** مشهد احتفال جماهير منتخب جزر القمر بالتعادل مع المنتخب المصرى يختصر كل المشاهد والصور التى مرت فى خيال جمهور الكرة المصرية أثناء المباراة، ويختصر مستوى أداء الفراعنة وكيف كان مجرد رد فعل وانسياق خلف أسلوب وسرعات وعشوائية فريق جزر القمر. وهى عشوائية مربكة بما فيها من انطلاقات غير محسوبة، وجرى فى اتجاهات غير متوقعة..
** خريطة كرة القدم التى تتغير فى إفريقيا كلام قديم، فالتغيير بدأ منذ عشرين عاما، وحين يجد منتخب الجزائر بطل الأمم الإفريقية، صعوبة بالغة فى الفوز على بتسوانا وينتهى الأمر بانتصاره بهدف مقابل لا شىء فإن ذلك يشرح كيف أصبح التغيير فى الكرة الإفريقية، وكيف باتت المنتخبات الأصغر تاريخيا عندها الطموح والقدرة فى مواجهة المنتخبات القوية والكبيرة بأساليب أداء مجهده للغاية جمعت بين الدفاع وبين العنف. وهو الأمر الذى عبر عنه جمال بلماضى مدرب الجزائر بقوله: «إن المواجهة كانت صعبة جدا، بسبب الأرضية السيئة جدا، والأخطاء المتعددة لحكم المباراة، وأسلوب لعب المنافس. ولابد من إيجاد حلول لمواجهة مثل هذه الظروف التى لعبنا فيها».
** هذا تصريح من المدير الفنى لأفضل منتخب فى القارة حاليا حيث لم يخسر فى 17 مباراة منها 11 رسمية، منذ 18 نوفمبر 2018، وفى عام 2019، لعبت الجزائر 16 مباراة بينها 6 مباريات ودية، حقق الفوز فى 13 منها ( 10 فى مباريات رسمية و4 فى مواجهات ودية).
** يتعرض المنتخب الوطنى وحسام البدرى لانتقادات عنيفة، ونفهم عدم الرضا عن الأداء السيئ الذى لا لون له ولا طعم. وللمرة الثانية يستند المدير الفنى على عكاز غياب محمد صلاح عن الفريق. وهو أمر غير جائز لأن «حكاية منتخب صلاح» لم تعد مهضومة، مع أنه لاعبنا ونجمنا الأول والسوبر. فالأمر يتعلق بأداء جماعى. وفى أحيان مباريات وبطولات يشارك ميسى أحسن لاعبى العالم مع منتخب الأرجنتين وتكون النتائج مخيبة للآمال بينما هو مع برشلونة وبأداء جماعى للفريق يقدم عروضا مبهرة للعالم كله.. والمشكلة فى المنتخب الوطنى تتعلق بهذا الأداء الجماعى الغائب، وبغياب أساسيات كرة القدم الجماعية من دفاع وهجوم.. فالمنتخبات الكبرى تلعب بهذا التوازن بين الدفاع وبين الهجوم فلا يوجد فريق قوى يختار الهجوم وحده أو الدفاع وحده إلا إذا كانت تلك حالة استثنائية تتعلق بمباراة. وليست هى حالة دائمة تتعلق بكل المباريات وبموقعها الجغرافى، خارج الأرض أم داخل الأرض».
** أساسيات كرة القدم الآن معروفة. تبدأ بالضغط الفردى والجماعى، واستخلاص الكرة بسرعة وبقوة، وبشراسة، والهجوم بنفس القوة وبنفس الشراسة. والتحرك المستمر للفريق كله. وتنفيذ جمل تكتيكية فيها ابتكار، واللجوء للحلول المتنوعة سواء بكرات عرضية أو اختراق من العمق، وبالتسديد. وقيام الظهيرين بدور الجناحين عند امتلاك الكرة.. فماذا فعل المنتخب من هذه الأشياء والأساسيات فى مباراتى كينيا وجزر القمر؟ كم مرة تقدم محمد هانى وأيمن أشرف مثلا؟
** نعلم أن الجو كان حارا ورطبا وأن المباراة أقيمت ظهرا. وأن ملعب مالوزين فى جزر القمر يرتفع عن سطح البحر بمسافة 2400 متر. وأن هذا أمر مجهد بدنيا للاعبين بالتأكيد.. فرأى الفراعنة النجوم فى عز الظهر أو على وجه الدقة رأوا جزر القمر فى عز الظهر..!