تطوير حقل «لفيتان» أكبر مورد للثروة الطبيعية فى إسرائيل - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 1:12 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تطوير حقل «لفيتان» أكبر مورد للثروة الطبيعية فى إسرائيل

نشر فى : الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 12:40 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 12:40 ص

نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا للكاتب «وليد خدورى» ــ المتخصص فى شئون الطاقة ــ جاء فيه:
أعلنت الشركات العاملة فى حقل «لفيتان» الغازى الضخم أن تطوير الحقل يمضى قدما بحسب الخطة، كما جاء فى نشرة «جلوبس» الاقتصادية الإسرائيلية. وبعد رحلة بحرية طالت نحو شهر من تكساس إلى إسرائيل، وصلت المواد والأدوات الأساسية لتشييد قاعدة المنصة التى ستستعمل للحفر فى حوض هذا الحقل الضخم الذى يقع غرب حيفا. وسترسى فى الأسابيع القليلة المقبلة أساسات المنصة على قاع البحر.
وقال وزير الطاقة والموارد المائية والبنية التحتية الإسرائيلية يوفال ستينتز إن «بدء العمل بالمرحلة الحالية لتطوير حقل لفيتان، يشكل المرحلة التطويرية الأخيرة بأضخم مورد للثروة الطبيعية تم اكتشافها فى إسرائيل». وأضاف فى تصريحات صحفية: «المرحلة الأخيرة لتطوير لفيتان تتطلب شهورا قليلة، والاستفادة من الحقل لإسرائيل ستستمر عقودا، إذ سيضيف الريع المالى من انتاج الحقل بلايين الدولارات سنويا خلال العقود المقبلة وسيتم دعم الموازنات السنوية العامة بالأموال للتعليم والصحة والنفع العام». ولفت إلى أن «الإنتاج الغازى سيفتح المجال لتحويل محطات كهرباء كبرى، مثل هاديرا واشكلون، التى تستخدم الفحم الحجرى حاليا، ما سيحسن البيئة المحلية، وإضافة للاستهلاك المحلى، سيصدر الغاز إلى كل من مصر والأردن وأوروبا».
وأفاد كونسورتيوم الشركات العاملة والمساهمة، أى نوبل إنرجى الأمريكية والشركات الإسرائيلية ديليك للحفر وراتيو اويل للحفر فى حقل «لفيتان»، بأن الإنتاج من الحقل سيبدأ نهاية العام الحالى، وسيبدأ التصدير إلى كل من الأردن ومصر بحسب الاتفاقات معهما وأيضا مع أوروبا، مشيرا إلى أن عملية التصدير «ستدعم موقع إسرائيل إقليميا».
وتفيد المعلومات بأن طول العواميد الداعمة للمنصة يبلغ نحو 98 مترا لكل عامود، بينما يبلغ وزن العواميد أكثر من 15 ألف طن. وسترسى هذه العواميد فى قاع البحر على مسافة 86 مترا تحت سطح الماء، بينما ستمتد أدوات الحفر إلى عمق 5 كيلومترات تحت قاع البحر، ما يدل على عمق الحقول الغازية فى شرق البحر الأبيض المتوسط. وسيتم فى المرحلة الأولى تشييد أربع منصات للإنتاج تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منها فى المرحلة الأولية نحو 300 مليون قدم مكعبة يوميا، ومد أنبوبين من المنصات مباشرة طول كل منها 130 كيلومترا لنقل الغاز. وستتم معالجة الغاز على المنصات البحرية ذاتها، حيث سيتم نقل الغاز المعالج والمكثفات الناتجة عنه من خلال أنبوبين منفصلين لإيصالهما إلى الساحل وربطهما هناك مع الشبكة الوطنية لنقل الغاز التابعة للشركة الإسرائيلية لنقل الغاز الطبيعى وإلى شبكة أنابيب الغاز التابعة لمحطة «أشكلون» الكهربائية الضخمة.
