الخلاف والاختلاف - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخلاف والاختلاف

نشر فى : الأحد 24 أغسطس 2014 - 8:10 ص | آخر تحديث : الأحد 24 أغسطس 2014 - 8:10 ص

لماذا لا نعرف كيف نختلف؟ فمن عادتنا السيئة ــ إذا سمحتم لى ــ عندما يختلف اثنان أو مجموعتان أو حزبان.. إلى آخره، اختلافا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا ولا نصل لنقطة التقاء فننقل الاختلاف من اختلاف سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى إلى خلاف شخصى لا يخلو من الشتائم والتجريح وذكر الأهل و«أصلهم وفصلهم» وكل انواع الإهانات.

عندما تكون الأحوال والعلاقات جيدة نتباهى اننا نعرف فلانا معرفة جيدة بل معرفة حميمة وعائلية ايضا ولكن عندما ننقلب على هذا الشخص لأننا اختلفنا معه وتضاربت المصالح فى الاتجاهات العكسية لا نحتفظ بالصداقة الانسانية بل سرعان ما نهدمها وسرعان ايضا ما نتنصل منها وننزل فى هذا الآخر سبا وتجريحا فى فصله ونعته وغالبا لا يكون فى موضوع الاختلاف ولكن كما قلت سابقا تجريحا شخصيا يصعب رأب صدعه بعد ذلك.

لماذا لا نعرف كيف نختلف؟ ولماذا لا نستطع أن نكون موضوعيين فى الاختلاف الذى نحن فيه؟ ولماذا نخلط بين ما هو موضوعى وشخصى؟ بل يأخذ الخلاف المنحنى الشخصى الذى يصعب من بعده أى مصالحة. رجال السياسة الحقيقيون وغالبا ايضا رجال الأعمال الذين يمتهنون السياسة كمهنة والأعمال كحرفة عادة يعرفون كيف يحافظون على هذا التوازن فهم يعرفون ان اصدقاء اليوم قد يكونوا اعداء الغد وأعداء اليوم قد يكونوا اصدقاء الغد بل حلفاء. اما الدخلاء على السياسة والأعمال فغالبا ما يغلبون مصالحهم الشخصية التى قد تكون محدودة ويدخلون فى صراعات لا طائل لهم فيها ويجرجرون المجتمع لجو من اللا مصداقية وعدم الأمانة المهنية وعدم الرفعة الأخلاقية. وهؤلاء سيلفظهم المجتمع إن آجلا أو عاجلا.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات