الجيش المصرى يريد إعادة المارد الإسلامى إلى القمم - إيال زيسر - بوابة الشروق
الأربعاء 29 مايو 2024 1:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجيش المصرى يريد إعادة المارد الإسلامى إلى القمم

نشر فى : الأحد 25 أغسطس 2013 - 8:55 ص | آخر تحديث : الأحد 25 أغسطس 2013 - 8:55 ص

● قبل نحو عامين ونصف العام أطلق ملايين المصريين المارد الإسلامى من القمقم عندما خرجوا للتظاهر فى الشوارع منادين بإسقاط مبارك. ويومها سارع الإخوان المسلمون إلى ملء الفراغ الذى نشأ مستغلين التأييد الشعبى الواسع لهم، والشلل الذى أصاب المؤسسة الحاكمة المصرية والجيش وأجهزة الأمن. فى يونيو 2012 انتخب مرشح الإخوان محمد مرسى رئيساً لمصر. واليوم ومع بقاء شباب ميدان التحرير فى منازلهم يكونون قدموا غطاء للجيش فى الحرب التى أعلنها ضد الإخوان وهدفها إعادة المارد إلى القمقم من جديد.

● لقد تغيرت أشياء كثيرة خلال العامين ونصف العام الأخيرة فى مصر. فقد أخطأ الإخوان فى قراءة الخريطة السياسية فى الدولة، وارتكبوا خطأً فادحاً عندما اعتقدوا أن الله هو الذى اختارهم للحكم. لكن الأهم من هذا كله، أن المؤسسة الحاكمة المصرية تعافت من الضربة التى تلقتها مع سقوط مبارك، وينطبق هذا بصورة خاصة على الجيش المصرى بقيادة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى. وقبل شهر اتخذ قرار عزل مرسى عن الحكم.

● وعاد الجيش المصرى اليوم ليوضح أولاً: أنه لا ينوى مواصلة لعب دور الوسيط من أجل المصالحة الوطنية، وإنما يريد أن يحكم. ثانياً: والأهم من ذلك أنه لا ينوى إجراء حوار مع الإخوان المسلمين بل ضربهم بيد من حديد وإعادتهم إلى الوضع الذى كانوا عليه أيام حكم مبارك، حين كانوا حركة مضطهدة.

● يبدو أن وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية لم تفهم بعد مغزى ما يحدث وهى لا تزال تتحدث عن حرب أهلية أو عن فوضى فى مصر. لكن عملياً يبدو أن الجيش المصرى يستكمل سيطرته على الدولة. وعلى عكس ما جرى خلال الثورة التى أطاحت بحسنى مبارك، فإن المبادرة اليوم فى يد القوى الأمنية وهى تنجح تدريجياً فى فرض إرادتها على أنحاء الدولة. والأهم من ذلك أن الإخوان المسلمين لم ينجحوا فى إخراج الملايين إلى الشوارع، وأن التظاهرات التى تتحدث عنها وسائل الإعلام لا تتعدى الآلاف وربما أقل ومن السهل على النظام مواجهتها.

● لقد شرح وزير الداخلية المصرى ببساطة أن هدف النظام إعادة الأمن إلى الشارع كما كان قبل 25 يناير 2011، أى العودة إلى أيام مبارك من دون مبارك. وفى جميع الأحوال مع وجود السيسى لا حاجة إلى مبارك.

إيال زيسر  عميد كلية العلوم الانسانية في جماعة تل ابيب
التعليقات