ويقع حوض «لفيتان» نحو 125 كيلومترا غرب ساحل حيفا، وتم اكتشافه عام 2010. ويدل تأخر الإنتاج لمدة عقد من الزمن على طول المدة الزمنية التى يتطلبها تشييد الحقول الغازية البحرية. وبالنسبة للصناعة الإسرائيلية، فركزت الشركات العاملة الأولوية لتطوير الحقلين الضخمين «لفيتان» و«تامار» بدلا من محاولة تطوير الحقول العشرة المكتشفة فى المياه الشمالية، نظرا لضآلة حجم احتياطات الحقول الثمانية الأخرى، حيث يبلغ حجم الاحتياط لكل حقل منها نحو 5 تريليونات قدم مكعبة. ويتوقع تطوير الحقول الصغيرة نسبيا مستقبلا فى حال توفر بدائل اقتصادية وافية لاستغلالها لتلبية متطلبات الاستهلاك الداخلى أو التصدير. ولأسباب استثنائية تم تطوير حقل «كريش» الصغير الحجم نسبيا والمحاذى للمياه اللبنانية.
هناك عادة عوامل إضافية استثنائية تؤخر من تطوير الحقول. فبالنسبة لإسرائيل، تكمن جميع الحقول الغازية فى المناطق المغمورة العميقة، الأمر الذى يتطلب وقتا إضافيا لتخطيط العمل واستيراد المنشآت والأدوات اللازمة.
كما طرأ خلاف عميق ما بين السلطات الحكومية والشركات العاملة حول «احتكار» الإنتاج نظرا لهيمنة الكونسورتيوم الذى تقوده «نوبل انيرجى» على مجمل الإنتاج الغازى الشمالى، مما يعطيها الإمكانية مستقبلا فى تقرير كميات الغاز التى تسلمها للسوق الداخلية، بالإضافة إلى التحكم فى سعر الغاز ومن ثم أسعار الكهرباء، الأمر الذى أدى إلى خلافات حادة وواسعة فى أوساط المجتمع المحلى والكنيست. وقد وصل الخلاف إلى المحاكم التى قضت بتوزيع واستبدال حصص الشركات من الحقلين الضخمين مع بعض الشركات العاملة فى الحقول الصغيرة. وواجهت الشركات العاملة تحديا مهما فى تأخر حصولها على عقود بيع وشراء مع الدول الأوروبية، من ثم اللجوء إلى أسواق الدول العربية المجاورة، التى وفر ولوجها، من خلال دعم دبلوماسى كبير من الولايات المتحدة بالإضافة إلى توفر مصالح اقتصادية مشتركة، عاملا جيو ــ استراتيجيا مهما لإسرائيل لتوطيد التطبيع على المدى البعيد مع الدول الموقعة اتفاقيات سلام معها. كما تأخر تطوير الحقلين الضخمين إلى حين انتظار حل الخلاف القانونى حول «احتكار» ملكية الحقول، ومن ثم الحصول على عقود البيع والشراء مع الأسواق العربية التى شكلت ضمانا لهذه القروض التى منحتها المصارف الدولية والبالغة نحو 12 بليون دولار (لتطوير حقلى تامار ولفيتان).
ويعتبر حقل «لفيتان» أضخم اكتشاف غازى بحرى عالمى خلال العقد الماضى، حيث قدر حجم الاحتياطى نحو 18.9 تريليون قدم مكعبة بالإضافة إلى 39.1 بليون برميل من المكثفات، وتقدر طاقة الحقل الإنتاجية نحو 18.9 تريليون قدم مكعبة سنويا.
من ناحية أخرى، يقدر احتياط حقل «تامار»، ثانى أكبر حقل غازى بحرى فى إسرائيل حتى الآن، بنحو 10 تريليونات قدم مكعبة، وتبلغ طاقته الإنتاجية نحو 250 مليون قدم مكعبة يوميا. وبدأ الإنتاج فعلا من الحقل فى إبريل 2003، ويقع على عمق نحو 16 ألف قدم من المياه و2500 متر تحت قاع البحر.

الحياة ــ لندن

التعليقات