هل نقتل روبوتات الدردشة؟ - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 6:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل نقتل روبوتات الدردشة؟

نشر فى : السبت 15 أبريل 2023 - 8:20 م | آخر تحديث : السبت 15 أبريل 2023 - 8:20 م

نشر موقع Project Syndicate مقالا للكاتب مايكل سترين، يقول فيه إن دعوة عدد من رموز التكنولوجيا مثل ــ إيلون ماسك ــ لإيقاف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعى لمدة 6 أشهر لن يكون لها مردود ملموس، ناهيك عن أنه فى حال توقف الولايات المتحدة فإنها لن تستطيع إجبار الصين على الامتثال. شارحا كيف أن هذه التخوفات ليست فى محلها، ومنوها بأن الحل لا يكمن فى إيقاف التكنولوجيا بل فى حسن تنظيمها... نعرض من المقال ما يلى:

كان التقدم الكبير المفاجئ الذى طرأ على الذكاء الاصطناعى مؤخرا مُـبهِـرا للعالَـم أجمع. ولكن الآن، يستجيب بعض الأشخاص البارزين وذوى المكانة المتميزة بمطالب مضللة لسحب المكابح.
تلقت رسالة مفتوحة تدعو «كل مختبرات الذكاء الاصطناعى إلى التوقف فورا لمدة ستة أشهر على الأقل عن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعى» آلاف التوقيعات، بما فى ذلك توقيعات رموز التكنولوجيا من أمثال إيلون ماسك وستيف وزنياك، وعدد كبير من رؤساء الشركات التنفيذيين، وكبار الباحثين.

يؤكد أولئك الذين يطالبون بوقف مؤقت أن «الذكاء الاصطناعى التوليدى» يختلف عن أى شيء عرفناه من قبل. الواقع أن روبوت الذكاء الاصطناعى المفتوح ChatGPT متقدم إلى الحد الذى يجعله قادرا على التحدث بشكل مقنع مع البشر، وإعداد مسودات للمقالات بشكل أفضل من كثير من الطلاب الجامعيين، وكتابة وتصحيح أكواد الكمبيوتر.

من المفهوم أن تثير تكنولوجيا جديدة تتمتع بمثل هذه القوى الهائلة المخاوف. لكن قسما كبيرا من هذه المحنة يأتى فى غير محله. الواقع أنه حتى أحدث التكنولوجيات ليست جديدة كما تبدو. كانت روبوتات الدردشة وبرامج المساعدة الافتراضية شائعة قبل أن يستحوذ روبوت الدردشة ChatGPT على العناوين الرئيسية.

تدعو الرسالة المفتوحة إلى توقف مؤقت لمدة ستة أشهر للسماح لصناع السياسات والهيئات التنظيمية باللحاق بالركب. لكن الهيئات التنظيمية تمارس دوما لعبة الملاحقة، وإذا كانت أكبر المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعى مبررة حقا، فإن التوقف المؤقت لمدة ستة أشهر لن يكون مفيدا بدرجة ملموسة. علاوة على ذلك، إذا كانت هذه المخاوف مُـضَـخَّـمة حقا، فقد يتسبب التوقف المؤقت فى إحداث ضرر دائم من خلال تقويض قدرة الولايات المتحدة التنافسية أو ترك المجال لقوى أقل احتراما للمسئولية. تزعم الرسالة أنه «فى حال تعذر استنان التوقف المؤقت تشريعيا بسرعة، فيجب أن تتدخل الحكومات لفرض التعليق«. ولكن هل من الممكن إجبار الصين على الامتثال لمثل هذا الأمر؟

بطبيعة الحال، قد ترغب الحكومات فى بعض الأوقات فى وقف تطور التكنولوجيا. لكن هذا لا ينطبق على وقتنا الحاضر. يجب أن تركز الضوابط التنظيمية على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعى، وليس ما إذا كان من الممكن أن يستمر فى التطور. بمجرد أن تتقدم التكنولوجيا، يصبح من الأوضح كيف ينبغى لنا تنظيمها. ولكن هل من المحتمل حقا أن يتسبب الذكاء الاصطناعى فى «محو البشرية»؟ الاحتمال ضئيل فى اعتقادى. لكن الذكاء الاصطناعى التوليدى لن يكون أول تكنولوجيا تنطوى على مثل هذا الخطر.

إذا كان دُعاة الهلاك محقين فى أى شىء، فهو أن الذكاء الاصطناعى لديه القدرة على التأثير على قطاعات ضخمة من الاقتصاد ــ مثل الكهرباء والمحرك البخارى من قبلها. لن أتفاجأ إذا أصبح الذكاء الاصطناعى على ذات القدر من أهمية الهاتف الذكى أو متصفح الويب، مع كل ما يترتب على ذلك من تأثير على العمال، والمستهلكين، ونماذج العمل القائمة.

لا تتمثل الاستجابة الصحيحة للارتباك الاقتصادى فى إيقاف عقارب الساعة. بل ينبغى لصناع السياسات أن يركزوا على إيجاد الطرق لزيادة المشاركة فى الحياة الاقتصادية. هل يكون من الممكن توظيف إعانات الدعم بشكل أفضل لجعل العمل أكثر جاذبية من الناحية المالية بين الأشخاص الذين لا يحملون شهادات جامعية؟ هل تستطيع الكليات المجتمعية وبرامج التدريب بناء المهارات التى تسمح للعاملين باستخدام الذكاء الاصطناعى لزيادة إنتاجيتهم؟ ما هى السياسات والمؤسسات التى تحول دون تعظيم المشاركة الاقتصادية؟

ينبغى لنا أن نتذكر أن التدمير الـخَـلّاق لا يدمر فحسب. فهو يخلق أيضا، وغالبا بطرق قوية وغير متوقعة. سوف تخيم غيوم عاصفة على مستقبلنا مع الذكاء الاصطناعى. ولكن فى مجمل الأمر، سيكون ذلك المستقبل مُـشـرِقا.

النص الأصلى:
http://bitly.ws/CZ8s

التعليقات