هكذا نقلب الطاولة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هكذا نقلب الطاولة

نشر فى : الثلاثاء 28 فبراير 2017 - 11:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 28 فبراير 2017 - 11:25 م
صباح الخير أيها اللبنانيات واللبنانيون الخارجون على القطعان البشرية. صباح الخير أيها المتمردات والمتمردون. صباح الخير أيها الشابات والشبان.

أهل الطبقة السياسية الحاكمة، فى غالبيتهم، ومندوبوهم، والمتكلمون باسمهم، وورثتهم، منشغلون جدا جدا. إنهم يركبون الآن قانونا جديدا للانتخاب، فيجب ألا نشتت أفكارهم وانتباههم. القانون الجديد سيولد فى الوقت المناسب، أو فى الوقت الضائع. لكنه سيولد بالطبع. وسيكون «خلقة كاملة»، وعلى قياس الأطراف الأساسيين جميعا. «الطباخون» الذين يقيمون فى الأروقة والكواليس، لا يهمهم أن يخرجوا إلى الضوء. هم يشتغلون فى الظلام، لكنهم يعرفون جيدا ماذا يفعلون. لقد درسوا المناطق الانتخابية منطقة منطقة، وكشفوا مطبات كل منها، وفككوا ألغامها، وهم لن يتركوا ثغرة فى القانون تتيح لمرشح أو لمرشحة من خارج القطيع أن يتسلل منها، ويغنى بدمه الجديد حياتنا السياسية المترهلة.

قانون الستين الذى يحفظ لأركان هذه الطبقة الحاكمة أن يظلوا راسخين فى مواقعهم ومتاريسهم، سيستبدل ــ ولا شك ــ بما هو أكثر مكرا وخبثا ورسوخا. القانون الموعود سيكون خادعا فحسب، لأنه لن يتغير فى الجوهر. سيكتفون بجعله يرتدى قناعا براقا وجميلا، بحيث يتوهم اللبنانيات واللبنانيون أن «التغيير» قادم لا محالة.

المسألة واضحة. المطلوب شىء واحد. هو أن لا تنخدعوا بالقانون الموعود. لأنه سيكون قانونا مفخخا. فما سيتنازل عنه هذا القانون بالمفرق، سيعود مفبركوه ليستولوا عليه بالجملة، عند أول كوع واستحقاق.

أيها اللبنانيات واللبنانيون، أيها المتطوعات والمتطوعون من الجيل الشبابى خصوصا، قد لا نستطيع أن نغير شعرة واحدة فى قانون الانتخاب الموعود، وفى تقسيماته الإدارية والمناطقية. هذا شبه مؤكد. لكن الأكيد.. الأكيد هو أنكم تجسدون بأنفسكم الفرق النوعى الوحيد فى الانتخابات، أيا كانت الأحوال، وأيا كان القانون.
يجب ألا يضيع أحد منا «الشنكاش» أو البوصلة. فصندوق الانتخاب هو البوصلة، وهو المتكلم الوحيد، وهو سيكون عمليا الفرق الواحد والوحيد.

أنتم تمثلون الأكثرية الشعبية والمدنية الساحقة فى المجتمع. ليس عليكم سوى أن تظهروا هذه الأكثرية. نظموا أنفسكم فى الأحياء، فى الشوارع، فى البنايات، فى البيوت، فى الجامعات، فى مراكز العمل، فى المقاهى، فى الغرف المغلقة، وفى كل مكان. يمكنكم بدون مساعدة من أحد، أن تقلبوا الطاولة على الجالسين حولها.
يمكنكم أن تفعلوا ذلك بهدوء، بأعصاب باردة، وبنفوس مليئة بالأمل والحلم والشوق إلى التغيير. يمكنكم أن تصنعوا «ثورة» ديمقراطية، مدنية، فعلية، واقعية، على الأرض.

أنتم الفرق الوحيد.. فنظموا صفوفكم.

النهارــ لبنان
جمانة حداد

 

التعليقات