية من حيازة الكرة . وهدف ألبا جاء بعد 4 تمريرات وبعد 13 ثانية من حيازة الكرة . بذلك يكون منتخب إسبانيا صنع فى تلك المباراة هذا التوازن المدهش بين الامتلاك والاختراق.
** تقول الذاكرة أن كرة القدم فى المستويات العالية مختلفة وصعبة ومعقدة، وأرقامها بالثوانى، ومعادلة الامتلاك للكرة والاختراق بالكرة ليست ببساطة كلمات المعادلة على الإطلاق . وهذا سيكون أحد أهم الاختبارات التى ستواجه جهاز المنتخب فى نهائيات الأمم الإفريقية.. وأقول ذلك على أساس أنى متفائل بأن الطريق إلى النهائيات يبدو سهلا؟!